مقالات سياسية

يوميات.. الأزمة

في حوالي الثامنة والنصف مساء أمس، اُعتقل الإمام السيد الصادق المهدي من منزله بحي الملازمين في أمدرمان.. مباشرة بعد عودته من لقاء جماهيري في منطقة (الولي) بالحلاوين في ولاية الجزيرة..

وحتى لحظة كتابتي لهذه السطور لم ينفض اجتماع مجلس التنسيق بحزب الأمة القومي الذي يناقش مستقبل علاقة الحزب بالحوار الوطني.. وهو الاجتماع الذي اقتيد الصادق المهدي قبل التحاقه به..

الأسباب الظاهرة لهذا الإجراء حتى هذه اللحظة.. إما أن تكون الخطبة (الملتهبة) للصادق أمام الجماهير والتي هاجم فيها مباشرة جهاز الأمن والمخابرات الوطني بعبارات حادة.. أو تداعيات الاتهام الموجه من نيابة أمن الدولة للسيد الصادق المهدي حول تصريحاته التي انتقد فيها (قوات الدعم السريع) واتهمها بالإفراط في استخدام العنف ضد المدنيين.

بالتأكيد، هذا التطور يؤثر مباشرة على (الحوار الوطني الشامل) الذي يشكل عصب برنامج الحكومة وحزبها الحاكم في هذه المرحلة.. وبقراءة ذلك مع التصريحات الصادرة من حزب حركة الإصلاح الآن (بزعامة د. غازي صلاح الدين) على لسان الناطق الرسمي للحزب د. أسامة توفيق.. والذي اتهم (عناصر في المؤتمر الوطني بالسعي إلى تعطيل الحوار بسبب خشيتها على مناصبها) على حد قوله.. فإن المؤشرات تدل على أن ركاب القطار بدأوا يفكرون في النزول في أول محطة بعد أن أعياهم انتظار تحرك قطار يبدو أنه بلا (عجلات)..!!

ولقد كتبت هنا كثيراً.. أنبه الجميع إلى أن (يوميات!!) هذا الحوار تبدو أفرغ من فؤاد أم موسى.. من أي هموم وقلق على الوطن الذي يحترق في أطرافه ويغلي في وسطه من الأزمة السياسية المتلبسة بـ(جن!) أزمة اقتصادية.. وأن(فراغ) الحوار سيملؤه اليأس.. وهو وقود الانفجار..

حزب المؤتمر الوطني يستهلك في الزمن على أمل أن (يموت البعير.. أو الوزير).. خاصة مع علمه اليقين بأن المعارضة في أتعس حالاتها.. وأنها غير قادرة على مجرد إقامة ندوات جماهيرية تجيش بها الشارع خلف أجندتها.

لكن الذي لم تحسب له الحكومة حسابها.. هو الوضع العام في البلاد.. هذه الأزمة السياسية التي تستحكم حلقاتها كل يوم.. تعتصر الاقتصاد السوداني كله.. ويوماً بعد يوم تنهار البنيات الإنتاجية في البلاد.. وسيستمر مسلسل الانهيار بمتوالية هندسية لن يكون متاحاً التحكم فيها.

من الحكمة أن ندرك أن الوطن لا الوطني هو الذي ستعصف به هذه الأوضاع. وأن المطلوب الآن قبل الغد الاتجاه نحو (حل).. وليس مجرد (حوار).. وبكل تأكيد (الحل) لا يمكن أن يأتي من صلب أصحاب (المشكلة)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام واضح مفهوم و في المليان، واصل الكتابه وسنواصل الإنفعال ايجاباَ في الغالب. لا تأبه لمتبلدي الحس و الشعور ممن لا يحدث قميص عثمان لهم ذكرا. وجودهم منكور و سلبيتهم شينه.

