عميد كلية الفنون الجميلة: الفن ترياق الحروب

حوار / امتنان بابكر

كل إنسان يولد بداخله فنان- وهذه حكمة إلهية- جعلت من الفنون لغة تتعامل معها كل المستويات الفقيرة والغنية والريف والحضر، ونسبة الى أن السودان به أقدم الحضارات وأول وجود للإنسانية، نجد أن الأداة والوسيلة والمرجعية هي الفنون، فالتاريخ حفظ موروث الحضارات عن طريق الرسومات والنقش على الجدران، وبالفنون أيضاً نستطيع أن ندرأ الحروب والمشاكل العرقية والدينية، التي عجزت كثير من الفعاليات عن حلها في الآونة الأخيرة، هذا ما قاله الدكتور ابوبكر الهادي أحمد عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في بداية حواره مع (آخر لحظة)..

وتابع حديثه قائلاً: الفنون في عصرنا الحالي خدمته التكنولوجيا وفرت الإعلان والانتشار، وساعدت على المقارنة والمنافسة مع العالم الخارجي، وأصبحت منصة لكل الفنانين والمبدعين السودانيين لعرض أعمالهم.. وبالتالي نشر ثقافة الإبداع السوداني، أضف الى ذلك أن التكنولوجيا أفسحت المجال للطلاب وأولياء الأمور للاطلاع على الفنون والاقتناع بأهميتها، والرجوع بها الى الأصل في كلية الفنون، والسعي وراء إيجاد مقعد والدليل أن الكلية أصبحت تستقبل أكثر من 160 طلاب سنوياً مقابل أعداد قليلة في السابق، وأننا على ثقة لنستوعب أعداداً أكثر بإذن الله.
وعن أهمية صقل الموهبة بالدراسة قال عبد الهادي: كل إنسان يولد بداخله فنان وهذه حكمة إلهية، ولكن الى اي مدى نستطيع أن نستنطق الفنان الداخلي لكل منا، فمن خلال انتقال الأطفال في مراحلهم يكتشف بعض الأهالي هذا الفنان ويسعون خلف تهيئة البيئة الملائمة لممارسة هذا الفن، ولكنه يظل فناً فطرياً يعبر به عن الانفعالات المحيطة به لتفريغ كثير من الشحنات العاطفية أو غيرها، لهذا نطالب بإدراج مادة الفنون (التصميم والتشكيل) في كل المراحل الدراسية لأنها المنهج الوحيد الذي لا يعتمد على التلقين والحفظ والتسميع، بل يخرج كل إنسان مابداخله ويعبر عن ذاته وتصبح لديه الشجاعة والثقة وتساعد على تكوين شخصيته، وهنا يكمن مربط الفرس.
أما عن قضية الفنون في السودان ونظرة الدولة لها فقال: نحن نتحدث عن السودان الذي به أقدم حضارة في العالم، وبه أول وجود للحياة الإنسانية نتحدث عن النقعة وكرمة والبجراوية والكنداكات، ولكن ما الأداة والوسيلة وما المرجعية التي نستند عليها، هي حتماً الفنون التي حفظت هذا التاريخ عن طريق الرسومات والنقش على الجدران، وكلنا إذا اجتمعنا وتحاورنا بشكل جمالي بواسطة الفنون نستطيع أن ندرأ الكثير من الحروب والمشاكل العرقية والدينية التي عجزت كثير من الفعاليات عن حلها في الآونة الأخيرة، فالفنون يمكن أن تكون المخرج الرئيسي إذا رجعنا الى الماضي وواكبنا المستقبل.. وأشار الى أن الفنان السوداني مشبع بالمفردات البصرية وملهم بفطرته لتعدد الثقافات، واختلاف الألوان والأديان والطبيعة الجغرافية، فنحن نمتلك مخزوناً ضخماً من الصور الإبداعية والجمالية، لذا المبدع السوداني عتيق وعريق في فنه لأن الأصل قوي، وبالتأكيد إذا تحدثنا عن الصلحي، وشبرين، وعثمان وقيع الله، وعامر محمد نور، كلهم تخرجوا في كلية الفنون وهم الآن من كبار المبدعين، وأوصلوا الفنان التشكيلي السوداني الى العالمية.
كما تحدث أيضاً عن تطور كلية الفنون ونشاطاتها.. قائلاً: لابد من المواكبة لذلك سعينا لي أن تكون لدينا شراكات مع دور الطباعة العريقة، فكانت منها شراكة مطابع السودان للعملة، وتملكنا مطبعة متكاملة حتى نتمكن من المزج بين تدريب الطالب الخريج، وتخريج كادر قادر على العمل مباشرة.. أما عن نشاطات الكلية وفعالياتها فلدينا زيارات على مستوى الخبراء الأجانب في محاولة منا للارتقاء بالكادر التدريسي والطلاب من خلال احتكاكهم بثقافات وخبرات أجنبية، فالاستضافة كانت على غالبية التخصصات من تصميم إيضاحي وخط عربي، ونظمنا ورش عمل ومحاضرات عن التلوين، وهناك شراكات بين الكلية والمركز الثقافي الألماني والفرنسي، إضافة الى أن معارض البكالاريوس تتنقل عبر ولايات السودان للتبصير والتذكير بأصالتنا وتراثنا من خلال مشاريع الخريجين..
واختتم حديثه مؤكداً بأن مستقبل كلية الفنون سيكون مشرقاً ولامعاً، وستحظى الكلية بأصداء واسعة من خلال وسائل الإعلام العالمية خارج حدود السودان، وفي هذا تحقيق لهدفنا القوي للعبور بالإبداع السوداني للعالم المحيط.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..