مقالات وآراء

دلالة إستخدام الرموز في خطوات التطبييع الإسرائيلي-السوداني

 وليد المنسي

١- إلتقى أول من أمس ١٠ أبريل ٢٠٢١، الدبلوماسي عمر الشيخ و زوجته مع السياسي الإسرائيلي الصاعد في حزب الليكود  يوسي داغان في مكان ما، لم يكشف عنه بعد!

٢- أهدى يوسي للسفير المخضرم  عمر الشيخ (منورة) و المنورة هي أحدى أقدم وأهم الرموز في اليهودية بعد نجمة داؤد، ومن نافلة القول أن إهداء نجمة داؤد يعد وقاحة دبلوماسية، فلجأ هذا السياسي  إلى رمز ديني آخر لإيصال رسالته السياسية و هي المنورة…فما هي المنورة و دلالاتها التاريخية و الدينية  و إسقاطاتها السياسية؟

٣- كان الملك  أنطيوخس الرابع قد حظر اليهودية و عباداتها و طقوسها  مثل الاحتفال بالسبت والختان في القرن الثاني قبل الميلاد، و وضع تمثال للإله  زيوس  في الهيكل المقدس في القدس.فأرادت مجموعة من اليهود ، تُعرف باسم المكابيين ،  استعادة االطقوس و العبادات الدينية اليهودية ، فقاتلت أنطيوخس الرابع و جيشه  القوي على مدار ثلاث سنوات. تزعم يهودا حرب العصابات  وقاد المكابيين إلى عدة انتصارات حتى تمكن من السيطرة على القدس وإعاد تكريس الهيكل المقدس لممارسة عباداتهم و طقوسهم.

٤- داخل الهيكل المقدس في القدس  وقتها كان هناك شمعدان  له عد ة أفرع (و هوالمنورة- من  نور بالعبرية و العربية)  تقول الإسطورة اليهودية ،ذات الهشاشة البائنة، أنه عند البحث عن زيت لإضاءة الشمعدان بعد تدميره  بواسطة أنطيوخس الرابع ، كان هناك ما يكفي فقط لإضاءة الشمعدان ليوم واحد. ولكن بعد ذلك ، حدثت معجزة إلهية: فاشتعلت الشموع لمدة طويلة جداً حتى رمم فوقها الهيكل  وكانت بشارة إنتصار اليهود بفضل تفانيهم. و يُعرف هذا أيضاً عندهم باسم معجزة الزيت ، ويحتفل به كل عام خلال عيد هانيكا (عيد التفاني). كما صار لها دلالة أن إسرائيل هي نور و منبع الحكمة لكل الشعوب غير اليهودية
(أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ) التوراة سفر أشعياء ٦-٤٢
و تتواجد المنورة في كل معابدهم   ner tamid كنار مشتعلة دوماً و كرمز في بعض عملاتهم النقدية.

٥- توظيف الرمز الديني هنا لإيصال النصر السياسي كانت بدهاء  يحمل الإنتصار بتفانيهم حرباً، بغارات مصنع الأسلحة في الخرطوم و إغتيال بورتسودان  و الغارة  على قافلة الأسلحة في أقصى الشمال الشرقي في زمن دون كشوتية المخلوع العسكرية و سلماَ من خلال التطبيع.

٦- أما وزير الدفاع السوداني الغر، فقد قام (بتسليم بندقية!) كهدية للجانب الإسرائيلي عند زيارة إيلي كوهين للخرطوم!
(أهدى وزير الدفاع، ياسين إبراهيم، وزير الاستخبارات الإسرائيلي، ‏إيلي كوهين، بندقية “إم 16″، خلال زيارة الأخير للخرطوم أمس.‏

ورفض رجال الأمن في الطائرة الإسرائيلية التي أقلَّت كوهين في طريق العودة إلى إسرائيل، ‏حمل السلاح، مما تسبب في تأخيرها حوالي نصف الساعة، ولم يسمحوا بالإقلاع ‏إلا بعد تفكيك البندقية وإفراغها من خزنة الرصاص) !

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..