حتى نتعلم من تجاربنا المريره !

عزمي فرح عبدالله
بعد إنقضاء عامين على سقوطهم المدوي، فإن الاسلاميين في حاجة شديدة الى مواجهة الواقع والخروج.من حالة الانكار والوهم المضحك للعب دور الضحية والمحاولات الكوميدية في العودة لسدة السلطة في السودان عبر استجداء الجيش والتودد لكل من يظنون فيه انه منقذهم (الحركات الثورية وموسى هلال وغيرهم)، كم هم في حاجة لتكوين معرفة علمية عما حدث ولماذا فشلوا وسقطوا .
كما ان من يحكمون الان ليسوا بأفضل حالا، فالبلاد كلها، بمختلف مكوناتها محتاجة للخروج من ثنائيات :ثوار وفلول” و”عسكر ومدنيين” “يمين ويسار” وغيرها من الثنائيات القاتلة والتي ظلت تعصف بالسودان منذ الاستقلال.
“هل الإنسان العربي الذي يتظاهر اليوم في الشوارع – ذلك الذي يرمن بتعدد الزوجات، ولا يفهم دينه إلا تحليلا وتحريما ونكفيرا، ولا يرى الى الآخر المختلف إلا بعين الارتياب والإقصاء والاستعباد والنبذ، هل يمكن أن يوصف بأنه ثوري؟ او بأنه يتظاهر من أجل الديموقراطية وثقافتها؟” هكذا تساءل ادونيس في حفل تأبين محمد البوعزيزي بعيد الثورة التونسيه، وعلينا ان نضع تساؤلات أدونيس امام النخبة السياسية في بلادنا دون فرز “احزاب وحركات ثورية وقوى اجتماعية .. الخ، اذ انهم وللاسف لا يختلفون عن العسكر الانقلابيين في تكالبهم على السلطة، وكأن مفهوم الثورة لدى هؤلاء جميعا هي الوصول للسلطة، وكأن السلطة هي كل شيئ وسيتغير كل شيئ بمجرد تغييرها، أما تغيير المجتمع (اجتماعيا وثقافيا وسياسيا) فهو أمر يرتاب منه هرلاء ويرفضونه صراحة او ضمنيا، ويعتبرونه خروجا على الاسلام او على التقاليد السودانية .. الخ. وهكذا تدور البلاد في دائرة لا تنتهي من تكرار التغيير السطحي السلطوي.
ان تجاوز وعبور هذا الافق المسدود وأخذ المسار الصحيح لن يتحقق سوى بسقوط كليشيهات مثل “الثورة مستمرة/ الثورة المضاده/ الخونة/ خيانة الغرب/ ووو التي تتحول كلها الى عائق معرفي وسياسي وعاطفي يحجب عنا طريق الخلاص، ولن نجني أي شيئ من ثورة حصرت مفهوم التغيير في تغيير النظام ويرفض تغيير المجتمع، والثقافة، وأنماط التدين، والنظرة للمرأة والأقليات ولأطياف الشعوب السودانية المهمشة تاريخيا.