مقالات وآراء سياسية

متى أصبح دقلو وهلال حلفاء قوى الكفاح المسلح..؟‬

يوسف آدم

أهلنا عندهم مثل بتقول “البقرة كان وقعت سكاكينه بتكتر”، واللاغريب في الأمر أعداء الأمس هم حلفاء اليوم وأن تصبح من يسلح أولاده وأقرباءه لقتالك وتهجيرك وهتك أعراضك يقف معك في صف واحد، تارة…. يقول الحركات المسلحة وتارة أخرى يقول قوى الكفاح المسلح، في الأولى يعبر عن مشاعره وفي الآخير يظهر دموع التماسيح. هكذا بدأ عبدالرحيم دقلو قائد ثاني مليشيات الدعم السريع حديثة أبان إحتفالاتهم إعلان إكتمال صفقة إطلاق سراح شيخهم وكبيرهم الذي علمهم السحر “موسى هلال”.

فمن لايعرف موسى هلال هو الأب الروحي ومؤسس مليشيات الجنجويد القبلية في دارفور، وخلافهم مع أبناء أعمامه آل دقلو خلاف صعود سلالم هرم السلطة وليست أكثر؛ فهو من أسس مليشيات الجنجويد المعروفة سابقًا ب “أم باقة” وتعني يحملون باقات مليئة بالماء و”حرباء” آلة القتل تستخدم في الحروب للهجوم والدفاع عن النفس، وسرعان ماتطور اسمهم محليًا إلى “كسابة” ومشتقة من معنى الكسب غير المشروع من أموال الضعفاء أثناء الحرب أو النهب أو حتى السرقة، ولموسى هلال دور عظيم في تطوير الكسابة بعد تزويدهم بأسلحة الدولة التي دعمهم بها الرئيس المخلوع عمر البشير ليصبحوا مليشيات معترف بها وتصبح اسمها لاحقًا “حرس الحدود” وكان موسى هلال قائدًا عامًا لها، ومحمد حمدان دقلو قائد ثاني لمليشيات حرس الحدود، وبعد دخول حركة العدل والمساواة السودانية مدينة أم درمان وبسط سيطرتها في وضع النهار في عملية نوعية سمها “عملية الذراع الطويل” أجبر المخلوع على هيكلة إدارة هذه القوات لتفيء…… بغرضها، حيث جعل القائد الثاني كقائد أول بعد عدة مشاورات مع مستشاره من أقرباء القائداين فتوصلا إلى تأهيل هذه القوات وتدريبها أكثر من ماسبق وإجراء تغيرات طفيفة في هرمها القيادي، مما أثار….. غضب مؤسسها موسى هلال وفي وقت لاحق كشر أنيابة وتلقى الحسم الفوري بعد عدة سنين من ترضيتها بالقيادة الشرفية لهذه المليشيا وتطور اسم هذه القوات إلى “قوات الدعم السريع”.

والعجب من كل هذه الهمجية في التعامل مع هذه المليشيات، قادة الكفاح المسلح وبعض الناشطين الحقوقيين تجدهم يتضامون معهم في حال إختلاف هذه المليشيات فيمابيهم بسبب رتبة خلا عسكرية أو حتى إخلافهم في حرق قرية تتبع لمواطنون عزل، وهذه أنها اليوم تمثل القوى الأعظم في البلاد من حيث العتاد وعدد الأفراد وغيرها وحتى التمويل الرسمي من الدولة.

فإذا من تضامنوا معكم وشعروا بأعطفيتكم المزيفة كشعور حقيقي، فيبقى هم ليست بقادة الكفاح المسلح الذين نعرفهم في دارفور ويتحسسون، يتألمون ويندمون على جرائم مليشيات الجنجويد ضد أهلهم في دارفور من قتل وتنكيل، تهجير قسري، إغتصاب وتشريد وأفظع أنواع الجرائم والتطهير العرقي والإبادة الجماعية تجاه أهلنا العزل في دارفور، فأبحثوا لكم عن وطن حتى تقف معكم في مصيبتكم الذي جلبكم إلى عاصمتنا التي لا يزال يسيطر عليها من قتل أهلنا في دارفور وسردهم، والذين يرفضون تواجدكم في الخرطوم هم ليست مننا فهؤلاء هم من كانوا يصفقون على تصفيتنا ويبتسمون على تعذيبنا، فهؤلاء هم من لاعقي أحذية العسكر ومليشياته يظعمونها بأقلامهم المأجورة ويحركونها بأياديهم القذرة. هؤلاء لا يشبون أبنا وطننا الخلص الطيبون.

فمليشيات الجنجويد سيئة الذكر اليوم هي من تدعي درع السلام وحارس للثورة، وتجد من يساندها في إدعاها وتلتف حولها.
فخطابات قادتها الإستعلائية والإستفزازية لأبناء وبنات الشعب السوداني لا نتعجب منها إلا الوقاحة الفجة والخواء الفكري، فكيف تسلط هؤلاء الشزمة أمثال عبدالرحيم دقلو وحمدتي من إقتاد الكم الهائل من فيالق مليشيات الجنجويد لعشرات السنين ولم ينقلبوا عليهم. فأساليب خطابات قادتهم الرعناء لا تشبه إلا تحكم ذكور الماعز في قطيع أفراد مجموعتها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..