مقالات وآراء سياسية

يا حليلك يا البشير ربنا يفك اسرك..

خليل محمد سليمان

العبارة موضوع العنوان سمعتها بملء أُذنيّ من سيدة و رددنها اثنين خلفها، و جميعهن لا يعرفن بعضهن، و قد جمعت بيننا “طرحة ركشة” من موقف بحري الي حلة كوكو بمبلغ 300 جنيه للفرد الواحد، و في ذات الموقف يُنادي اصحاب الركشات لشارع واحد بمبلغ 500 جنيه.

في 11 ابريل 2019 كان اليقين عندي و لدي كل اهل السودان مجتمعين سماع هذه العبارة حداً بين الكفر، و الإيمان في إستحالة الجمع، او المقارنة.

قلت عبثاً اردد العبارة الخيبانة ” الدولة العميقة” لعلي ابرر للسيدات الثلاث، و رابعهن صاحب “الركشة” دفاعاً عن الثورة، و تبرئتها من الجحيم الذي احسسته في العبارات التي تخرج من افواههن كاللهب.

بصوت واحد قلن متسائلات.. الدولة العميقة؟

خاطبتني إحداهن و كأنني “قحاطي” برقم وجودي معها في الركشة، بعد كر، و فر لساعة زمن، و اخيراً قلت ربما إحتقرتني و رأت في منطقي منطق جدادة “ممعوطة”.

فقالت إحداهن : الكلام الخيبان البشبهكم دا انتو قايلين بمشي علينا.

ثم الحقته بسؤال.. يا السجمانين طيب ما إنتو الحكومة، و السلطة، “لييه” ما قطعتوا لينا “رصين” جمع رأس الكيزان، و الدولة العميقة دي؟

للأمانة كانت رحلة عبارة عن ندوة سياسية تناولت مجمل الوضع السياسي، و الإجتماعي، و الإقتصادي بعفوية، و حقيقة من اصحاب الوجع، و عبارة عن جرد حساب للثورة.

في هذه الرحلة سمعت لقصص تُدمي القلوب بلسان إحداهن تعمل في مدرسة كمشرفة ترحيل، قالت صاحب العربة إعتذر للمدرسة بأنه باع العربة لعلاج إبنه فقالت بالامس سمعت خبر وفاته لعدم وجود اكسجين.

قسماً بالله قالت إحداهن ” ياخ ديل عواطلية جايين من برة كلهم، و ما عارفين عننا ايّ حاجة” فأردفت قصة صورة لأحد مستشاري حمدوك السابقين وهو يهنئ نفسه بالعودة الي بلاد العم سام حيث يُقيم بعد طول غياب فقالت : ” كلهم بكرة بركبوا الطيارات و بخلونا في سجمنا دا”

بالامس فقط ايقنت ان ثورة ديسمبر هي ثورة شعب حقيقية متقدة، لا يمكن ان تموت او تهدأ دون بلوغ غاياتها طال الزمان او تقاصر.

ما اكد يقيني هذا ما حدث للفريق ياسر العطا في مدينة عطبرة ايقونة الثورة التي لم، و لن تقبل في الثورة بأنصاف الحلول.

ذكر ياسر العطا بأن الجيش لا يمكن ان يترك الدولة ان تنهار، و ينتظر الإعتذار!

اسألك بالله ايّ جيش تتحدث عنه؟

أهو الجيش المتهم رئيس هيئة اركانه علي لسان مسؤول كبييير فيه بأنه تلاعب في قضية عدالة، و حشر نفسه فيها كما النظام البائد في السلوك، و المنهج؟

ام الجيش الذي يقدم رشاوي للي عنق الحقيقة، و قتل العدالة؟

ام الدولة التي اصبحت بقايا حطام، و شعبها انهكته الصفوف، حيث العدم، و الموت امام المستشفيات.

ياسر العطا إن وصلك مكتوبي هذا لا تنتظر إعتذار من احد ما لم تبدأ بجيشك، و نظافته، و تبرأته من عبث الكيزان الذي بات عملاً مفضوحاً يرقى لدرجة التخطيط الممنهج، و انتم حماته، فإن كانت بإرادتكم فتلك مصيبة ستذهب بكم إلي مزابل التاريخ، و إن لم تكن فأم المصائب التي ذهبت باللص الحقير الماجن قائدكم، و ولي نعمكم.

