من اين جاء هؤلاء ؟

عصب الشارع
صفاء الفحل
[email protected]
لم اكن انوي الخوض في صراع (الهوية) الذي بدات بعض الاصوات (النشاذ) تداوله خلال الفترة الماضية خاصة بعد التصريحات غير المسئولة لنائب مليشيات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو والتي اظهرت الغل وعقدة الدونية التي يحملها تجاه ابناء شمال الوطن وظل صدي هتافنا الداوي ونحن داخل اعتصام القيادة العامة (ياعنصري يامغرور كل البلد دارفور) يتردد في اذني كلما هممت بالكتابة ولكن هناك أسئلة مشروع يجب الوقوف عندها حتي لا يتمادي زعماء الحركات المسلحة الذين يصورون الامر لمواطنيهم وكانهم قد دخلوا الخرطوم (فاتحين) بعد احتلال طويل لابناء الشمال لها وإطلاق العنان لبعض كلماتهم (الرعناء) التي ستقود حتمًا الي تقسيم الوطن ان لم تشعل حرب اهلية تقضي علي ماتبقي من هذا الوطن المكلوم..
وحتي لا يتصور او يصور هؤلاء المرتزقة لاخوتنا في غرب البلاد بان مواطني الشمال والشرق (جبناء) لا يستطيعون المواجهة وحمل السلاح فان ابناء شرق وشمال البلاد وطوال عهود بناء هذا الوطن حكماء يتعاملون بالعقل والحكمة والرحمة منذ عهد بعانخي ومرورا بالثورة المهدية وحتي مابعد الاستقلال ولكنهم في ذات الوقت اقوياء وقت الشدة وتحملو طوال تلك السنوات (حماقات) بعض مناطق البلاد الاخري حفاظاً علي وحدته..
نعم سكان شمال البلاد لم يحملوا السلاح لقتل ابناء جلدتهم ولم يغتصبوا بنات عمومتهم ولم يحرقوا قري جيرانهم بل تعاملوا بالاخلاق الكريمة ونشروا الدين الاسلامي دون قتل وحرق واغتصاب وعاشوا حياتهم في سلام دون عقدة دونية وتحملوا شظف العيش والتهميش واحتضنوا كل من جاءهم من مناطق البلاد الاخري في حب وحنان واخاء دون بكاء وعويل واستنجاد بكل دول العالم لمساندتهم..
واخيرا فان هذا الوطن متعدد الاعراق ويختلط بكل دول الجوار فالشرق تختلط قبائله ببعض او امتداد لقبائل متواجدة باريتريا واثيوبيا وحتي الجزيرة العربية وسكان الشمال لديهم ارتباط وثيق بسكان جنوب مصر وبعض قبائل الغرب لها ايضا امتداد بتشاد وافريقيا الوسطي ومن لايرضي بهذا التنوع ويتفهمه في إطار السودان الواحد عليه بالصمت.. فمن اين جاء هؤلاء الذين لايفهمون تاريخ الوطن وتنوعه وكيفية استخدام هذا التنوع الجميل لصناعة اقوي واعظم دولة علي الكرة الارضية
والجهل مصيبة