أخبار مختارة

اتفاق البرهان والحلو .. تفاؤل قوى الحكومة وتشاؤم أحزاب المعارضة

الخرطوم ـ محجوب عثمان

رغم أنّ اتفاق رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو، الذي تم توقيعه أمس الأول في جوبا عاصمة جنوب السودان، مهّد الطريق للتفاوض بين الطرفين، والذي تقرر أن يبدأ في جوبا الشهر المقبل، ورغم أنه يُعد مُنعطفاً جيِّداً في طريق إنهاء الحروب وانطلاق الدولة السودانية وتحقيق هدفٍ أساسي لثورة ديسمبر يتعلّق بإحلال السلام، إلا أنه لم يسلم من الانتقاد والانقسام السياسي حوله بين مكونات المجتمع السوداني كونه نص على علمانية الدولة.

وعلى الرغم من أن الفريق البرهان، وصف إعلان المبادئ بأنه يمثل بداية حقيقية للمرحلة الانتقالية في السودان، واعتبره عبد العزيز الحلو إعلاناً يتيح الحريات الدينية والعرقية ويحافظ على حقوق الإنسان في السودان على اعتبار أنه ينص على فصل الدين عن قضايا الدولة، وحيادية الدولة في القضايا الدينية، وكفالة حرية المعتقدات، فقد وقفت القوى السياسية مواقف متناقضة منه بين مؤيد ومعارض، لكن الغالب يرى أنه طريق لبداية سودان جديد يتساوى جميع مواطنيه في الحقوق والواجبات تجاه الوطن بغير النظر لانتماءاتهم الدينية أو العرقية في إطار تحقيق العدالة المطلوبة من ثوار ديسمبر.

دعم

أمس، رحّب مجلس شركاء الفترة الانتقالية في اجتماعه بالقصر الجمهوري، بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ بين حكومة الفترة الانتقالية والحركة الشعبية، واعتبره خطوة إيجابية في اتجاه المرحلة الثانية من السلام والتي وضعت إطاراً مهماً لإكمال السلام.

وقالت الناطق الرسمي باسم المجلس، مريم الصادق المهدي في تصريح صحفي، إن مجلس شركاء الفترة الانتقالية، أمّن على أهمية الاستفادة من الدروس المُستفادة من اتفاق جوبا لسلام السودان، مبينة أن بعض الأعضاء أبدوا ملاحظات ستسهم في تطوير الاتفاق بما يجعل السلام شاملاً، وأكد المجلس ضرورة الإسراع في تكوين لجان وآليات التفاوض.

ترحيب

وكان أول المرحبين بإعلان المبادئ، رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، إذ قال إن “توقيع إعلان المبادئ بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الحركة الشعبية – شمال، بادرة شجاعة ودليل على توفر الإرادة الصلبة لدى كل السودانيين لاستكمال المرحلة الثانية من سلام السودان”.

وأضاف حمدوك في بيان صحفي “ستستمر كل الجهود وصولاً لاتفاق سلام شامل وعادل لا يستثني أحداً” – على حد تعبيره.

واعتبرت الجبهة الثورية التي تشمل عدداً من الحركات المسلحة في بيان صادر عن رئيسها الهادي إدريس، أنّ توقيع إعلان المبادئ “خطوة في الاتجاه الصحيح واستكمال لمسيرة السلام”.

وأصدر تجمُّع المهنيين السودانيين، بياناً أعلن فيه ترحيبه بالاتفاق، مشدداً على أن ذلك يمثل خطوة في غاية الأهمية لتحقيق السلام الشامل والعادل، ووقف الحرب نهائياً وبناء دولة المُواطنة وسيادة حكم القانون.

إكمال السلام

وأصدر حزب الأمة القومي، بياناً عاجلاً، أكد فيه أن “إعلان المبادئ يمثل خطوة إيجابية مهمة لاستكمال مطلوبات السلام ووقف الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار”.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، في تغريدة على تويتر “مبارك للسودان إعلان المبادئ، إنها خطوة مهمة نحو سلام شامل في السودان”.

وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير في تغريدة “نُرحِّب بتوقيع إعلان المبادئ، ونعتبره خطوة كبيرة للأمام، ونتمنّى بداية عاجلة لتفاوضٍ مُثمرٍ حول التفاصيل”، وطالب بتكثيف الجُهُود والتواصُل مع عبد الواحد محمد نور للوصول إلى اتفاق يُسكت صوت البنادق، وقال “يجب تكثيف التواصُل مع حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد لإنجاز السَّلام الشَّامل العَادل الذي يُسكت البنادق ويحشد الطاقات لمهمة البناء الوطني”.

