بسبب التكاليف.. (الحلو مر) يتعالى على مائدة رمضان

الخرطوم – عواطف محجوب
قُبيل حلول شهر رمضان بأشهر في السودان؛ تتسابق ربات البيوت في العاصمة والولايات لإعداد مشروب (الآبري) أو (الحلو مر)، لأن إعداده يستغرق أياماً، بدءًا من إعداد (الذرة النابتة) التي تسمى (الزريعة)، ومن ثم مراحل التجهيز من التخمير وإضافة التوابل المتنوعة، قبل نشره كعجين على مقلاة ضخمة وتحويله إلى أقراص ناضجة وجافة، تُنقع بعدها في الماء.
كان اللافت أنه في رمضان هذا العام؛ اختفت جزئياً روائح (الحلو مر) من شوارع الخرطوم، بسبب قلة إعداده في المنازل نتيجة التأثر بارتفاع الأسعار، واستعانت الكثير من الأسر بأهلها في الولايات للحصول عليه، لأن غالبية مكوناته إما تتم زراعتها هناك، أو يقومون بشرائها بأسعار أقل من العاصمة بكثير لقربهم من مواقع الإنتاج، وقد تأثرت كافة السلع هذا العام بارتفاع تكاليف الترحيل.
تقول المواطنة أم الحسن علي، إن (الحلو مر) من المشروبات الرئيسية الذي ظلت سيد المائدة السودانية لسنوات طويلة، ولا بد أن يكون حاضراً يومياً طوال الشهر الكريم، مبينة أنه رغم ذلك خرج من قائمة المشروبات الرئيسية ليحل محله العرديب والكركدي والليمون، ولكن الكثير من الأسر لا تستبدل (الحلو مر) بأي مشروب آخر.
وترى أم الحسن، أنه لابد أن يكون هذا المشروب حاضراً مهما ارتفع ثمنه، مبينة أنه غير تكاليف المحتويات هناك تكاليف أخرى إضافة لإعداده، تتمثل في شراء الحطب لإشعال النار، بجانب تكاليف صناعته، حيث هناك نساء متخصصات في ذلك، ويتم الاتفاق معهن لتجهيز طلبية معينة، مشيرة إلى أن تكاليف العمالة اليدوية فاقت الـ (3) آلاف جنيه هذا العام.
بدورها؛ أوضحت المواطنة نوال حسن، من مواطنات الجزيرة، وتقطن في الخرطوم، أن أسرتها قامت بصناعة (الحلو مر) في الجزيرة وأرسلته لها في العاصمة، لأن تكاليفه في الخرطوم أعلى بكثير، كما أن غالبية المكونات موجودة بسعر أرخص من الخرطوم، وأضافت أن أسرتها لا تستبدل (الحلو مر) بأي مشروب آخر، ولابد أن يكون حاضراً بصورة يومية على المائدة، لأنه المشروب المفضل لأهل السودان.
ومن جهته؛ قال التاجر بسوق أم درمان، الطيب حسن، إن سبب ارتفاع أسعار السلع هو التأثر بارتفاع تكاليف الترحيل نتيجة شح الوقود، فضلاً عن ارتفاع جوال الفتريتة الذي يتراوح سعره بين (7.500 إلى 8 آلاف جنيه)، والدخن (10) آلاف جنيه، فضلاً عن ارتفاع أسعار البهارات المستخدمة في إعداد المشروب، مضيفاً أن الطلب على الشراء هذا العام كان محدوداً مقارنة بالأعوام السابقة، وعزا التراجع لارتفاع تكاليف إعداد (الحلو المر) بصورة كبيرة هذا العام.
مداميك