الشوق ملتهب لفجر السودان القديم

الحنين للسودان القديم يلهب الشوق لفجرٍ مشرق جديد يعيد اللٌحمة بين شطريه وأخلاق شعب مكافح طيب عنيد إلى مسافرة عسى أن تأتي وتحضر ذاك العيد السعيد.

الحنين لسوداننا القديم كعودة متيم لمحبوبته المسافرة التي طال الهيام والوجد لها وزادت اللوعة وإستفحل الأسى وطالت وحشة الفراق وغمر الكمد الحشا وإنكمشت العزة والكرامة لغيبة الحرية الدائمة والشهامة وإذلال الصلابة والصرامة وتكبيل الإرادة المهين وتكميم الأفواه وشد الصريم المتين فقبع الوحش مستوحش في قفص الصدر الموجوع المكلوم وغاب سعد اللقاء وحل في وحل عناء زحف رمال الصحراء والسموم تنميل خدر كآبة الجفاء لإبتعاده عن عيون الوفاء لتنائي هوة اليوم المعلوم.

فكأنه:
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا..
وغاب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما إبتلت جوانحنا..
شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
وكم زاد الحنين لغاباته الممطرة..
وشن كراج وكراجليو تداوينا
وكم بقينا صحراء وغابات تجمعنا..
في وادي خصيب لايهمنا إعتقاد مخالف أو دينا
نغني منقو قل لاعاش من يفصلنا..
فإذا بهادم الأخلاق يمزق رابط تآخينا
ويوزع أنخاب إنفصال القبائل
ويلهف لاحياء له ثروة وسلطة وتمكينا

والرجوع سيكون كأنه آسِ يجٌسٌ علة السقيم وسيأسو جراح الحبيب ويلتئم الفقد الأليم

الشعب يريد السودان القديم بكل مساحته المليونية وخفساته المثلثية والمربعة والمستطيلة العينية وأزقته الركنية ولفات سلالمه الطرفية وزِقزاقاته الحدودية و منعرجاته الساحلية وخطوط عرضه حتى الإثنين وعشرينية.فكم بكينا من حروب داحس جنوبية فلما إنتفشت بنيفاشا وتشتت بكينا عليها، فالتبقى البلاد متحدة وإن كان بها داحس والغبراء فلابد من حلها بالحوار ودون هيجان هيجاء فليعود السودان العزيز القديم.

فقد تمزقت الأرض وتفرق الشعب
كأشلاء ثور أبيض بإفتراس أسد ودب
ولم يبقى إلا الفتات مشلتع زائق البصر
وإحتار كيف يٌجمع ويٌلم
فلم يبق حتى من الأثر أثر
فزاد التوحش والسلاح وكمن في الجوف
وجيوب الدروب والبيوت الخطر.
نريد سوداننا القديم الجديد دون إنقاذ
نريد سوداننا القديم الجديد دون كيزان
نريد سوداننا القديم الأخلاقي دون سيخ
ليعود لنا كل نيلنا الأبيض وليعود السوباط وبحر العرب ولنغرف معاً ومع مصر من قناة جُنقلي ونعبيء مياهه الرقراقة الرائقة للغرب والشرق و للتصديرلنصلح العوجات وتسكت النائحات وتعود الغابات ويرجع الفيل الصغير التائه. وليعود أتيم وجون وجوزيف وأروك وبونا ملوال وقرنق وربيكا تعود ومعها موبايل جديد وليلعب الأطفال مع دينق ومجنق في مراجيح المقرن وأمبدة والوحدة والردمية.
نريد السودان القديم بكل مكوناته، نريد أن نصحو فجراً جديداً بمصفوفة موحدة واحدة لاتجزء المجزأ وتفتت المفتت.نريد سودان قديم كرت كرتونة.
نريد فجر السودان القديم أن يهل ويشرق بصبحٍ جديد.
السودان القديم لاينقص أٌنملة، بمليون ميله المربع ،بحلائبه السودانية وبفشقته كاملة وبدارفوره هادئة ناعمة البال،بنيله الأزرق الدفاق بالعطاء والإستقرار وبجنوب كردفانه الغرة وشمالها بخيرها الجوة وبرة. السودان القديم بكل وطول حدوده من حلفا حتى نمولي بأبيي وهجليج والميل أربعين والميل أربعة عشر وبكل جباله من البحر الأحمر إلى جبل مرة ولادو والبركل لتلتقي جبال البطولات بجبال التضحيات نريد شعباً واحداً قوياً صامداً كجباله لايشيعون بالهتاف والشعارات والعويل كلب الملك والرئيس والوزير والمدير إذا مات ليروهم ويتلفزوهم، ولايهمهم بعد ذلك إن شيعوا الملك والرئيس والوزير والمدير إلى مثواه بالإستهجان وباللعنات.الشعب يريد السودان القديم قبل إنقاذه وإيقاف كافة الحروب ولوقف كل هذه الإنتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان وللحريات ولإعادة المفصولين والمشردين واللآجئين ولإيقاف إهانة الشعب وهجرة كفاءاته وهدر الكرامة والإستهتار بدستوره السابق والإنتفالي وبالقضاء والعدل والمساواة والإستهانة بقوانين الخدمة العامة ولوقف النهب والإختلاس والفساد المستشري والفساد الأخلاقي الرهيب وعدم الإكتراث والتحقيق النزيه بشكاوي الشعب والصحافة والمواقع الإلكترونية في تدمير الخدمة والمؤسسات والمشاريع وتزوير إرادة الشعب في الإنتخابات وعدم المحاسبة والمحاكمات. فأخطر ما سمعت من أحد قادة الإنقلابات السابقين في تبرير عدم محاكمتهم بقوله أنهم كانوا ومازالوا الأقوى وليس هناك مؤسسة أو حزب أو معارضة أقوى منهم لتحاسبهم وذلك قد يكون لعدم إستقلالية القضاء ولضعفه أو لعدم الرغبة أو عدم القدرة أو لفساد فيه وهذه هي فعلاً أخطر جريمة بل هي الحرب الفعلية الحقيقية التي ستؤدي إلى نشوب حرب أهلية مستعرة في نهاية المطاف فالدفاع قد يلجأ للقضاء الدولي أو يستعدي الدول الكبرى على وطنه، فقضايا الأزمة القضائية نفسها هي من أخطر القضايا التي تفتت البلد وتحطمه بإنتهاك العدالة.

عباس خضر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..