أخبار السودان

كورونا.. مأزق النظام الصحي في السودان

تحذيرات متواصلة تشهدها البلاد من انهيار الوضع الصحي، في ظل جائحة (كورونا) والأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة التي ألقت بظلال سالبة على المؤسسات الصحية والكوادر العاملة بها، التي ضاقت ذرعًا بشح الميزانيات ومعينات العمل، ما دفعها لإشهار كرت الإضراب والاحتجاح مرات عديدة، بجانب أزمة شح وارتفاع أسعار الدواء التي ضربت حتى الصندوق القومي للإمدادات الطبية، وهو المسؤول عن توفير الأدوية المنقذة للحياة.

وفي ظل تلك الملابسات تفجّرت شائعات وجدل كثيف حول عدم مأمونية لقاحات كوفيد 19، مما أثر في قناعات الكثيرين بأن اللقاح سيعرض حياتهم لمخاطر عدة، إلا أن خبراء في مجال المناعة والتطعيمات أكدوا لـ (مداميك) مأمونية اللقاحات. وشددوا على أهمية الوقاية والتصدي للمرض.

وقال المختص في مجال المناعة واللقاحات بروفيسور أحمد بولاد، إن الوضع الصحي في السودان هش ويستدعي الإغلاق العاجل. ونبه إلى أهمية التطعيم لكسر حلقة انتشار الفايروس. وأضاف: “إذا تحقق التطعيم بنسبة 70% فليس هناك ضرورة للإغلاق لأن المواطنين سيكتسبون مناعة القطيع”.

وأكد البروفيسور مأمونية لقاح (استروزيكا)، وقال إنه حمض نووي ثنائي التركيب وهو عبارة عن فايروس آمن يقوم بتدريب الجهاز المناعي للتصدي للمرض باعتباره يقي من الأعراض الخطيرة (مثل تلف الرئتين، وصعوبة التنفس). ونوّه إلى أنه حال ظهرت أعراض جانبية فإنها مقدور عليها. واستدرك بولاد قائلاً: “عقار استروزينكا والعقار الصيني لا يمنعان الإصابة وإنما يمنعان الأعراض الجانبية التي تؤدي إلى فقدان الأرواح”.

ودعا كافة الفئات المستهدفة للتطعيم باستثناء الحوامل والمرضعات بالاستفادة من التطعيم لتحقيق مناعة القطيع وحماية الأطفال.

من جانبه، طالب نقيب الأطباء د. أحمد الشيخ، في تصريح لـ (مداميك)، السلطة الانتقالية إلى تخصيص ميزانية طوارئ لمجابهة تبعات جائحة كورونا. وقال إن الوضع الصحي مسؤولية رأس الدولة ويستوجب إصدار قرارات وتأمين موارد مادية.

وشدد الشيخ على ضرورة وضع سياسات صحية تراعي الأوبئة والجوائح مستقبلاً. ورأى أن الوضع الصحي يستوجب تطوير الخدمات الصحية وفتح مراكز عزل إضافية وتوسيع عنابر العناية المكثفة، وكشف في الوقت ذاته عن عدم وجود مراكز تشخيصية متطورة.

ونبه إلى صعوبة الحصول على الخدمة بالمراكز الخاصة للكثيرين بسبب الضائقة الاقتصادية. وانتقد رفع الدولة يدها عن مجانية العلاج. وأوضح أن المستشفيات الحكومية أصبحت شبة خاصة، ولا توفر الأدوية والخدمات الأساسية. وحذر من خطورة انعدام الأدوية المنقذة للحياة، منبهاً إلى أنه حال استمر الوضع على ما هو عليه، فإن البلاد ستفقد الكثيرين، باعتبار أن جائحة كورونا بمثابة حرب عالمية، ويحب أن تُوفر أسلحتها.

مداميك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..