مقالات وآراء سياسية

العلمانية ليست كما يقولون !!

يوسف السندي

كلما رفضنا العلمانية قال لنا العلمانيون ان تركيا مهد الدولة العثمانية علمانية!! هؤلاء ينسون أن علمانية تركيا فرضت قسرا بواسطة اتاتورك ولم تنهض من صلب المجتمع التركي، الجيش التركي بقيادة أتاتورك ورغم حربه لتحرير تركيا من الحلفاء، الا انه وقع فريسة لثقافة الحلفاء أنفسهم وحول دولته التي كانت تهابها أوربا من اقصاها إلى أقصاها إلى مسخ مشوه من حضارة الاوربيين العلمانية، ولا اظن ان مواطنا تركيا علمانيا اليوم في اي بقعة من تراب تركيا يستطيع أن يتفاخر امامي بتاريخه التليد الذي صنعته دولة العثمانيين تحت راية الاسلام، فالذي ضيع هويته التاريخية لا يحق له الفخر بها ولا الانتماء إليها.

العلمانية القهرية التي تفرض بالبندقية لا فرق بينها وبين الدولة الدينية التي تفرض بالانقلاب او الحرب، لا فرق الآن عندي بين الحلو والبشير، فالحلو يريد فرض العلمانية عبر سلاحه والبشير فرض الدولة الدينية عبر سلاحه، لذلك ان كان ثمة علمانيين ذوو عقل ومباديء فعليهم أن يرفضوا العلمانية القهرية التي ستأتي على طريقة بندقية الحلو، فالذي يقبل بالعلمانية التي تأتي بالسلاح ليس سوى دكتاتور ولا فرق بينه وبين الكيزان.

يجتهد العلمانيون في تصوير العلمانية وكأنها ملاك الرحمة ونور المستقبل والرفاه والسعادة، وهم كاذبون، لو كانت العلمانية رحمة لمنعت هتلر من اغتيال ملايين البشر حول العالم، ولانقذت ضحايا الدكتاتور ستالين والسفاح موسليني، كل هؤلاء كانوا يحكمون باسم العلمانية، وهم أسوا النماذج لرؤساء بشر مروا عبر تاريخ العالم، الرؤساء السفاحين الذي حكموا باسم الدولة الدينية لم ينتهكوا ربع انتهاكات الرؤساء العلمانيين ولم يقتلوا ربع ما قتلوا، وبعد هذا هناك من يأتيك مبتسما ليقول لك ان العلمانية تعني الحياة والنجاة من الموت!

يصر العلمانيون على تصوير العلمانية بأنها الطريق الأكيد للرفاه الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، وينسون ان بجانبهم مباشرة دولة تشاد العلمانية التي تغرق في الفقر والمرض! لو كانت العلمانية تقود إلى التطور الاقتصادي فلماذا لا تتطور تشاد، لماذا لا تتطور دولة جنوب السودان، لماذا لا تتطور دول أفريقيا جنوب الصحراء ومعظمها دول علمانية؟ لو كانت العلمانية صنو للتطور والرفعة الاقتصادية فلماذا تغرق أفريقيا العلمانية في الظلام؟!!

العلمانية مرفوضة بصفة خاصة في الدول المسلمة لسبب جوهري وهو ان العلمانية حين تطرد الدين الاسلامي من الدولة تفتح الباب بالمقابل للالحاد والتفسخ والانحلال الاخلاقي، وهذا ليس سرا، راجع صورة تركيا العلمانية الآن وتركيا قبل العلمانية، وحدثني عن الانحلال والتفسخ، بالطبع الكثيرون يعتقدون أن الانحلال هو حرية شخصية، وهؤلاء ليس سوى مقلدين للغرب، مستلبين حتى النخاع، يظنون أن سبيلهم الوحيد للنهضة هو تقفي آثار الغرب ولو دخل الغرب جحر ضب لدخلوه، يريدون فتح البلاد للشواذ والمثليين تحت دواعي الحرية الشخصية والمساواة، وهذا تعدي على الأمة وتدينها واخلاقها التي قامت عليها الدولة السودانية منذ وجدت، ام ان هناك من يعتقد أن الدولة السودانية كانت ماجنة وفاجرة ويريد أن يعيدها سيرتها الاولى؟!

خلافنا مع العلمانيين في اشياء ثلاثة: الطريقة القهرية التي يريدون بها فرض العلمانية، توهمهم بأن العلمانية ستقودنا للنهضة، واستلابهم العقلي بواسطة الحضارة الغربية للدرجة التي يوافقون فيها على مسح هويتهم التاريخية الدينية تقليدا ونسخا، فهل نحن مخطئون؟!

