أخبار السودان

الترتيبات الامنية.. تحديات التنفيذ

الخرطوم: وجدان طلحة

ما يزال الحديث عن الترتيبات الأمنية باتفاق جوبا للسلام يواجه كثيرا من العقبات ، وبعد مرور نحو 6 اشهر على التوقيع لم يخطُ هذا الملف الى الامام ، فما هي العقبات التي تواجهه ؟

العمود الفقري

مراقبون اكدوا ان الترتيبات الامنية هي العمود الفقري لاتفاق السلام وهو الذي يفصل بين الحركات المسلحة والقوات النظامية ويقوم هذا البروتوكول علي ادماج الحركات المسلحة في القوات النظامية بناء على شروط معينة يجب ان تتوفر في مقاتلي الحركات المسلحة ، وقالوا ان عدم الالتزام بتوفير الدعم المالي من اكبر التحديات التي تواجه تنفذ الاتفاق .

شروط وآليات

ملف الترتيبات الامنية باتفاق جوبا حدد إجراءات وآليات لعمليات الدمج والتسريح تقوم بها لجان مشتركة بين الطرفين و بمشاركة ممثلين اممين وممثلين لدولتي جنوب السودان وتشاد .
ومن اهم شروط تجميع تلك القوات ان تكون عملية نقل المقاتلين الى مواقع مختارة (وفق معايير مواقع التجميع) في دارفور ، وألا تكون داخل الحرم السكني او قريبة من تجمع سكان اوحركة مدنية وذلك لغرض مراجعة حصرها وجمع السلاح لدمجها او تسريحها .
مقرر مسار الشرق باتفاق جوبا أحمد موسى اشار لـ(السوداني) ان الترتيبات الأمنية تبدأ بحصر جيوش الحركات وتجميعها وجمع الاسلحة الخفية بيد طرف ثالث ، اما الاسلحة الثقيلة فتكون في مكان متفق عليه وهي اجراءات تقوم بها لجان وآليات مختلفة تقوم بالرصد والتحقيق من اجل إيقاف الاعمال العدائية وحصر الجيوش وجمع السلاح والتصنيف اللائق للتجنيد والمطلوب تسريحهم وصولا لجيش قومي .
موسى اكد ان تلك الاجراءات المعقدة تحتاج الى 39 -40 شهرا ، وتتطلب عملا دؤوبا ومستمرا والى اموال طائلة لعمليتي الدمج والتسريح ، مشيرا الي ان جمع السلاح وتخزينة عملية تتعلق بدمج وتسريح وجمع سلاح واعادة جيش لاكثر من 10 جيوش فهناك ترتيبات ادارية وعسكرية ومالية والتزامات على الدول تسبق ملف الترتيبات الامنية وتستمر لنحو 4 سنوات ، وقال مع توقع وصول قائد الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وتوقيعه على اتفاق اعلان مبادئ مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان فإن مياه كثيرة ستجري تحت جسر ملف الترتيبات الامنية لتستوعب حركة الحلو مع مزيد من الالتزامات المالية والادارية فإن امام هذا الملف تعقيدات تتمثل في المشكلة الادارية والامنية والمشاكل المالية والدستورية والتشريعية حتى تستوعب كل الحركات وتضع هذا الملف موضع التنفيذ المرن الذي يقود لاستقرار سياسي وامني واجتماعي .

الدعم المالي

عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر اكد في حوار سابق لـ(السوداني) ان ملف الترتيبات الامنية ليس مرتبطا بزمن معين ، مستدركا: بحسب الاتفاق جوبا كان يجب ان يبدأ التنفيذ بعد 7 ايام ، مشيرا الى أن الترتيبات الامنية تحتاج الى اموال طائلة .
اما عملية الدمج والتسريح حدث فيها خلل ، مشيرا إلى ان شروعهم في المواءمة بين اتفاق السلام والوثيقة الدستورية اخذ وقتا طويلا ، كذلك النقاش حول تكوين هياكل الفترة الانتقالية ، بالاضافة الى التحديات التي واجهت دعم اتفاق جوبا ماديا ، مشيرا الى ان بعض الدول التزمت بتقديم الدعم مثل السعودية والامارات ، قطر ، مصر ، تشاد ودولة جنوب السودان ، لكنها لم تقدمه حتى الآن .
وأكد الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل لـ(السوداني) أنه بعد توقيع السلام توجد إجراءات ادارية وهي توفير المبالغ اللازمة والتي تتراوح بين 10-11 مليار دولار ، واجراءات فنية تتمثل في تحديد اعداد القوات التي سيتم دمجها في القوات المسلحة وتوفير اماكن التجميع والفرز ، وقال ان الاجراءات الادارية لم تتوفر من الداخل او المانحين او الشركاء .
إسماعيل أشار ايضا الى الإجراءات الادارية لم تكتمل بناء على نقص في الموارد المالية.

ترتيب مسبق

بعض الجيوش التابعة لحركات الكفاح المسلح حضرت للخرطوم باسلحة ثقيلة ، واستقرت بوسط العاصمة ، مما اثار غضب بعض المواطنين ، رافضين تجييش الخرطوم ، وطالبوا بإخراجها فورا ، في الاثناء اصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قرارا بخروجها من العاصمة .
وأوضح حجر لـ(السوداني) ان القوات الموجودة في الخرطوم بعضها يتبع للجنة الترتيبات الامنية واللوجستية واخرى تتبع للجنة العليا للترتيبات الامنية ، وقال انهم حضروا للخرطوم من اجل الاجتماعات ، لافتا الى ان بعضهم يمثل لجان فرعية بالمناطق التي بها ترتيبات امنية حضروا للمشاركة في الورش العسكرية .
قاطعا بأن حضروهم للخرطوم تم بترتيب مسبق مع الاجهزة الامنية ، وقال ان قوات حركات الكفاح المسلح كثيرة واذا حضرت فلن تسعها الخرطوم ، مشيرا الى انه يوجد غرض لاثارة الكراهية ضد القوات وحملات من جهات ضد السلام تعمل على اثارة الخوف بالشارع .
وأشار الخبير العسكري امين إسماعيل الى ان وصول بعض القوات التابعة لحركات الكفاح المسلح ترك العديد من الاستفسارات حول حضورها وكيفية التنسيق مع القوات المسلحة لاستيعابها والصرف عليها ، وقال ربما يؤدي هذا التواجد الي اختلالات امنية في حال حدوث اي احتكاكات بين القوات والمواطنين ، او بينها وبين القوات النظامية الاخرى ، او بين بعضها البعض كما حدث ببري .
وقال يجب تحديد اماكن الفرز والتجميع سريعا واخراجها من العاصمة وتوفير الموارد المالية باسرع مايمكن لانزال اتفاق السلام على الارض.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..