رؤية

على الرغم من أنّ غالبية القوى السياسية الرافضة لإعلان المبادئ كانت مشاركة أو محسوبة على النظام السابق، إلا أن آخر ناطق باسم حكومة الإنقاذ، آخر وزير للإعلام فيها بشارة جمعة أرور أكد بشكل صريح دعمه للاتفاق، وقال في تغريدة على صفحته بـ”فيسبوك” “بما أن الدولة عبارة عن كيان في نطاق جغرافي محدد يمارس فيها السلطة، والعناصر الأساسية فيها الشعب والحكومة التي تمارس الاختصاصات السيادية عبر منظومة من المؤسسات الدائمة وفي مثل واقع السودان المتنوع والمركب التكوين أصبحت حيادية الدولة مسألةً ضرورية تفرضها قيمة العدالة والمساواة التي تمس الحاجة إليها لتحقيق آمال بنيها في الوحدة والسلام والتنمية ولا يمكن الحكم بدون العدالة لأنها تقع في بؤرة القيم التي يجتهد الإنسان لتحقيقها منذ فجر الخليقة لأن العدل هو ميزان القسط الذي يعتدل به الكون الواحد المتنوع الموزون، لذلك نحبذ الدولة المدنية الديمقراطية التي تقوم فيها الحقوق والواجبات على المواطنة بلا تمييز بين أتباع الديانات المختلفة في أي مجال، بما في ذلك تولي أعلى منصب تنفيذي أو تشريعي أو قضائي، وهذه من الحقوق الدستورية في الدولة التي تقوم التشريعات فيها على الإرادة الحرة للشعب من خلال الآليات الديمقراطية”.

معارضة

ويبدو أنّ معارضي الاتفاق ينطلقون من تخوفهم على الدين الإسلامي، فقد قالت حركة الإصلاح الآن في بيان إن “البلاد استيقظت وقد غلت رقبتها باتفاق جديد وقع في غفلة منها بأسلوب المباغتة والمفاجأة المعلوم والمعتمد في فنون المعارك العسكرية”، وأضاف البيان أن الاتفاق لم تشرك فيه، بل لم تخطر به مجرد إخطار، أي جهة أخرى رسمية أو أهلية مما تعج بها ساحة السياسة السودانية.

وبدوره، قال تحالف الشباب الثوري في بيان إنه “يعتبر ما أقدمت عليه حكومة الفترة الانتقالية، اِنتهاكاً صَارخاً للمواثيق والأعراف الدولية والمحلية، وتغوُّلاً في شأن يُخضع لإرادة الشعب السوداني ولا يحق لحكومة انتقالية وحركة مُسلّحة البت فيه أبداً”

كما رفض منبر السلام العادل بالسودان الاتفاق، وقال الطيب مصطفى رئيس المنبر للجزيرة، إن إعلان المبادئ المُوقّع يُكرِّس للعلمانية ويتجاوز الوثيقة الدستورية، وأضاف مصطفى أن السودان يعيش في ظل انقلاب عسكري كامل الدسم، يفعل قائده ما يُريد!!

تشاؤم أقل

وربما بدا المؤتمر الشعبي أقل تشاؤماً، إذ نظر للاتفاق بمنظور مختلف عن بقية الأحزاب ذات الأيديولوجيا الإسلامية، فقد رحب ابتداءً في بيان أصدرته الأمانة العامة للحزب أمس بكل خطوة تنزع فتيل الحرب وتؤدي إلى السلام الشامل المستدام في البلاد، حفاظاً على الموارد البشرية والمادية، ووحدة وسلامة البلاد، غير أنه أشار إلى أن “السلامَ يجبُ أن يكونَ إرادةً حرةً غير مفروضٍ بقوةِ السلاحِ، ولا برأي الأقلية وإملاءات الخارج”، وأشار إلى أن أي محاولة لإقصاء الدين عن الحياة العامة لا يأتي منها إلا التمزُّق الاجتماعي، معتبراً أنّ اتخاذ أي قرار في شأن يتعلق بهوية وقيم ومعتقد الناس لا يمكن الفصل فيه بقرارات فوقية دون اعتبار لرأيهم انتخاباً أو استفتاءً كما تقتضي قواعد الحكم المدني الديمقراطي، مُبيِّناً أنّ أيِّ تجاوز لهذه الخطوات مرفوضٌ ولا يُمكن قبوله، وأكد المؤتمر الشعبي قبوله بأي قرار عن الدولة حال جاء عبر الخيار الديمقراطي ولو خالفَ رأيهم حماية للديمقراطية واستدامتها.

