الصمغ السوداني و ليس الصمغ العربي … صعبة دي؟؟

علي العبيد

لا أدري لماذا نحن معشر السودانيين (الأشاوس) لا ننتبه لبعض الأشياء الصغيرة (الهامة) التي تعزز من قيمة وطننا؟
مثلاً: لماذا نطلق إسم الصمغ العربي على محصول يُنتج حصرياً في بلدنا و ننسبه لأمة لا دخل لها به من قريب أو بعيد؟ ما علاقة العرب بصمغنا الذي نزرع شجرته في (الجفيل ذات الهشاب النضر الجميل)؟ هل هو نوع من الإستلاب الفكري لأمة لا يجمعنا بها إلا الدين و بعض الجيرة و شيءٌ من العادات … وقليلٌ من دم؟
لماذا لا نسميه على الأقل الصمغ الإفريقي إذا أردنا أن نعطيه (هيبة) قارية أو عنصرية مناطقية؟
الأجيال التي من (دورنا)  كانت تدرس في الجغرافيا ممراً مائياَ إسمه الخليج (الفارسي)، و هو مُثبت بهذا الإسم في الأطلس الذي يحوي خرائط العالم المتداول في كل دول العالم العربي.
إنتبه العرب مؤخراً و أطلقوا إسم الخليج العربي عليه بدلاً من الخليج الفارسي، و يصر الإيرانيون (الفرس) المعتدّون بأنفسهم على إسم الخليج الفارسي.
و يقابل العرب إصرار الفرس بإصرار مماثل و يرغمون شركات الشحن البحري التي تمر بموانئ ذلك الممر المائي ألا يُذكر إسم الخليج الفارسي علي بوالص الشحن، بل الخليج العربي، و إلا فإن شركة الشحن ستتعرض للمساءلة، و تلتزم تلك الشركات، و يصر الفرس بنفس القوة على ذكر اسم الخليج الفارسي و كذلك تلتزم شركات الشحن بذلك … تلك (لعَمري) أممٌ تعرف قيمة نفسها.
خارج النص:
كم يؤلني أن أرى ضيفاً في أحد القنوات الفضائية و هو يرتدي بدلة ما (حقتو)، يا إنها و اسعة جداً أو ضيقة جداً، و لا أدري إن لم تتوفر لك بدلة على مقاسك فما العيب في أن تلبس الزي القومي؟
كم يؤلمني أن أرى مسئولاً في زيارة لموقع عمل في الغيط ليشارك المزارعين الحصاد أو في الخلاء مع الرعاة ليفتتح مسلخاً أو محجراً، أو في معسكر للنازحين في العراء و (عين شمش الله قوية) كما يقول الراحل حمّيد، و هو يلبس (فل سوت) بدلة كاملة و يخنق نفسه بكرفتة، و هو يتصبب عرقاً… الجابرك شنو يا ود الحلال؟
و كم يؤلمني ما يصدر من أخطاء نحوية قاتلة من مذيعي الأخبار، و من الضيوف الذين يحملون الدرجات العلمية (العُلا).
و كم تجرحني الكلمات الإنجليزية التي يحشرها من يُسمون محللون سياسيون و خبراء إقتصاديون أثناء حديثهم الذي يتابعه شعب 40% منه لا يفهم اللغة العربية الفصيحة.
ولكن:
لم يعد يؤلمني أن أن أرى من يرمي الأوساخ في الشارع، و لا أن أرى من يقطع إشارة المرور، و لا من يتدافعون في المواصلات بالمناكب، و لا من يفترشون ساحات المستشفى و يتحلقون حول (عواميد) الطعام و يأكلون و يقهقهون، و لا من يتحلقون حول ستات الشاي و هم (يمجّون) التنباك بمزاج ثم يلفظونه أمام الناس و يبصقون دون حرج …. تلك أمور صارت جزءاً أصيلاً من هذه الأمة الظالمة نفسها… شيء عادي (مثلما تجد العظم في الزبادي)
خروج:
بالله عليكم، أيها الشعب السوداني النبيل: الصمغ السوداني…. الصمغ السوداني… الصمغ السوداني….. صعبة دي؟
صدقوني … تفرق كتير.
[email protected]