مقالات وآراء

جيش حليمة وإحتلال الخرطوم..!

يوسف آدم

يؤسفني حقًا أن يصدق معظم أبناء شعبي إفتراءات وأكاذيب الدولة العميقة تجاه أبناء الوطن الواحد في حربها الإعلامية المشؤومة ضد قوى الكفاح المسلح الذي حمل البندقية من أجل إسترداد حقوق الشعب السوداني جمعا، وأن تقيم دولة الحرية، السلام والعدالة في كل ربوع البلاد.
وما يؤسفني جدًا تقاعس الأجهزة الأمنية في الخرطوم عن أداء واجبها في حفظ الأمن وإطمئنان المواطنيين، حيث إنتشر النهب داخل العاصمة الخرطوم، والخطف والسرقة في وضح النهار بالإضافة إلى ظهور مجموعات مسلحة بأسلحة نارية وأخرى بيضاء وسطت المواطنيين وإنتشار الزي العسكري لمختلف المجموعات، فالعاصمة أصبحت كمدينة أشباح وتنفيذ العروض العسكرية لمختلف المجموعات المسلحة والمليشيات. كل هذه تحدث والأمن موجود من شرطة، القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، بالإضافة لقوات الكفاح المسلح الذي وصلت الخرطوم حديثًا، وأيضًا وجود مليشيات الجنجويد المسمى جزافًا في الخرطوم بقوات الدعم السريع “الذين قالوا إنهم لايعرفون الموت مرام إلا عندما وصلوا إلى الهرطوم”، كل هذه القوات النظامية كما تسمونها موجودة ولكنهم متقاعسين في توفير الأمن للمواطن المغلوب على أمره.
والغريب للدهشة جاءني أحدى زملائي من أبناء الولاية الشمالية وهو يرتجف غضبًا وتحسرًا على ضياع الوطن في مستنقعات القبلية والجهوية بعد نجاح أكبر ثورة عظيمة أستطاعت إقتلاع دكتاتور متحكم في قبضة البلد لأكثر من ثلاثة عقودٍ من الزمان، حيث قال لي صديقي يا يوسف البلد دي إنتهت خلاص؟ فظننت بسبب الوضع المعيشي وإنقطاع التيار الكهربائي المستمر، إلا إني لاحظته هرع على هاتفه وهو يرتجف كأنوا هنالك شيء موثق، فقلت له أصبر سيتصلح حال بلادنا بإذن الله! فقال لي البلد دي حتتشلع ونحنا من اليوم سنرجع نحمل سلاح، وحينها جهز الفيديو التي تظهر سيدة وهي تخاطب عرض عسكري تزعم إنها داخل الخرطوم، وهي قائدة لفصيل منشق من حركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد مني أركو مناوي، وقال لي دي جيش حليمة داخل الخرطوم في ميدان عقرب، قادر تتخيل يايوسف الوضع اللي نحنا فيه؟ فقلت ليه أنا متابع للوضع في السودان وفي العالم وكل مايحيط بنا ولكن هذه أكاذيب وإفتراءات الدولة العميقة، فهذه مسرحية درامية أشبه بالتراجيديا الغرض منها أثنين إما لتسلية الناس وتنوريهم بالإنشقاقات العسكرية وسط صفوف حركات الكفاح المسلح ومعرفة المؤامرات التي تحاك ضدهم وقطعت النهاية الدرامية وتركها لتعبث بصغار العقول الذين يصدقون أي مؤامرة إن كانت، إما هي مسرحية مقننة لتشويه صورة إتفاق جوبا وإثارة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وحث الآخرين من أبناء الشمال، الخرطوم والوسط لحمل السلاح ضد حكومة ثورتنا العظيمة. فقال لي ربما كلامك صحيح ولكن أنت شاهد الفيديو وحلل بالطريقة التي تعرفه يايوسف، قال لي والله أنا من قمت مع ناس دارفور ولكن الحاجات اللي قاعدين يعملوها هذه الأيام في مواقع التواصل الإجتماعي دي مابتبشر بخير، فقلت له حقًا لكل فعل رد فعل ولكن الذي يجري هذه الأيام ما هي إلا فرفرة مذبوح؛ إننا لقد ذبحنا نظام كان يحكم السودان بالظلم زهاء الثلاثون عامًا بثورة شعبية سلمية، فكيف لا تكن لأنصارها غبن تجاه من أسقطوه لإشعال نار الفتنة بينهم، وزيادة الكراهية فيما بين الثوار، وتوسيع شق التفرقية العنصرية بينهم! فقلت له ربنا قال في محكم تنزيله: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاِسقُ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بِجَهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نَادِمِينَ).
بخباثة أفعال الدولة العمية وحملاتهم الإعلامية الرعناء تضرر منها الثورة والكثير من الثوار الشرفاء، وبعض منظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية التي شاركت في الثورة وأسقطت نظام المخلوع عمر البشير، والضرر الأكبر كانت لدى حركات الكفاح المسلح خاصة الحركات التي تقودها قادة أصولهم من دارفور بغرب السودان؛ لأنهم استخدموا كل الطرق والوسائل المتاحة لإسقاط نظامهم المشؤوم، لذا تلقوا النصيب الأكبر من الإستهداف العنصري الممنهج للنيل من شأنها وتمهيدًا لتفرقة الثوار وجعلهم ضعفاء لإسقاطهم.
ولترويع الآمنين أكثر فأكثر سيتواصل التقاعس الأمني لدى المكون العسكري لحكومة الثورة من أتباع فلول نظام المخلوع، وسيزداد الفوضى وستنتشر الظواهر السالبة، وسيزداد إنقسامات فصائل المليشيات التي تدعمها نظام المخلوع عمر البشير بثوب الحركات المسلحة، وفي مقبل الأيام ستظهر حركات مسلحة تطالب ينصيب في الحكم بولايات لم تشهد مظاهر التسلح من قبل. لذا على حركات الكفاح المسلح الذين وقعوا على إتفاق جوبا لسلام الإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وأن يقوموا بتنوير قواتهم بالمؤامرة التي تحاك ضدهم، وأن يكونوا على أهب إستعداد لأي سيناريو محتمل قد تحدث، وأن يرفعوا حثهم الأمني لأقصدى الدرجات الممكنة؛ بسبب عدم قبول تواجدهم في الخرطوم من قبل أنصار الدولة العميقة المخبئن بزي الثورة، فهؤلاء هم أشد خطرًا على الثوار من الفلول المعروفين مسبقًا.
كما يجب على الثوار تفهم تحديات الفترة الإنتقالية ومؤامرة أتباع كيزان المؤتمر الوطني المحلول، فهم يسعون بكل ما في وسعهم لتشوه صورة لجان المقاومة وقوى الكفاح المسلح في الخرطوم؛ لذا عليكم تفهم “فرفرة المذبوح” فهم يرتحفون ويفرفرون بأقصى قوى ممكنة ولكنهم لم ولن يعودوا ليحكموا السودان مرة أخرى.

