
الايديولوجيون الاسلامويون ليسوا بدعا عن غيرهم .حيث ينسب الفشل في التجربة دوما الي من طبقوها وليس للفكرة. وقد ظلت فكرة فصل الدين عن الدولة، مطروحة من قبل الحركات المسلحة وغيرها والخلاف في ذلك طبيعي ولا غبار عليه . ولئن كان الصراع في الماضي يحتدم بين الايديولوجيات المتضادة، ألا اننا يجب الا نغفل دور تجربة الاسلامويين في الحكم وما قر في وعي غير المؤدلجين من عامة الشعب وما عانوه في ظل استلاف لسانهم ان لم نقل سرقته بجعل كل مخالفة للايديولوجيا مخالفا للدين .
ان استمرار التعامل بهذا النهج ضار بالقضية الوطنية مهما كان الموقف من فكرة علمانية الدولة. ويتجلى ذلك مما اسرف فيه بيان اتحاد الأئمة والدعاة من تعابير مثل تجاوز حدود الله والكفر والمخالفة لخيارات الشعب المسلم والمنبوذ وما غير ذلك علاوة على ان مثل هذه المواقف تماد في مصادرة لسان الشعب . فمهما كان إعلان المبادئ ، فأن هذه المبادي مكان نقاشها الدستور الذي سيفتفتى عليه الشعب.عليه فلا مجال للحديث عن فرض خيارات على الشعب .ختاما أرى انه من الحكمة في وضعنا الانتقالي عمل كل طرف تطوير خطابه وتغليب لغة الحوار والاقناع .وحتى من وقعوا على الاعلان تقع عليهم مسئولية اقناع غالبية الشعب بموقفهم .ذلك حتى لا نعود إلى الحروب العبثية التي ما خدمت الدين ولا الدولة يوما من الأيام.