ننتظر التحقيق في ما ذكرنا، و توجيه البوصلة، و قد بلغكم الامر جميعاً، قبل البداية في الكتابة الصريحة، و المباشرة لتمليك الرأي العام الحقيقة كاملة غير منقوصة، فالامر امام المحاكم، و القضاء.

“كلو بالغانون”

طال إنتظار من راهنوا عليكم، فالآن إنقطع العشم، فالإعتذار الذي تنتظره إن حدث فسيلج الجمل سم الخياط يقيناً امام الناظرين، و ساعتها سنقول آسفيييين يا بشة، و ” رقصني يا جدع”

‫3 تعليقات

  1. اعتقد انه حان الوقت لتكوين حزب من الذين قلوبهم على البلد وشعارهم كرامة الانسان السودانى اولا. الاحزاب الموجوده حاليا اعتقد بانها مخترقه حتى النخاع بأصحاب المصالح الشخصية والايدلوجيات العقيمة التى لا تهتم لمشاكل البلد الحقيقيه.

  2. شكرا الكاتب القدير خليل محمد وشكر علي جمال المقال ورصانة الكلمات وتشوق الموضوع التي تمنيه الاينتهي وحقا شيقا ومثير وحساسية الموضوع حقيقة عندما شاهدت عنوان الموضوع كنت كاحدي السيدات المرافين لك في رحتلك كثوري لكن عند قراتي تراجعت وحقيقة في كلمة عواطلية دي صدقن والله يصلح حال اهلنا الذي انهكتهم صعوبة الحياة ودنك العيش ويقولون الجمل ماشي والكلب ينبح لكن قد لا يصبر الكلب طويلا؟

  3. المشكلة لغاية هسي و رغم مرور كل هذه السنين ، نحنا ما قادرين نفهم الديمقراطية ولا معنى دولة القانون ولا قادرين ابدا نفصل بين العام من الخاص .
    كاتب المقال ولانه لديه خلاف امام القضاء في مواجهة رئيس مجلس السيادة ، يكتب و يُجعّر و يصرخ رافعا صوته منذ ايام – وكأن قضيته هذه هي قضية البلد الطويلة العريضة دي – مرة مهاجما البرهان و اخرى ينعل ابو الجيش ولم ينجو منه رئيس مجلس الوزراء ومن حوله والذي جردهم بجرة قلم من المواطنة وصفا اياهم بانهم مجرد اشخاص مجهولين اتوا من الخارج وسيعودون اليه .
    لا يدرك الكثيريون للاسف الشديد ان من محاسن هذه الثورة ان جعلت الجيش والمجلس السيادي والوزراء وكبار مسولي الدولة يلجأون للنيابات والقانون ، لقد نسى هؤلاء عندما كان البشير (حليلو وحلاتو) يرسل افراد جهاز امنه ليتسوروا منازل مخالفيهم في الراى لياخذوهم عنوة ليلا ليتم القاءهم في بيوت الاشباح ثم يتم التخلص من جثثهم في اطراف العاصمة او يتم اخفاءهم قسرا حتى لا يجد اهاليهم طريق اليهم !!!
    ان كان لاي احد من المواطنين (حقا) في مواجهة راس الدولة او رئيس الوزراء او اتخن زول في البلد دي يمكنه اليوم ان ياخذه (بالقانون) وهناك الاف المحامين الذين سيقفون معه مجانا للدفاع عنه .
    زمن البشير (الحلو) و الديكتاتورية والاستبداد والمظالم و بيوت الاشباح انتهي بلا عودة ، لقد دفع الشعب السوداني مقابل هذا الانتصار ثمنا غاليا .
    اتقوا الله يا هؤلاء في هذا البلد ، وانظروا حولكم للحروب و الاقتتال الذي يجرى في دول الجوار نتيجة لضيق افق اهلها وتعنتهم وانانتهم وذاتيتهم المقيتة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..