مقالات وآراء سياسية

السودان رهين المحبسين لاثنين وثلاثين عاما..

أسامة ضي النعيم محمد

في الثلاثين عاما الاولي وهي فترة الانقاذ وحكم الاخوان أو العصبة سيئة الصيت ، جلبوا النطيحة والمتردية من فجاج الارض وأباحوا أرض السودان لمن لفظه مسقط رأسه ليجد في أرض السودان لسقط متاعه عزوة وركنا شديدا. يسميه العالم رأس وزعيم الارهاب وسمته الانقاذ المستثمرأسامة بن لادن ثم لفظته الي تورا بورا وكانت حكاية الهجوم علي أمريكا وناطحات السحاب فيها ثم تدمير مباني السفارات و حرق المدمرة كول ومحاولة قتل الرئيس المصري ، بعدها أصبح السودان من دول محور الشر رابعهم بفعل الاخوان ولا تنظيمهم ، هكذا كان محبسنا في الثلاثين عاما الاولي يحبسنا الاخوان فيها ونناطح أمريكا ونلعب بديلا عن اخرين .
تلك هي الغفلة وسوء التدبير في موضع الحكم حين تتسربل بعباءة الغير ، فعلها الترابي والبشير وعبارات (أمريكا تحت جزمتي) نقلتنا الي محبس لا تبيع فيه ولا تشتري منا أمريكا وفريقها من بقية أمم وشعوب العالم ، فتحت لنا بعض الدروب ننفذ منها وكان من بينها استثناء الصمغ العربي من المقاطعة الامريكية ، بجهالة أسقطنا النفاذ من تلك الكوة ولو تدبرتاها لكانت بيننا الشركات الامريكية والأوربية تعمل في حزام الصمغ العربي برغم المقاطعة ، تحارب العطش وتبني الطرق الي بورتسودان والخرطوم والمطارات العالمية ربما حظيت بها النهود وأم روابة .
محاولات الانقاذ للخروج من المحبس والسجن الاختياري كانت علي غشامة وتفريط في تراب الوطن ، ظن البشير وعلي عثمان أن رضاء أمريكا يكون بفصل السودان دولة مسيحية فاشلة جنوبا وأخري في الشمال تتقاتل فيها القبائل والأقاليم ويعترف فيها البشير بقتل عشرة الاف مواطن بدم بارد أو بلا سبب كما قولته المشهورة .
توقفت هجرة المستثمرين الي بلاد يتنازع أهلها ولا يجد مواطن السودان في دياره الامن ، يهاجر شبابه وقوته العاملة الي ديار يطلب فيها لقمة العيش و يعلم ربما المهر ضياع الروح وفقدها بين أمواج البحار والمحيطات. محابس من كسب أيادي الاخوان وبفعل سئ صنيعهم في تدبير الحكم وسوس البلاد والعباد.
ها هي الثورة تطل علينا في ديسمبر المجد وينكسر القيد العنيد ، لكن أيضا ما زالت مقاطعة أمريكا تحبسنا ، هي ارث ثقيل من عهد البشير يضاف اليه من الصين البعيدة (الكورونا) وما أدراك ما هي ، تبقي الاطراف في تباعد وعزل لا يتحرك رأس المال ولا صاحبه لا بيعا ولا شراء ، تتنادي الاطراف وتتفق علي السعر الا أن البضاعة يصعب نقلها ويحبس البائع نفسه في بلاده كما المشتري في دياره . تلك ارادة المولي عز وجل ولا راد لإرادته مخلوق.
يحبسنا قطع الكهرباء في السودان من غير شعوب الدنيا ، تصبح عصية تطويرها وتوليدها وتدجينها ، يمهر في صنعها الامهرة ويبرع في توليدها السد العالي وتسقط عند سد مروي فيصبح سدا يحتاج الكهرباء . علي كثرة مساقط المياه وأشعة الشمس تعز المعرفة وتتقاصر خبراتنا عن فك الطلاسم وصنع الكهرباء من شعاع الشمس وتحويل لهيبها الي ضوء يستضاء به .
نسال الله العلي القدير أن يفك حبسنا ويلهمنا الحكمة وحسن التدبير لنحول النعم والخيرات والامطار الي كهرباء وأنواع المزروعات والانتاج الي دواء يستطب به من الكورونا وأخواتها لنكسر قيد المحبسين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..