  2. مقال مستفز وغبى ، منذا متى كانت الحكومة جاده او تهتم بالوطن أرجوك احترم ذكاء الشعب المقلوب على أمره او اكتب فى الرياضه انت تعرف والشعب يعرف ان الحكومة تناور ولا تحاور.
    فى هذه الأيام اصمت كما صممت الحكومة اما للمعارضة فلها الله بعد ان اغتالته الحكومة ربع قرت فلسوف ينهض كل الشعب لكنس كل الذين ساهموا فى كسر هذا الشعب الابى . وسلام

  3. يا سيدى الفاضل الحكومة تريد حوارا تفصله حسب المقاس الذى تراه لتلبسه الاحزاب حتى لو كان ضيقا….الرئيس ضعيف الشخصية ولا حول له ولا قوة ومغيب تماما عن الواقع…والنسور فى حكومته يريدون حلب بقرة السودان التى جف ضرعها حتى يخرج منها الدم…بعدها سيحزمون حقائبهم ويتوجهون للدول التى استثمروا بها لينعموا بمال الشعب المنهوب…والاحزاب تلهث وراء الحكومة متسابقة نحو الجيفة علها تظفر بشيئ من لحمها…تتسابق للحوار اللا مفهوم وليس لها اجندة وبرامج تستطيع ان تقنع بها الشعب السودانى…الحزب الاتحادى دخل الحكومة ..لم نسمع له صوتا…عين الميرغنى الصغير والذى لا يعرف شيئا عن السودان وعن السياسة مستشارا لا يستشار فى شيئ…وينعم والده ببعض الدولارات التى تمنحها له الحكومة ثمنا لصمته….بالله هل سمعتموه يتحدث عن شهداء سبتمبر!!!! حتى من باب الاستنكار للعنف الذى استخدمته قوات الامن!!!! حزب الامة دخل فى عباءة الحكومة وتلقى الاموال ايضا نظير تمييع الشارع بعبارات التحويل السلمى ونبذ العنف والتداول السلمى للسلطة وابن زعيمه مستشارا يروج للانقاذ..والاخر فى جهاز ينتقده والده!!!!..الشارع يفتقد القيادة والاحزاب التقليدية لم تعد هى الخيار ولابد من ظهور قوى ثورية جديدة من الشباب تحرك البركة الساكنة….حتى ذلك الحين ستستمر الاحزاب فى جدليتها ويستمر الشارع فى الممانعة……

  4. قوات الدعم السريع ؟ ؟ ؟ماذا تقصد ؟ قوات الجنجويد هى قوات من الملاقيط المرتزقه المحليين والمستوردين من مالى وتشاد ؟ هذه قوات خسيسه وضيعه رخيصه تقتل بالايجار . وتعبد المال .استوردها امير المؤمنين الرئيس الاعرج لتثبيت اركان حكمه المنهار .وفى المستقبل القريب ستوجه سلاحها الى صدور من صنعوها ..سمى الاشياء باسمائها ياعثمان ..

  5. الاستاذ عثمان ميرغنى بعد ربع قرن من حكم الانقاذ لم تفهمو من يكون هولاء انهم لا يهتمون للسودان ولا لاهله انهم فقط يهتمون فى البقاء فى السلطة ولو كلفهم الامر موت كل اهل السودان عن اى حوار وعن اى حلول تتحدثون وهل ياتى من الفاشل النجاح الحل قادم والانتفاضة قادمة ومكانهم مزابل التاريخ