‫6 تعليقات

  1. المقال جيد لكنه لم يقنعني بتقبل وجود جيوش الحركات فى الخرطوم…اكيد محتاج للتوضيح اكثر من ذلك.

  2. ياخي اين انتم الصحفيين الوطنين؟السودان بلدكم سواء ان كان ذلك في دوارفور او الشمالية او جال النوبة؟ والصحفي الوطني هو الرقيب علي الحكومة والصحفي هو الساطة الثانية بعد الحكومة؟ اين وطنيتكم ولماذا لم تكتبون وتحزرون العساكربمايجري من موجة زحف الحركات نحو العاصمة؟ قالو حسب بند السلام ؟ لكن ان يتم ذلك بقوانين واسسس مدروسة؟ وان يقوم العساكر بفتح مراكز تفتيش هوياتهم علي مشارف العاصمة هل حقا هم سودانيون ؟ وان اثبتو ذلك فلهم الحق بالدخول وان لم يثبتو يتم اثبات هويتهم عن طريق قبائلهم او مشايخهم؟ نحن في دارفور اغلب هذه الحركات نظن اما انها اتت من مرزقة ليبيا واما من بقايا معارضي تشاد واما من مقاتلي من افريقيا الوسطي ،،واما من جماعة بوكا حرام هذه الحركات المزعومة سيحدث تلفلتات مريبة في دارفور في الغريب العاجل اما عن طريق الصدامات مع مواطنين دارفور او النزعات بداعي سكان جدد؟ حكومة قحت والعساكر نايمين؟ العساكر يسدوها في شرق السودان لكن في غرب السودان مفتوحة؟ خلو عندكم وطنية وضبطو هولاء المرتزقة من اجل الجيل القادم لو عندكم ضمير؟؟؟؟

  3. لا ادري مم يتخرج صحفي الحاضر وكيف .. مقال صحفي اصاب الموضوع ولو جزئيا ولكنه جانب ابسط قواعد الكتابة الصحفية ..اردمك اردمك بس ..افكار غير مرتبة خالص وهي للاسف سمة كل ممتهني الصحافة اليوم الا فئة قليلة ..ركزوا ورتبوا افكاركم ياخ مامعقول خالص البيحصل دا.

  4. قوم لف شووف ليك مكنة تانية، الفوضى الحاصلة سببها ظلام جوبا المسمى جزافا (سلام) ولا نعرف عنه شيء وبدأت مخرجاته تظهر ونحن مدركون مايحصل والايام حبلى!!!!

  5. هل الفيديو حقيقي؟ وهل المرأة ممتشقة السسلاح حقيقة ملموسة؟ هذا ما يهمنا ونريد معرفته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..