‫10 تعليقات

  1. أرجو ان تقرأ تعليقي في أول مقال لك وتنشره بشفافية إذا كنت فعلا تريد إبراز الحقائق.. سمعنا من رأيك الكثير.. لكن أنت لست منصف وتنظر من ناحية واحدة فقط..
    ربنا يهيدينا جميا إلى سواء الصراط

  2. مقال عبارة عن ترف فكري ليس الا… مقال جيد املائيا ونحويا وانشائيا يستحق تسعة من عشرة في الجوهر وصفر كبير من عشرة في المضمون

  3. للأسف مفهوم الكاتب للعلمانية أنها دين آخر أو مشروع ضد الأديان أو دعوة للفجور والفسق. وارتكب في سبيل اثبات ذلك ثلاث أخطاء.
    أولها مقارنة حالة تركيا العثمانية بتركيا العلمانية الحديثة. علما بأن الدولة العثمانية التي أنشأها عثمان بن ارطغرل بن سليمان شاه قد أنشأت في القرن الثالث عشر في عصر الأيوبيين في الشام وفي عصر هيمن فيه المغول على الشرق الاسلامي وانهيار حكم المسلمين في الأندلس. صحيح أن النشأة كانت إعادة الروح وتوحيد العالم الاسلامي لكن وكعادة التاريخ أصبح الحديث عن تغيير الحاكم (الخليفة) أو الخروج كما الخروج على سبئ الذكر عمر البشير. ومن سوء الحظ أو حسنه وصلنا رأس السوط في أواخر عهد التركية العثمانية، فهل يذكرنا الكاتب بمحاسن التركية ففي السودان.
    الأمر الثاني، ضرب مثلا بهتلر باعتباره علمانيا، ما يؤكد جهل الكاتب بماهية العلمانية واكتفائه بالمعلومات التي يبثا اسحق والشيخ تفو، دون المراجع العلمية المتوفرة بجميع لغات الدنيا، فإذا كلف نفسه بالبحث في الانترنت سيجد بعد عشر دقائق أن الأنظمة الديكتاتورية والفاشستية والشيوعية ليست علمانية حتى ولو بالغت في معاداة الأديان.
    وثالث الأخطاء وهذه المرة المتعمدة تفسير العلمانية بالترويج للشذوذ الجنسي والانحلال. فلو قال أن العلمانية لا تمانع لقلنا لم يقصد الفتنة,
    فيا قوم العلمانية هي الوجه الآخر للديموقراطية ولا تستوى الأخيرة إلا بالأولى ولا وجد للأولى إذا غابت الثانية. فمن أراد أن يعرف فليذهب إلى المصادر ويبحث عن المفاهيم الحقيقية من مصادرها وكفانا إفكا وافتراء.

    1. علمو، العامل فيها صحفى عامود دا و فرحان بشكراحمدوك. شهور ما قريت ليهو اليوم قلت اشوف عجينو، و جدته فطيرا كالعادة. تسلم

  4. يبدو أنك غير ملم بتاريخ الامبراطورية العثمانية الحقيقى و الصحيح, فألاتراك عامة يبغضون و يستحون من تلك الفترة المظلمة من تاريخهم فتركيا تحت الحكم العثمانى كانت غارقة فى التخلف و الجهل بسبب سلاطينها الذين رأوا فى التخلف و الجهل أفضل وسيلة فى تمكينهم من الاستمرار فى حكم الاتراك و مستعمراتهم التى اخضعوها تحت سلطتهم بالحروب و العنف, هل تعلم أن السلطنة العثمانية كانت قد منعت استعمال آلات الطباعة التى كانت حدثا تقنيا فى تلك الفترة وعزت ذلك الى أنها بدعة ابتدعها الكفار وأنها غير اسلامية و تمثل الشيطان, حدث كل ذلك الى أن جاء مصطفى أتاتورك بانى تركيا الحديثة فأطاح بألسلاطين و كان آخرهم عبد الحميد و أسس لدولة علمانية حديثة انتشلت تركيا من جهلها و تخلفها, ومن المفارقة أن يمجد الشعب التركى أتاتورك الذى أتى بألعلمانية و يبغضون السلاطين العثمانيون الذين كانوا يدعون أنهم حماة الاسلام, الشعب التركى جميعه يتفق على أن تاريخه المشرف بدأ مع وصول أتاتورك العلمانى, و السؤال يبقى لماذا لا يلغى حزب اردوغان الاسلامى الاخوانى الحاكم العلمانية فى تركيا!!!!!!!!

  5. كاتب المقال واحد من ذمرة كتاب العهد البائد. يجيد فقط رص الكلام ولكن المحتوى فقير و بائس. يأتيك بامثلة و مقارنات لا يوجد بينها رابط.
    يقول انه يفضل البشير الذي فرض الدولة الدينية بالقوة على الحلو الذي يريد فرض العلمانية بالسلاح.
    أي دين فرضه البشير بالقوة؟ الدين الذي يوظف المغتصبين؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..