أخبار السودان

بعد حديثه عن حلايب والصورة النمطية.. حمدوك بالقاهرة. …التفكير خارج الصندوق ..!!

بالرغم من أن العلاقات السودانية المصرية تمضي في تطور ملحوظ في الفترة الماضية وتعاون مشترك كبير بين البلدين ، إلا أن هناك قضايا ما زالت عالقة تجعل العلاقات بين البلدين مهددة بالعودة للتوتر في أية لحظة ، ويبدو أن رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك لمس ذلك وأراد أن ينتزع فتيل الأزمة حتى لا تتأثر العلاقات بين البلدين مرة أخرى ، وكان رئيس الوزراء قد طالب بفتح ملف حلايب وشلاتين المنطقة المتنازع عليها مع مصر من أجل التوصل إلى تفاهم.

ونادى حمدوك خلال لقاء جمعه مع باحثين في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على هامش زيارته إلى مصر، بضرورة الحديث عن ما وصفه بـ”المسكوت عنه في العلاقات بين البلدين” ، و”المسكوت عنه” طبقاً لتوصيف حمدوك تضمنت قضية الخلاف حول مثلث حلايب وشلاتين، والصورة النمطية لدى الشعبين عن بعضهما والتصور المشترك للتاريخ ، وتابع: «الأمر الثاني المسكوت عنه يتعلق بالتصور المشترك للتاريخ» مؤكداً أن «المشتركات والمشاعر التي تجمع الشعبين أكثر بكثير من هذه الأمور» ، ولفت إلى أن «رؤية حكومة الفترة الإنتقالية في السودان للدفع بعملية الإنتقال من خلال الإصلاح الإقتصادي، وهيكلة الأجهزة الأمنية، وبناء علاقات خارجية متوازنة».

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قال إن القوات المسلحة “لن تفرط في شبر” من أرض السودان ، وأضاف البرهان (حقنا ما بنخليه ولن نتراجع عنه ولن ننساه حتى يتم رفع علم السودان في حلايب وشلاتين وفي كل مكان من السودان) .

ودأبت الحكومات المتعاقبة على تجديد الشكوى في مجلس الأمن الدولي ضد مصر بشأن منطقة حلايب وشلاتين ، في الوقت الذي قالت فيه الخارجية المصرية أكثر من مرة إنها تعمل على حل النزاع الحدودي مع السودان من خلال التفاوض الثنائي بين البلدين وفق قواعد احترام السيادة وحسن الجوار .

ويرى المحلل السياسي عمر إبراهيم أن حديث حمدوك عن قضية حلايب وشلاتين في مصر لن يؤثر سلباً على العلاقة بين البلدين ، وقال لـ(الإنتباهة) حمدوك ربما خشي أن تعود العلاقات مرة أخرى للتشاكس والإتهامات المتبادلة بين البلدين، وأكد أن حل أزمة حلايب وشلاتين لن يتم إلا عبر الحل السلمي والجلوس لمفاوضات ، وأن يكون الحل بعيداً عن مجلس الأمن الدولي ، الذي ظل يتلقى الشكاوى من الطرفين طيلة الفترة الماضية ، وتوقع أن يتجه رئيس الوزراء لحل النزاع حول حلايب وشلاتين مع مصر سلمياً ، دون الدعوة لاسترجاعها عنوة كما كانت تدعو الحكومات السابقة للسودان .

ويرى أمين عام حزب مسار الوسط رئيس تيار المصالحة الوطنية الشاملة د. لؤي عبد المنعم محمد، أن حديث رئيس الوزراء عن حلايب وشلاتين أراد به التأكيد على أن الحكومة لن تفرط في أية ذرة من تراب الوطن، وأن قضايا البلاد لا تتجزأ، وقال في حديثه لــ(الإنتباهة) حمدوك أراد أن يرسل رسالة للمصريين بأن دعم السودان لمصر في قضية سد النهضة لا يعني أن السودان تنازل عن حلايب وشلاتين ، ورأى أن الحديث عن حلايب وشلاتين ، لجهة أنها قضية لا تختلف عن قضية الفشقة ، وأن السودان ليس لديه “خيار وفقوس” في قضايا الحدود .

