مقالات وآراء

سهير شريف الإنسان الإستثنائي

سهير تلك الشخصية المدهشة التي لاتمنحك الفرصة إلا أن تحبها وتحترمها فقد عرفناها جميعاً في لندن بلا إستثناء كشعلة من النشاط والحب وجمال المحيا والروح ومحبة الخير للجميع.

إستطاعت سهير عبر سنوات وجودها في بريطانيا من خلق علاقات خاصة بجميع الأسر والأفراد في لندن بأن إعتبرتها كل أسرة سودانية كفرداً من أفرادها وكل فرد إعتبرها كصديقة خاصة ووفية له.
أيديها بيضاء ممدودة وموجودة دائماً لتقديم المساعدة وكانت دوماً من أوائل الموجودين في الأفراح والأتراح، كما كانت سهير متفردة في طرح المبادرات الناجحة الذكية والصادقة المعنى والمرمى بين افراد الجالية السودانية بلندن.

من أهم مبادراتها التي إنطباعاً نفيساً في نفسي كانت في مبادراتها للتواصل مع الشباب السوداني بلندن وخلق كثير من الصداقات مع أبنائها وبناتها من تلك الشريحة من السودانيين بلندن التي إستطاعت عبرها أن توطد علاقاتها بالفتيات خصوصاً حتى أصبحت مرشداً لكثير من البنات اللاتي تتعقد علائقهن مع أسرهن ووسيطاً بينهن وأسرهن بكل خصوصية وكتمان حتى تُقوم تلك العلاقات فأنقذت كثير من الفتيات من الضياع في ذلك المجتمع الغريب بطبائعه عن موروثات السودانيين في التربية الذي تمسك به معظم الآباء ورفضه الأبناء من المهاجرين، وفي ايضاً إستطاعت سهير أن تخلق مودة مع الصبيان من الأولاد أدت لبناء جسور للتواصل معهم حتى حازت على ثقتهم فكانت مشاركة نشطة وسط المهتمين بإيجاد منافذ لتحقيق أنشطة وإهتمامات وهوايات رياضية وفنية تبعدهم عن ممارسات مضرة ومتاحة في تلك المجتمعات الغربية.

هنالك مبادرتان هامتان قامت بهما سهير خلال حياتها في لندن، الأولى هي تأسيسها لمنظمة (نسوة) التي إستطاعت عبرها وبمكابدة شديدة ان تجمع شتات السيدات السودانيات في لندن والذين مزقتهم الإنتماءات السياسية فكانت منظمة (نسوة) تجمعاً إجتماعياً للم كل تلك التقاطعات في هيئة نسوية فريدة قامت بكثير من العمل الثقافي والطوعي الخيري، المبادرة الثانية التي أذهلت السودانيين في لندن هي تأسيسها لنادي مافوق الستين والذي تطور ليكون محتفى ثقافي وسياسي دوري يجمع السيدات وأعيان لندن من الرجال ويأتي اليه الضيوف من زوار لندن من السودانيين فيتم تكريمهم بوجبات تشارك في صنعها المشاركات من سيدات لندن وكان هذا المنتدى ذا تأثير كبير في التواصل الإجتماعي بين الكثيرين.
هذا غير مشاركتها المؤثرة وعطائها الغزير في المؤسسات السودانية العديدة في لندن مثل الجالية السودانية وكذلك وجودها المستمر منذ وصولها لبريطانيا بجوار الأستاذ أحمد بدري وزوجته الأستاذة بتول بشير الريح مؤسسي مدرسة السبت السودانية ذائعة السيط وكذلك مع الأستاذة حسب سيدها بدري ولفيف من السيدات الراعئات في هيئة شؤون الأنصار بالمملكة المتحدة حتى خلقن من تلك المؤسسة قبلة لكل السودانيين في إقامت الإحتفالات الضخمة في الأعياد وفي إحياء ليالي رمضان سنوياً فزينَ برد الشتات بدفء في النفوس .
ماذكرت ماهو إلا غيض من فيض من عطاء جليل لتلك السيدة الكريمة جال بخاطري عند سماعي بخبر رحيلها الذي ألمني كثيراً يشهد الله .
رحم الله سهير رحمة واسعة واسكنها العلا في الفردوس وجنات النعيم ومد الله في أيام قريبها وزوجها السيد عصام ابوجديري الذي كان دعماً وسنداً لها في ماتقوم به من أعمال خير جليلة أسعدت بها من عرفوها، جعل اللهم كل مافعلت رصيداً لها عند اللقيا وجعل اللهم البركة في ذريتهما وفي أهلهم .

أحمد مخير ( كوريا)
القاهرة
٨ أبريل ٢٠٢١

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..