  6. بس بالمنطق كيف تكون المعارضة فى انعس احوالها والانهيار الاقتصادى يكبل سلطة دولة الراسماليه الطفيليه الفاشلة و فضائح الفساد لرموز نظام الاخوان المسلميين على راس الساعة وكلما تمر لحظة يزداد الخناق وتتخبط السلطة فى اجراءتها والمعارضة التى تتهما انت وصديقك بتاع السهلة والساهلة بقلة الحيله لو بس وقفت صنم ولم تفعل البتكتح برضو حيجوها الناس المورمين سياسيا واقتصاديا وهسع نظامك ما قدر يتحمل انتقادات حليفه الناعم وفرملة قوى الانتفاضة بامتياز منذ ايام التجمع ووصولا لقوى الاجماع وبغباء منقطع النظير طبلوه فى كوبر ونشرو قوات الجنجويد على تخوم الخرطوم فى اخر محاولة ارهابية لتخويف الناس من الخروج والمطالبة باسقاط النظام ودى كلها محاولات يائسة وساذجة جدا لاسعاف نظامها المتهالك وحرامى الحمير الجاهل البقتو سلطتكم العبيطه قائدا لعصاباتها المتفلته ما ح يحل الازمة الاقتصاديه الخانقة بل ح يعمق من اثارها خاصة بعد ما تباهى بانو لو ما هم ما كان فى زول ح يكون قاعد فى محلة وببساطة لغى حاجة اسمها جيش وبوليس وطبعا بالفهم الساذج ده ح يضخم من زاته ويكبر من فاتورته(قانون القوات المسلحة يمنع تماماانشاء هليشيات موازيه ويرضو ناس الجيش عندهم راى فى الميزانية المفتوحة لقوات الجنجويد)
    سعادتك المعارضة عارفه تعمل شنو ودعواتك المتكرره لاوكازيون حوار السلطة البلهاء لم تجد اذن صاغية من الناس العندهم مبادى واخلاق وبراك هسع شايف الهرولو لهم عملو فيهم شنو……وحسب حقارتهم معاه ح يبهدلوه بالسجن شوية ولو الامور راقت…. والناس بطلت تلسن على فضائح رموز النظام …وما مرقو ضد الناس السرقو عرقهم …..اكيد وكالعاده ح يعملو له عفو رئاسى ويظبطوه بشيك مدنكل ما هسع وليداته مشغلنهم معاهم ومصالحهم ما شية
    ولعلمك المعارضة شغاله منذ ايام بيوت اشباحكم ابتداءا من التفاف المخلوط بالدم البيثفو المعتقل فى وجه جلاده ومرورا بدماء الشهيد السنهورى ورفاقه التى اريقت فى انتفاضة سبتمبر……….
    قومو الى انتفاضتكم يرحمكم الله

  7. عثمان ضروري تكمل روايتك الخاصة بالمؤتمر الصحفي بتاع الدعم السريع. ضروري بالله، ما تنسي!!

  8. مطلوب مبادرة جديدة اكثر واقعية وعملية تتجاوز الاحزاب الى الشعب السوداني مباشرة
    اكاد ان اجزم يقينا بانه لم يتبق على الانتفاضة الشعب السوداني الا اطلاق الشرارة
    ولن يكون للشعب السوداني من الخيارات القديمة شئ يذكر لانها تمثل منظومة الفشل والفساد
    يجب ان يتجاوز الشعب السوداني تلك الاحزاب تماما تحت شعار لا حكم لمن حكم ولا نريد من هذه الحقبة الا ما يكتب التاريخ ويوثق من بطولات وفشل وفساد ولكنها صفحة يجب ان تطوى باعجل مايكون
    ظل الشعب السوداني يراقب بصورة حثيثة صراعات الاحزاب وفساد النظام الحاكم الذي ظن ان الجوع والفقر والمرض سيلهي الشعب السوداني عن الفساد والكساد الذي ضرب البلاد والعباد

  9. يا عثمان يا ميرغنى انحنا من يوم 30 يونيو 1989 ذلك اليوم القذر فى تاريخ السودان الذى عطل حكومة الوحدة الوطنية التى كانت تحضر لوقف مؤقت لاطلاق النار ووقف العدائيات مع حركة قرنق وهى كانت الوحيدة وما كان هناك تقرير مصير وكانت تحضر لمؤتمر قومى دستورى فى سبتمبر 1989 عرفنا ان هذا الانقلاب سيمزق ويخرب السودان ويهوى به فى حفرة عميقة وقد كان .
    يا عثمان يا ميرغنى الله يلعن ابو اليوم الاتولد فيه حسن البنا وسيد قطب وابو اليوم الدخل فيه فكر الاخوان المتاسلمين ارض السودان وابو اى يوم قام فيه انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديمقراطى والحل السلمى لمشاكل السودان!!
    ادعوا المعارضة لطباعة بيان الانقاذ الاول وتوزيعه على جماهير الشعب السودانى ليعرف من اى معدن صنع الاسلامويون الاوغاد السفلة!!!!!!!!!!!!

  10. ما قاله حسين خوجلى كلاما كرره عثمان ميرغنى كتابة . تنسيق كامل ومدروس بعناية تجعلنا نسال لماذا لا يستضيف حسين اجوه عثما ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..