
الطامة الكبرى تكمن في أن كل الذين يخجلون والذين ينتقدون والذين يحاربون مقترحات تقرير المصير أو الإنفصال، ليس لديهم أي حلول لمشكلات دارفور مطلقاً، ولا لأي من مشكلات كل الشعوب التي عانت سلب السيادة والإضطهاد والتهميش .. كل الذي بمقدورهم التكرم به هو وصف الحلول العملية المنطقية بأنها عنصرية وسيئة، فقط لا غير .. يعتبرونها حلول سيئة والمصيبة تكمن في أنهم لا يملكون أي وسيلة لخفض مستويات السؤ الذي نعيشه، بل ينادون بقومية ووحدة ليست لها أي مقومات للتعايش وفي كنفها ظللنا نعاني الأمرين طيلة سبعة عقود من الزمان المهين المشحون بالتوتر والكراهية والمظالم والتظلم والنزاعات والإحتجاجات والإمتعاضات وغياب الثقة للدرجة التي أشعلت الحروب وجحيم التهديد المستديم وغياب الطمئنينة .. هي وحدة غير مؤسسة فرضها المستعمر من أجل مصالحة وبموجبها فقدت كل شعوب، ما يسمى بالسودان، خصوصياتها وتلخبطت الأصول وتآكلت حقوقها وتأزمت أمزجتها وغابت الثقة والامل في الإصلاح لدرجة جعلت البعض يرى أن الحل الأوحد لإصلاح الحال هو الإنتقام، الغير معروفة دوافعه ولا فوائده، والرغبة الجامحة في المزيد من الحروب والقتل وبل الإبادة الجماعية .. لذا ليس هناك بديل غير إعادة الأمور لنصابها وتمييز وإسترداد الحقوق.
المقصد الأساس لتقرير المصير بالإستقلال الكلي أو الإنفصال النوعي، بإنشاء كونفدراليات سودانية، هو إسترداد الحقوق وتجويد الأداء وخلق التنافس وخاصة في حالة سلطنة دارفور التي تعتبر الأكثر تضرراً بالضم الجائر للسودان الحديث ومصادرة سيادتها وخصوصيتها وتميزها، ودعونا نضغط زر الرجوع على جهاز التاريخ لنعود لما قبل العام ١٩١٦ ميلادية، ونفترض أن دارفور لم يحتلها الإنجليز ونتخيل حالها الآن كسلطنة أو دولة مستقلة! حتماً كانت ستكون من أفضل وأميز الدول الأفريقية لثراء مواردها وتطور منظومتها الإدارية وعزيمة حكامها وصلابتهم .. إذن ما هو العيب في إسترداد السيادة لأهل دارفور؟ ولماذا الأحزان والهياج والإمتعاض من الحل الأمثل لكي تستعيد دارفور إستقرارها وسطوتها على مواردها وحدودها؟ وكذلك بقية أقاليم السودان، وما هو الأذي الذي سيقع على شعب ينال إستقلاله وسيادته وقراره؟.
عزيزي التدخل في ما لا يعنيك لا يفيد النصيحة لله ورسوله وأم نخلق مصلحين اجتماعين بل يوجد سوق وظايف للعمل واخذ الأجر