الصيحة

‫9 تعليقات

  1. ويبدو أنّ معارضي الاتفاق ينطلقون من تخوفهم على الدين الإسلامي
    **************************************************
    في الحقيقة هم ينطلقون من تخوفهم علي مصالحهم الذاتية الانانية الدنيوية والاسلام لم يكن حتي في اخر ذيل اهتماماتهم..فهي كلمو حق اريد بها باطل , لكن هيهات , ايها الكيزان والله لن تخدعوننا مرة اخري ولستم اشطر منا , لقد دفعنا الثمن غالي جدا عندما صدقنا كذبتكم البلقاء بان لكم مشروع حضاري اسلامي واكتشفنا بعد فوات الاوان بان مشروعكم ذاك مشروع فاشي انتهازي اناني دنيوي عنصري..والان بعد لفظكم الشعب تريدون ان تدخلو علينا بنوافذ ومداخل اخري مرة باسم الشباب الثوري ومرة بايه مش عارف , لكن خبرناكم ولم ننخدع لكم … وبالفم المليان نعم لفصل الدين عن قضايا الدولة ونعم لعلمانية الدولة ..

  2. # أي سلام هذا!!! الذي يعطي الأقلية الصغيرة حق تقرير هوية الدولة؟؟؟!!!!
    # أي ديمقراطية هذه!!! التي تعطي حركة مسلحة متمردة حق فرض إرادتها علي الامة؟؟؟!!!
    # أي منطق هذا!!! الذي يعطي شخصين فقط ليقررا مصير أمة كاملة؟؟!!!
    # والله زمانك يا مهازل!!! بل زمانك يا برطمان!!! تفعل ما تشاء بغير حساب!!!!
    # اصحي يا ترس ..لم تسقط بعد!!! تسقط ثالث ورابع وخامس …وتسقط وتسقط..لمن تظبط!!!

    1. # اصحي يا ترس ..لم تسقط بعد!!! تسقط ثالث ورابع وخامس …وتسقط وتسقط..لمن تظبط!!
      ************************************************************
      ههههههههه…. الترس صاااااحي يا كوز ..العب غيرها ..عورتك مكشوووفة بالنسبة لنا وريالتنا ما سايلة يا كوز

      1. # اخي ابو العز …ناقش في إطار الموضوع بموضوعية بدلا من الإساءة والتجريح!!! سامحك الله!!!! واعلم بأن كل ما نقوله محاسبين به أمام الله!!!
        # اخي..فضلا تعلم أدب الحديث!!! ورحم الله رجل سمحا اذا باع أو اشتري او اقتضي!!!
        # اخي… تواضع قليلا..فنحن لسنا في معركة!!! نحن في إطار النقاش بين الرأي.. والرأي الآخر!!! واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية!!!! سامحك الله …وعفي عنك!!!

    2. لقد قلنا مرارا إن العلمانية فخ نصب لإستدراج البسطأ من أبناء المسلمين للإستعانه بهم في محاربة دين الله
      البعض يعتقد إن من يرفض وينبذ العلمانية فهو كوز
      لايوجد دولة علمانية إلا في عقول المخدوعين
      حتى الدول الغربية التي تنادي وتدعي العلمانية تجدها تطبق المسيحية أو اليهودية
      في دساتيرها وقوانينها أنظر تنصيب الرئيس الأمريكي دائما يؤدي مراسم القسم في الكنيسة قبل تسلمة المهام الرئاسية
      وطن الجدود سر عين الله ترعاك وأنت تنافح الشيوعيين والعلمانيين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنو

      1. لم يقصد اجتثاث الدين بل عدم تحيز الاداره الحكوميه لمذهب معين كانصار سنه او صوفي او بروتستانتي او كاثوليكي لان اولاد الخلبج بمفهومهم الاعرابي للاسلام لا يمكن فرض تقاليدهم من قطع الرؤوس ووأد البنات علي انها دين اسلامي هي تقاليد بدويه

  3. العجب العجاب في الأمر ليس في توقيع الإتفاقية ولكن حينما زار حمدوك جوبا والتوقيع على نفس الإتفاقية قام الدواعش الكيزان بشن حملة شعواء على السيد حمدوك ووصفوه بالإلحاد والكفر وبيع الشريعة المزيفة ولكن الآن لم نر صراخاً أو عويلاً ضد الكوز البرهان وإنما جميع الدواعش تجار الدين اللصوص لزموا الصمت ولم تنطق لهم بنت شفاه وهذا يؤكد زيفهم وتضليلهم للرأي العام ولكن الشعب واعي وسوف لايجد هؤلاء الدواعش فرصة أخرى للفساد والتغول على ممتلكات المواطن وستظل تلاحقهم العدالة ولعنات الغلابة ليوم يبعثون !!!

  4. الصیحة جریدة الفلول والجنجوید مهم حاولت التخفی وادعاء الموضرعیة,فانتم مکشوفین ومفضوحین .

  5. من فض الاعتصام من حرق قرى دارفور
    البرهان وحميدتى يحاولان بكل السبل انقاذ رقبتيهما من حبل المشنقة ولكن هيهات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..