مقالات وآراء سياسية

وسال الدم في أرض (الوادي) ..!!

نبض المجالس
هاشم عبد الفتاح

للمرة الثانية وفي فترة لا تتعدى الشهرين تعلنها حكومة (الدومة) في غرب دارفور بأن الدماء البريئة التي سالت على أرض (الوادي) بالجنينة اشتركت في جريمتها (مليشيات) أو مجموعات تشادية مسلحة, ففي الأحداث الأولى التي شهدتها مدينة الجنينة أواخر يناير الماضي أشارت أصابع الاتهام فيها إلى الجارة تشاد ..ولكن حكومة ديبي سرعان ما عاجلت هذا الاتهام بنفي (مغلظ) وقالت إنها لا علاقة لها بما جرى هناك من أحداث دامية ..لكن الغريب في هذه الأحداث أن الحكومة تعاطت معها بشئ من التراخي والصمت المريب، فلم نسمع أية ردة فعل من وزارة الدفاع ولا حتى من المؤسسة الدبلوماسية تكافي مستوى هذه الجريمة لا فعلاً ولا حتى قولاً .. مع أن هناك قوى عسكرية مشتركة بين السودان وتشاد معنية في الأساس بحفظ وحماية المدنيين وتوفير أمنهم والحد من التسلل عبر الحدود..
وبالأمس تجددت الأحزان وسالت الدماء وسقط العشرات من الأبرياء ولازالت حالة الاحتقان تنبئ بمزيد من الدماء ..وتعود حكومة غرب دارفور إلى ذات السيناريو وتعلق الجريمة على رقاب المليشيات التشادية, وفلول النظام القديم .. ربما هناك حقائق غائبة عن الرأي العام .. يحدث كل ذلك وشركاء السلام لا زالوا يتجادلون من أجل مناصبهم ومنافعهم الخاصة, أما حركات الكفاح المسلح التي ظلت على مدى ثلاثة عقود من الزمان تتخذ من دارفور قضية ومصيراً ..ولكنها الآن ربما اتخذت من الخرطوم (مرفأ ومتكأ) تنتظر نصيبها وحصتها من (الكيكة) وهى لا تبالي ..!! وتناست قضيتها المحورية وكأن الذي يجري هناك لا يعنيها .. وبات مواطن دارفور يعاني من (هشاشة) أوضاعه الأمنية فلم تعد الجنينة الآن مدينة آمنة فالموت هناك بالمجاني ..وهنا تبرز الأسئلة الحائرة التي تحتاج إلى إجابات وتبريرات حقيقية ..هل فعلاً عادت دارفور إلى مربعها الأول ب ؟ .. وما هي الأسباب والعوامل التي أشعلت الحرب مجدداً؟ هل هي القبلية؟ ..وهل صحيح أن النظام التشادي متورط في هذه الأحداث؟..لماذا لا تخرج الحكومة المركزية للرأي العام لتتحدث بلسان مبين عن حقيقة ما يجري في الجنينة؟ .. أليس الذي يجري في الجنينة الآن معنية به بالدرجة الأولى كل حركات الكفاح المسلح؟ والحقيقة التي نعلمها جيداً, أن هذه الأحداث المؤسفة أفقدت مشروع السلام (نكهته), وجددت الجراح والأحزان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..