المدنية ما بين فساد دعاة العلمانية وخبث الاسلاميين!

صديق النعمه الطيب
خروج مشايخ الصوفية في هذا التوقيت لإعلان محاربتهم للمدنية والعلمانية، ينطوي على الكثير من “السياسة” التي لم نعهدها في الصوفية من قبل! وهذا لعمري له ما بعده من إخراج الطرق الصوفية من حيادها الذي ظل يحفظ نسيج هذا الوطن، رغم التقلبات التي عصفت به!
حياد الصوفية لم يكن وليد خوف أو مداهنة للسلطان أو عدم رغبة في الانخراط في الحياة، وإنما كان موقفاً مبدئياً أملته ثوابت التصوف نفسه ورؤيته العميقة، التي تأبى الانحباس داخل رؤية سياسية، لأنها تجنح إلى الانعتاق من كل قيد زماني!
روح التصوف ترفض الاكراه، وترفض التغيير بالقوة، حتى مع أصحاب الكبائر ولاهل القوم قصص وروايات في هدايتهم، ذلك لأن نهجها التغلغل في جسد الأمة بلا مقاومة كالماء والهواء، لذلك تجد التصوف كان يقبل الشيوعي والإسلامي دون أن يفرض عليهما مسار سياسي بديل!
المدنية والعلمانية والاسلام نجدها مجتمعة في تركيا، وماليزيا وفي دول الغرب الذي يقدم لنا المساعدات اليوم، الغرب الذي ينوي كل العالم الإسلامي الهجرة إليه، رغم الإنكار من باب “الما بتلحقو ةدعو”!
ما يحتاجه السودان ليس مصطلح أجوف، على شاكلة العلمانية هي الحل يردده بعض الشواذ ودعاة الانحلال الاخلاقي، أو الاسلام هو الحل يردده بعض الجهلاء الذي لا يفقهون من الدين سوى الجلد والقطع، ما يحتاجه السودان هو برنامج عمل وطني شامل، يستلهم مبادئ الاسلام الكبرى ومبادئ الانسانية جمعاء، برنامج يضع حد للفقر والمرض والجهل! وسمه حينذاك ما شئت لانه سيكون برنامج مسلم مدني يقف على مسافة واحدة من الجميع!
أوقفوا هذه المعارك الوهمية، واطرحوا حلول بديلة، حلول تتسق مع قوله تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، أي حديث عن الدين في غياب الطعام والامن هو حديث أناس شبعانين لاستغلال عاطفة أناس بسطاء!
فالشعارات ليست سلاح العارفين!
تقول “”|||ما يحتاجه السودان ليس مصطلح أجوف، على شاكلة العلمانية هي الحل يردده بعض الشواذ ودعاة الانحلال الاخلاقي، أو الاسلام هو الحل يردده بعض الجهلاء الذي لا يفقهون من الدين سوى الجلد والقطع||||
عندما تجد شخصآ يربط العلمانية بالشذوذ والإنحلال الخلقي، فأعلم انه رجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري | وأعلم أنه لم يقرأ ولو صفحة واحدة عن العلمانية وكل معلوماته عنها سماعية في القعدات الدكاكينية أمام ستات الشاي….مقالك قرأته من باب عسى ولعل انك كاتب حقيقي ولكن ضاع وقتي مع رجل من العوام يريد ان يتثاقف
اتفق معك
كل الذين ينتقدون العلمانية معرفتهم بها رقيقة او تكاد تكون معدومة. كثير من الدول الغربية الديمقراطية بها أحزاب مسيحية كالمانيا وسويسرا رغم علمانية الدولة
يا محمد احمد و ياميمان
مرحب بالعلمانية لو جاءت بإرادة الشعب وبالوسائل الديموقراطية المعروفة.
اما العلمانية التي يفرضها اي فصيل فرضا كما فرض الكيزان رؤيتهم فرضا فهذه ديكتاتورية!!
الثورة حين اندلعت طالبت بدولة ديموقراطية وأي صاحب ابدولوجيا يطرحها للشعب كخيار والشعب هو من يختار بلا وصاية.. العلمانية نفسها يجب أن تكون ارادة شعبية يعبر الناس عنها بارادتهم الحرة وليس بالوصاية أو الفرض أو الديكتاتورية
وانت يا عباس تأتي العلمانية بارادة شعبية كيف؟ أقصد كيف يُعبَر عن هذه الارادة الشعبية أكثر من الثورة؟ أم تريدها أن تأتي بالديمقراطية وأنت تعلم سلفاً أن الطائفية وجماعات الهوس الديني وجماعات لا للدتيا ولا للمال ولا الجاه معكوسة يستغلون ويمتطون الدهماء السذج كأغلبية ديمقراطية ويفرضون دولتهم الدينية ويمطونها لعقود بمجرد وضع ايديهم على مدرات الدولة وأموال الشعب فينفقونها عللا شراء الذمم وتضخيم آلة القمع كما فعل نام الأنجاس الذي كان يصرف 70% من ايرادات الجبايات على ترسانته الأمنية التي انتدت لتلاحق المعارضين في الخارج حتى استراليا!
العلمانية فرضتها الثورة التي أسقطت نظام الدولة الدينية المزيفة المدغمسة ولم يفرضها فصيل معارضة واحد ولو صبر هذا الفصيل لعرف أن قانون الأحزاب الذي سيصدر قبل نهاية الفترة الانتقالية سيمنع قيام الأحزاب على أسس دينية.