
عامان مضيا على إقتلاع نظام (الإنقاذ)، المشؤوم الذي ظل جاثمًا على صدر سوداننا، منذ الثلاثين من يونيو للعام ١٩٨٩م، حتى لحظة سقوطه في الحادي عشر من أبريل للعام ٢٠١٩م، وإحالة إدارة البلد إلى سلطة إنتقالية، بعد ثورة شعبية مجيدة، مضى منها من مضى، وفُقد فيها من فُقد، وما زال بعضٌ من شبابه يتلقى العلاج، سائلين الله لهم شفاءًا عاجلًا، وعودًا حميدًا كذلك لمن فقدنا.
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لسقوط بعض أنظمة (الإنقاذ) الشمولية، ولم تزل في الحلْق عَبْرة، لأن بعضها الآخر، لم يزل جاثمًا ولم يسقط بعد، ولم نُحقّق ما نصبوا إليه، لأنّ جرائم العهد البائد، لم تبارح مكانها، إلي سوح أو ميادين العدالة، سيما جرائم فض الإعتصام، والإنتقال، وفساد الإسلامويين الذي أزكم الأنوف، وحروبهم التي أشعلوها في كل حدب وصوب، والذي إشتد أوارها في: دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وغيرها من مناطق الهامش، علاوة على قضايا بيوت الأشباح وما صاحبها من قتل وسحل وتعذيب، ولم يزل شعبنا يترنّح من ويلات الحروب والصراعات، في مواجهة عذابات المعيشة، وصفوف: القوت، والوقود، والمواصلات، في ظل غلاءٍ مستشري من حين لآخر، وسط البسطاء المحتاجين.
وكلنا يحدونا الأمل أن تعود إلينا الذكرى الثالثة، وبلادنا قد تسربلت العدالة، مضمونًا وشكلًا!، وثوبًا يتزيا به الجميع!، وأن تسكن في جوفها قيم التعايش، سِلمًا وحُبًا!، وإستطعنا العبور بها إلى براحات المدنيّة، قيمًا وسُلوكًا!، والتنمية، بشرًا وحجرًا!، وأن يجعل عَبْرة حُلوقنا، نعمًا نتغنى بها!.
دنيا دبنقا- نور الدين بريمة