مقالات وآراء

أقسم بالله.. لا توجد أزمة بنزين ولا جازولين

علي العبيد

 القسم أعلاه وأنا صائم ، وأكرره و عليّ وزر ما أقول:
نعم، أقول لا توجد أزمة بنزين و لا جازولين، وسندي في ذلك مشاهدة فعلية لفساد يسعى على قدمين….. وفي وضح النهار.
لقد سافرت قبل أيام من مدينة ود مدني إلى قريتي بشرق الجزيرة، ولفت نظري وجود أعداد مهولة من الرواكيب على طول الطريق، وعلى جانبيه، لا تفصل بين الواحدة و التي تليها أكثر من ثلاث أو خمس كيلومترات، وتتكاثر كالسرطان، حيث تشاهد مجموعات من الشباب وهي منهمكة في بناء المزيد… حتى يخال لك أن تلك (الرواكيب الصغيرة ح تبقى أكبر من مدن) كما يصدح مصطفى سيد أحمد … مع إختلاف رواكيب مصطفى عن تلك.. وترى أمام كل راكوبة عنقريب ينام عليه أحد الشباب و أمامه مجموعة من الجركانات المليئة بالبنزين و الجازولين، وعلى مقربة منه خلف الراكوبة براميل معبأة بتلك المواد، وترى على طول الطريق أصحاب السيارات وهم يتوقفون للشراء، ويتم البيع دون خوف من رقيب ولا حسيب.
هذا البنزين و الجازولين يباع بأسعار خرافية كسوق أسود، بل حالك السواد، وكان من الطبيعى أن يكون بمحطات الوقود وليس معروضاً على قارعة الطريق… يحدث ذلك وتتكدس السيارات أمام المحطات الخاوية وتتعطل مصالح الناس ودولاب العمل بكل إنعكاساته السالبة.
والله لقد حدثني أحد سكان إحدى تلك القرى الذي جمعني به صيوان عزاء، أنه يحدت أن ينزل تانكر كامل من الطريق ليدخل قريتهم ويفرغ حمولته (كلها هناك)… رجاءاً، إنتبه.. قلت (تانكر كاااامل)!
وينتصب السؤال الحامض:
من الذي يبيع هذه الكميات الهائلة من الوقود لهؤلاء الشباب الذين خلقوا طبقة من الأثرياء في كل القري المتناثرة على جانبي الطريق؟ من الذي يسمح بذلك؟ كيف يجرؤ سائق تناكر أن يخرج من الميناء بقصد تفريغ حمولته في مستودعات الدولة ويبيعه في إحدى القرى ويضع كامل القيمة في جيبه وجيوب شركائه؟؟؟ أين مستندات الشحن والتفريغ التي تثبت أن الحمولة قد أُستلمت بالموقع المطلوب؟
والجواب واضح: هنالك مافيا تنسّق بين المسئولين في الميناء والمسئولين في المستودعات تلعب في عملية الشحن والتفريغ، ولا بد من وجود رؤوس كبيرة…. هنا وهناك…
سيدي والي الجزيرة: رجاءاً، سافر من مدبنة ود مدني شرقاً حتى حدود ولايتك أو واصل السير حتى القضارف وشوف بعيونك…
خروج وعودة:
ألا ترى عزيزي قارئ هذا المقال، أننا شركاء مع الحكومة (فيفتي فيفتي) في كل هذا البلاء والعنت والمشقة والمشاكل التي تأخذ برقاب بعضها وتطحن الجميع؟؟
خروج نهائي:
عفواً سيدي … لا تقل لي أن الثورة قد سُرقت… فنحن من سرق الئورة… والثروة…
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. السوق الأسود دليل على عدم توفر السلعة، ده اسمو اقتصاد الندرة، الحاجة المافي بتترشي سوق اسود.. خانك التعبير
    ما تحلف بالله ساكت راجياك كفارة ليمينك.
    لا تباع المياه بالسوق الأسود لأنها متوفرة
    لا تباع الخضروات بالسوق الأسود لأنها متوفرة
    لا تباع……. لأنها متوفرة
    اذا اردت القضاء على السوق الأسود والرواكيب والتنكر البجي افرغ وفر المواد البترولية لانو الناس البتشتري ما بتشتري هواية بل لأنها مضطرة ومحتاجة.

  2. العيب في الشباب و لا جديد في السلوك أهل الجزيرة من تهريب و تخزين للسلع و لم ينجو حتي البصل والسكر من الإحتكار والباقي علي المواطن لماذا يشجع كل هذا؟

  3. ههههه..الله يعينك على قسمك ده..المحصله النهائية ان الازمه موجوده وانا اكثر من اسبوع لم املأ سيارتى بسبب الصفوف….وجود سوق اسود للبيع لا يبرر فشل الحكومه بكل أجهزتها فى توفير الوقود…اخشى ان يخرج علينا اخر ويقول لا وجود لاذمه فى الدولار والرغيف والغاذ والادويه والمشكله كلها فى السوق الاسود..يااخوانا يجب الا نعزر الحكومه لانو واضح انها حكومه محاصصات وقسمه بين الاحزاب وحال المواطن ليس من اولوياتها والا كان بدأت بنفسها التقشف الحكومه.

  4. في النهاية الدولة يقع عليها اللوم، إذا الشعب نصفه لصوص فلابد من القضاء على هذا النصف بسن قوانين جديدة تعاقب بالإعدام من يهرّب أو يستلم أو يبيع أو يتاجر في السلع التموينية الإستراتيجية، هكذا تتعلم الشعب (خاصة شعب تربى على الإختلاس والرشوة والنهب والسلب).

  5. لك الشكر يا استاذ على هذه الافادة المهمة والتي رسخت فى ذهني نفس السؤال الذي راودني بعد انتصار الثورة . والسؤال هو كيف نجحت الثورة السودانية فى اقتلاع ذلك النظام الفاسد ؟ وكانت الاجابة والتي صرت مقتنعا” بها تمام الاقتناع , ان ثورتنا انتصرت بفضل الله اولا” وترسيخا” لسنته تعالى فى الارض ثم بدماء الشهداء وقليل قليل من الثوار ,, اما الباقي منا فسار مع امواج التغيير وشعارات الحرية والعدالة من غير مبادئ او افكار .. لانني لم اري فى حياتي شعبا” يحارب نفسه ووطنه مثلنا ولم اري شعبا” يحمل الحقد على اخيه مثلنا . نحن من حاربنا ضد ثورتنا وبعناها وقتلناها ومادام هناك امثال هؤلاء الفاسدين والمخربين وبهذه الاعداد الكبيرة فلن ينصلح حالنا لان الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم . رحم الله شهداء ثورتنا ورحم الله السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..