وجزم لؤي أن الحديث عن حلايب وشلاتين في هذا التوقيت، لا يؤثر على العلاقات بين البلدين سلباً أو إيجاباً ، وقال أن حل هذه القضية يتم عبر التفاوض وترسيم الحدود بين البلدين ، ورأى أن التوجه الذي يذهب فيه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لحل قضية حلايب وشلاتين بأن تبقى المنطقة “تكاملية” ، وقال هذا لن يكون حلاً ، لجهة أن الجانب المصري يتمسكون بأن تكون إدارة حلايب وشلاتين عندهم ، وتظل المنطقة تحت رعايتهم ، وأضاف قائلاً: المصريون أخذوها بالقوة ، وما أخذ بالقوة يرجع بالقوة.

وأكد لؤي أن حديث حمدوك عن حلايب وشلاتين رد طبيعي لما ظلت مصر تكرره في كل لقاءات المسؤولين السودانيين بمصر وإظهار خريطة لحلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية خلف المسؤولين السودانيين ، وقال بهذا الحديث يؤكد حمدوك أنهم غير متنازلين عنها ، واستبعد لؤي لجوء الحكومة للحل العسكري لقضية حلايب وشلاتين مع مصر ، وقال أن الحل العسكري مرفوض ، وأن البلاد لن تدخل في حرب مع مصر ، لجهة أن العلاقات التي تربط بين البلدين كبيرة جداً ، ولا يمكن المخاطرة بهذه العلاقات والدخول في حرب .
الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. كلام حمدوك في القاهره وحده لايكفي و ان كان هي خطوه لابأس بها ولكن الاهم هو الاتفاق داخليا من كل المكونات شعب و حكومه بشقيها المدني و العسكري و حركات مسلحه الاتفاق علي رؤيه و خطه واحده ماذا لو رفضت مصر الرسميه كما هو متوقع الرد علي كلام حمدوك ( عملت رايحه كما يقولون ) ها نصعد بخطوات اخري مثل الاحتجاج بصوره اكبر او تخفيض التمثيل الدبلوماسي او ورقه سد النهضه او اي اوراق ضغط اخري يراها الخبراء مساله التنازل الي منتصف الطريق بان تكون تكامليه هذه يحددها الخبراء و الشعب اين المصلحه واين الممكن و المتاح مع التسليم بأنه اذا كانت حجتنا قويه بتعبيتها للسودان يجب الرجوع للشعب ليقرر ماذا يريد ولايجوز ان يتنازل ايا كان عن شبر من حدود السودان اذا كان ثابتا لنا ذلك الشبر

  2. وليه ما ندخل حرب مع مصر أو غيرها في سبيل عدم التنازل عن أراضينا، فمن يحارب اثيوبيا الان بدعوى الدفاع عن الأرض والعرض يجب ان يحارب مصر بلا هوادة.
    كان يجب على الدكتور حمدوك الا يجلس امام خارطة القطر المصري “المعدلة” بواسطة السيسي ونظامه، وان يرفض ذلك تماما، لانهم بهذا القبول انما يفسرون خنوعنا قادة وشعب لسياسة فرض الامر الواقع المفروضة علينا من المصريين.
    ما أفهمه ان السودان ليس بضعيف أكثر من الجارة مصر، فمصر الان لا تتحمل اي نزاع حدودي مع السودان، وليست على استعداد لخسارة السودان في هذا الوقت الحرج، فلذا يجب الضغط وكسب ورقة حلائب مقابل ورقة سد النهضة، واذا فوتنا هذه الفرصة، فلا نلوم الا انفسنا بعدها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..