أخبار السودان

ذكرى السادس من أبريل.. لجان المقاومة وضرورة توحيد الصف وتصحيح المسار

الخرطوم – إدريس عبد الله

ظلت لجان المقاومة هي صمام أمان الثورة منذ بدء اعتصام القيادة العامة مروراً بالمجزرة، حتى تشكيل الحكومة الانتقالية، وإلى يومنا هذا. وما أصاب قوى الثورة مصابها من انقسامات وانشقاقات، أضرت كثيراً بقوى الثورة في ذكرى السادس من أبريل. (مداميك) جلست مع بعض لجان المقاومة لتقييم وضع ومطلوبات الفترة القادمة.

اتفق الجميع على انحراف الثورة، والضرر الذي سببته الانقسامات داخل قواها، وأكدوا ضرورة تصحيح المسار، وتوحيد الصفوف من أجل وحدة السودان.

عضو تنسيقية لجان المقاومة جنوب الحزام، عمر هنري، قال لـ (مداميك)؛ “نحن الثوار ما زلنا في مواقفنا الثابتة، نشدد على كل المطالب التي خرجنا من أجلها في 6 أبريل، وهي: الحرية، السلام، والعدالة”.

وأضاف هنري أن الثورة ثابتة على مبادئها، وقوتها الآن صارت كأنها محصورة في أسر الشهداء، والثوار، والمصابين. وأن قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية والعسكر صار همهم الأول والأخير الكرسي، وليس الإصلاح وتحقيق المطالب. وتابع: “الثورة تحتاج إلى تصحيح المسار السياسي في المقام الأول، ثم تصحيح المسار الاقتصادي والمجتمعي”.

واصل هنري: “أما القرارات الأخيرة من الحكومة في تعويم الجنيه ورفع الدعم من الوقود والدواء، والارتفاع الجنوني في الأسعار، قد يؤدي إلى إسقاطها لا محالة”.

من جانبها، قالت عضو لجان المقاومة بمدنية سنار، بتول إسماعيل، إن مسار الثورة اليوم يخدم في خطوط فرعية دون وجود آلية عمل واضحة لتحقيق الأهداف الأساسية المتفرعة من قيم الثورة (الحرية، السلام والعدالة).

وأضافت: “ظلت الثورة تواجه تحديات تنبع من تشتت القوى الثورية، إضافة إلى أنها تفتح الباب للمتربصين بالثورة بأن يعملوا على نطاق أوسع وبصورة مباشره لخدمة مشروعهم المقوض لأركان الدولة الحديثة ومشروع الفترة الانتقالية، بأن يذهب بها إلى مزبلة التاريخ” – على حد قولها.

تابعت بتول: “نسبة لتحركات تصحيح المسار؛ هناك كم هائل من المبادرات، بعضها ببرنامج، وبعضها تطبيل”. وحذرت من أن يكون هناك خروج من غير هدف.

وأردفت: “الأوضاع الآن صارت أشد سوءًا مما كانت عليه في السابق. ضرورة معالجة الوضع جعلتنا نحاول تقييم تجربة السنوات الثلاث الماضية، ونعمل على تصحيح مسار الثورة، لكن تصحيح المسار يستوجب أن تكون هناك إرادة من قوى الثورة، والحكومة، عليهم أن يتركوا الخلافات جانباً”.

وأضافت: “يمكن أن نقول إن الحكومة نجحت في بعض الملفات مثل تحقيق جزء من عملية السلام، بغض النظر عن عيوبها”. وأوضحت أن أكبر عائق للثورة والنجاح في عملية الانتقال هي الانقسامات التي ضربت قوى الثورة، وصراع الأحزاب السياسية على المناصب، والحصول على المكاسب الحزبية.

أما عضو تنسيقية لجان المقاومة بولاية كسلا، عبد الله بابكر، فقد قال: “نحن على أعتاب ذكرى السادس من أبريل العظيم الذي سطرنا فيه ملحمة تاريخية عظيمة انتهت باعتصام القيادة العامة”. وأضاف عبدالله: “واجهتنا تحديات كثيرة خلال هذه الفترة من ضائقة  اقتصادية ومشاكل اجتماعية وغيرها من المشاكل، إلا أن أكبر المشاكل بالنسبة لي هي تفكيك قوى الثورة، إذ إن توحدها هو الأهم، وبه نواجه بقية التحديات”.

واصل: “في بداية التشكيل الأول للثورة كان هناك ضعف واضح، لكن لا ننكر أنهم أنجزوا كثيراً من التحديات والملفات، وأرى أن الحكومة الانتقالية بتشكيلها الجديد كانت أكثر كفاءة، وتسير بخطى حثيثة في ظل هذا الوضع السيء”.

وأضاف: “أما بالنسبة للأحزاب والأجسام السياسية التي تخلفت واختارت دور المعارضة، هذا في رأيي ضعف آخر، وغير ضعفها هو عدم قدرتها من تحويل طاقة الاحتجاج إلى طاقة بناء. نتمنى أن تتراجع وتتحد مع الأجسام الثورية جنباً إلى جنب لمواجهة التحديات. كلنا سودانيون، علينا أن نعبر بالبلاد إلى بر الأمان لتحقيق حلمنا وحلم الشهداء الذين كانوا معنا في هذا المشوار، لكن لم يكتب لهم أن يكملوا معنا بناء الوطن الذي يسع الجميع”.

مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..