أخبار السودان

جوَّانا أمل”.. أطفال ومتطوعون يحاربون السرطان معًا 24 مارس 2021

  1. أحاط أربعة من موظفي استراحة الأطفال المصابين بالسرطان بـ”ح” الذي عاد لتوه بعد أن تلقى جرعة أشعة نتيجة إصابته بسرطان الغدد. الطفل “ح” الذي جاء من قرية نائية في أطراف العاصمة للإقامة في الاستراحة القريبة من مستشفى الأمل، في ظل عدم توفر مراكز علاج لهذا المرض بالولايات سوى ولايتي الجزيرة والشمالية.

في فناء الاستراحة المكونة من أربعة طوابق وردهاتها يركض الأطفال وكأنهم قرروا هزيمة المرض اللعين، وتزداد فرص النجاة بالرعاية التي يتلقونها من الاستراحة وينحدر هؤلاء الأطفال من مجتمعات تعيش ضائقة معيشية، بالتالي يساهم الفقر في تقليص خيارات التردد إلى الطبيب مبكرًا كما يقول متطوعو الاستراحة.

وتجلب بعض العائلات الفقيرة الأطفال المصابين إلى مراكز العلاج في العاصمة وهم في حالات متأخرة، أي بعد تجاوز المرض المرحلة الثالثة أو الرابعة نتيجة انعدام مراكز التشخيص في تلك القرى والمناطق المفقرة.

كان “ح” يشعر بالغثيان والصداع وآثار جلسة الإشعاع التي أرهقت جسده الهزيل، لكن تدخلات أربعة موظفين من الاستراحة الواقعة شرق الخرطوم بشارع الستين؛ كانت كافية لنقله إلى غرفة مُخصصة للقادمين الجلسات العلاجية.

وأظهر “ح” تصميمًا كبيرًا على العودة إلى منزله في قريته الواقعة جنوبي العاصمة على بعد (200) كيلومترًا، رافضًا رجاءات الموظفين بالبقاء حتى موعد الجرعة المقبلة لكنهم في نهاية الأمر امتثلوا لطلبه.

ويقول عمرو أزهري مسؤول العلاقات العامة في استراحة الأطفال المصابين بالسرطان بضاحية “المعمورة” شرق العاصمة لـ”الترا سودان” إنه: “لا مفر من الاستجابة لطلب الأطفال في هذه الحالة، ونجلب له سيارة تقله إلى المنزل، ونتأكد من أخذهم مؤن غذائية حتى يحافظ الطفل على وزنه ودرجة مقاومة الجرعة، حتى يعود نهاية الأسبوع لاستئناف العلاج”.

وتؤوي استراحة الأطفال المصابين بالسرطان في شارع الستين بمنطقة المعمورة نحو (30) طفلاً ويرافق الأطفال أحد أفراد العائلة؛ الأب أو الأم أو قريب من الدرجة الأولى، وتتكفل منظمة “جوانا أمل” بمصروفات الاستراحة وحتى تكاليف العلاج التي لا تتكفل بها المستشفى مثل الفحوصات المعملية والأدوية المخففة لآثار الجرعة والجلسات.

ويرى المدير التنفيذي للاستراحة أحمد عباس في مقابلة مع “الترا سودان”، أن (1400) إصابة جديدة تتردد على مستشفى الذرة شهريًا، نصفهم من الأطفال، لذلك تقع عليهم مسؤولية كبيرة لتوفير الإيواء ومتابعة مصروفات العلاج.

ويضيف عباس: “كان يضطر مرافقو الأطفال المصابون بالسرطان للبقاء على الأرصفة والشوارع القريبة من المستشفيات، وكان يتعين علينا أن نوفر الإيواء. وتمكنا منذ أربع سنوات من تأسيس هذه الاستراحة”.

ويستدرك عباس: “لا بد لأحدهم أن يفعل شيئًا لأن الدولة لا تقدم سوى الجرعات، وأغلب المصابين جاؤوا من خارج الخرطوم، ولا يعرفون عنها شيئًا، ويجدون صعوبة في تدبير نفقات الإقامة”.

وتقدم الاستراحة الخاصة بالأطفال المصابين بالسرطان مع عائلاتهم خدمات غذائية وعلاجية إضافة للإيواء، وخصص طابق كامل للرجال المرافقين، وطابق آخر للسيدات، مع تقديم الوجبات بشكل كامل.

كما تضم الاستراحة فصلًا دراسيًا للأطفال المصابين حتى يتمكنوا من استئناف الدراسة أثناء تلقي الجرعات، وتم وضع غرفة للألعاب والحاسوب والمشاهدة الجماعية للتلفاز.

ويقول مسؤول العلاقات العامة عمر أزهري، إن الاستراحة مصممة لمنح الراحة الكاملة للأطفال المصابين، ولديهم ست وجبات يوميًا تقدم بواسطة خبراء في التغذية، لأن الجرعات تحتاج إلى زيادة الوزن.

وأردف: “الطفل الذي يخضع للجرعة حالته تكون سيئة عندما يعود إلى الاستراحة لذلك تخصص له غرفة ويتم عزله حتى يستعيد حيويته.. كي تدير هذا الأمر لا بد أن تكون مدربًا على التعامل معهم والاستجابة إلى طلباتهم” يقول أزهري.

ويتابع: “أحد الأطفال طلب الصعود إلى الطائرة، ورهن تناول وجبته بتحقيق أمنيته، وعندما كتبنا هذه المناشدة على فيسبوك؛ استجابت شركات الطيران وأرسلت سيارة أقلته من الاستراحة إلى المطار، وصعد طائرة شركة بدر وأعيد إلى الاستراحة وروحه المعنوية مرتفعة”.

ويبذل عمال وموظفي الاستراحة قصارى جهدهم لتسيير مهام الاستراحة الخاصة بالأطفال المصابين بالسرطان، في وقت ارتفعت فيه خدمات الفحص المعملي وبعض الأدوية التي يحتاجها المصابون إلى (50) ألف جنيه.

ويشير المدير التنفيذي لاستراحة الأطفال أحمد عباس، إلى أن الفحوصات المعملية تكلف (50) ألف جنيه قبل أي جرعة للطفل، والحكومة لا تقدم هذه الخدمات، ورعايتها تقتصر على الجرعة المجانية فقط.

الترا سودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..