هل من حلول؟

د. خالد أحمد الحاج
تحبير
بالفعل المرحلة التي تمر بها البلاد عصيبة جدا، وتحتاج من الحكومة لتقليب الحلول التي تخفف على المواطن المغلوب على أمره وطأة المعاناة التي إن تأملناها من جانب وأغفلنا الجانب الآخر نكون بذلك قد أجحفنا في وضع التصور اللازم لها.
نتيجة للتحرير المتدرج في سعر المحروقات واصطفاف المركبات بمحطات الوقود لساعات طويلة، انهد حيل المواطن الذي أعياه انتظار المركبات بالمواقف التي تحولت بقدرة قادر إلى أسواق! صعبت معها انسيابية حركة المارة.
ما بين مركبات زحمت الشوارع المؤدية للمواقف، وغياب الرقابة عن المشهد اختلط الحابل بالنابل.
ما بين هذا الانتظار الممل، والمحطات التي اكتظت بالمواطنين، وفي مثل هذه الظروف أضحت تعرفة المواصلات أمرا لا يطاق. علما بأنها توضع إما حسب هوى السائق، أو يساهم في فرضها من ينسقون حركة الموصلات.
إذا سلمنا جدلا بأن الظروف الحرجة التي يمر بها الاقتصاد السوداني اقتضت رفع الدعم عن المحروقات، فأنى للمواطن المسحوق أن يغطي العجز ما بين راتبه الذي لا يكاد يكفي أجرة سكنه، وحركته، وطعامه، وكسائه، وعلاجه، والتكفل بمن هم تحت مسئوليته؟
المعادلة بهكذا طريقة تبدو مختلة.
فغالبية الشعب أضحى تحت خط الفقر، وليس هذا التدرج في سعر المحروقات بالأخير.
تنفيذ
مصفوفة صندوق النقد الدولي ستكلف شعبنا الكثير، وبما أن الحكومة ساعية لزيادة الضرائب والإنتاج والإنتاجية دون الطموح لدولة بها موارد وفيرة، لابد أن يكون المنطلق من هذه النقطة لكي يتعافى الاقتصاد الوطني. عليه فإن حدة الفقر ومن واقع هذه المتغيرات يتوقع لها أن تزيد، والأزمة هي الأخرى ستمتد. لابد أن تكون هنالك خطة إسعافية لمعالجة الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات،
والبحث عن حلول جذرية لأزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة دون أن تكون هناك بوادر حل. إلى متى سيستمر انقطاع التيار الكهربائي ولم يتبقى لشهر رمضان المعظم سوى يومين اثنين ولا تزال الحلول غائبة؟
من جهة أخرى فإن تجدد الصراع بغرب دارفور، إن لم يوضع له حد’سيفاقم الموقف كثيرا، وإن لم ينجز بند العدالة الذي أشارت إليه الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام فإن الضبابية ستكون سيدة الموقف.
ومن ما لابد منه فإن الحكومة مطالبة بمزيد من الاهتمام بالأطراف تنمية وإعمارا.
وليس بعيدا عن ذلك موقف الحكومة من تعنت إثيوبيا التي حزمت أمرها وقررت ملأ سد النهضة ثانية بحلول يوليو المقبل رغم تحذيرات الخرطوم من مغبة الملأ دون الوضع في الاعتبار للأضرار التي ستقع على 20 ألف مواطن يتوقع أن يتأثروا بما يلي خطوة الملأ الثاني وما يليها من خطوات.
علما بأن اجتماع كينشاسا لم يخرج بشيء. فهل من حلول تدخل إلى قلوبنا الطمأنينة كما فعلت قواتنا المسلحة باستردادها ل 95%من أراضينا التي احتلتها المليشيات الإثيوبية بالفشقة؟ نأمل أن تكون هناك حلول، .