مقالات وآراء

عبدالواحد.. المليشيات.. وحميدتي..!

عثمان شبونة
* جاء في الأخبار: (رهنت حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور قبولها الدخول في توقيع سلام مع الحكومة السودانية؛ بحل جميع المليشيات المسلحة؛ وقطعت بعدم اعترافها بأيَّة جهة عسكرية بخلاف مؤسستى القوات المسلحة والشرطة. وانتقد القيادي بالحركة آدم عبدالعزيز الحاج لجوء الحركات والمليشيات المسلحة لفرض السلام بقوة السلاح؛ وطالب الجهات المسؤولة بالدولة بضرورة حل جميع المليشيات المسلحة وإدراجها هي والحركات تحت مظلة القوات النظامية عبر عملية الترتيبات الأمنية).
ــ انتهى.
* الخبر خلاصة عقلانية تنضح وعياً؛ واتجاه لتفكير سليم ممن يستشعرون بوجوب التغيير الأمثل داخل حركة عبدالواحد ورفاقه.. فالمليشيات والحركات بغير كلفتها الأمنية والإقتصادية و(الإبتزازية)؛ فهي خطر ماحق يتهدد الوطن ويعكس مدى ترديه في بؤر الفشل والعسر السياسي..!
* بالتأكيد إذا استمر مشهد الجماعات المتعددة التي تحمل السلاح ثابتاً كما هو الحال اليوم؛ فإن فواتير وجودها سيكون طاعوناً يتمكن من جسد الوطن (جُملة) وسيكون خصماً على الأمن وتقويضاً لدولة القانون التي مازلنا نحلم أن تقوى شوكتها بسندان قوات نظامية نزيهة لا تتبع لفرد؛ قبيلة؛ جماعة.. قوات لا تكون عقيدتها (الإرتزاق).. وبخلاف هذا الشرط الحسُن لحركة تحرير السودان وتطبيقه على الأرض سيكون السلام مجرد صور تذكارية؛ ابتسامات مصنوعة؛ خسائر مادية في السفر والإقامة.. بينما الإقتتال والنزوح والمعاناة تستمر للأمام.
* ملخص ما تصبو إليه حركة تحرير السودان؛ أعتبره غاية يتفق حولها أهل البصائر والضمائر؛ وعلى الحركة أن تتمسك بهذا الخيار الرحيم؛ إذ لا سلام ولا طمأنينة ولا تنمية ولا عدالة مع تعدد القوات التي تحمل السلاح وهي لا جيش ولا شرطة؛ إنما مجموعات تستغل وهن الدولة لتفرض واقعاً أنانياً يجسد التخلف والتفكك في صورته الشوهاء؛ بينما دول أقل منّا شأناً وتاريخاً وبياناً؛ تنعم وتفاخر بقواتها ذات البنيان القومي المرصوص.
* لتكن البداية بحل مليشيات (آل دقلو) التي بنيت على باطل النظام القديم ويتمتع قادتها الآن بما لا يستحقونه من التواجد غير الحميد إطلاقاً (بعين المستقبل)؛ يفرضون أنفسهم بالمال والسلاح؛ وفوق ذلك لا تتم محاسبتهم نظير ما جنوه على الشعب.. إنهم يرسمون الصورة الأقبح لما سلف في عهد السلطة الإسلاموية الإجرامية ذات الكتائب.
* إذا لم يتم حل قوات الجنجويد الباطلة وقادتها الإنتهازيين فمن الجائز أن تتحصن أيَّة قبيلة أو دائرة سكانية أو أسرية بمليشيا خاصة؛ لتحمي كيانها من المليشيات الأخرى.. وقد نجد لهم عذر التحصين في لحظة ما.. هكذا يكون التفكير المنحدر؛ حين تسقط الدولة في قبضة المليشيات؛ وتكون قواتها النظامية كالعدم.
أعوذ بالله
ـــ
المواكب

تعليق واحد

  1. هناك مشاكل وأزمات عديده تواجه السودان .
    لكن من المهم آلتفكير الواعى فى ترتيب الأولويات .
    لا شك أن الأزمة المعيشية والإقتصادية والأمنية
    والصحيه ، وأشياء مثل غلاء الأسعار، وزيادة
    العناء من الفقر ، وإنعدام الخبز والوقود ، وغير ذلك ،
    لاشك أنها أولويات يجب أن نسعى للبحث لها عن حلول .
    لكنها ، بمقياس ترتيب الأولويات ، تتراجع عن الكارثة الكبرى ،
    والخطر الأكبر الذى يواجه السودان فى حاضره ومستقبله .
    وهو الخطر الذى يتفادى الناس الحديث عنه ،
    ويتفادون مواجهته ، وهو الخطر الذى يجب أن تكون
    للخلاص منه الأولوية القصوى في ترتيب الأولويات ،
    متقدماً على أي مشكلةٍ وأي أزمةٍ أُخرى .
    ويتمثل هذا الخطر فى وجود المجرم
    ومعتاد الإجرام المدعو حميدتى ،
    كلب حراسة عمر البشير المعروف ، مُتَسَلِطَاً
    ومُتَحَكِرَاَ فى قمة منظومة الحكم فى السودان ،
    مدعوماً بمليشيا جنجويديه عنصريه إرهابيه ،
    خارجه عن العرف والقانون ،
    ومدعوماً بتواطؤ الخائن عبدالفتاح البرهان ،
    وعصابه من ضباط القوات المسلحة التافهين ،
    المتواطئين معه فى هذا التوجه المتخلف
    للحكم فى السودان ،
    بينما يعيش الشعب السوداني
    فى ظل هذا الوضع المشين ،
    الذى يخاف فيه العسكريون فى مجلس السيادة
    من سطوة المجرم حميدتى ،
    كما يخافون على أنفسهم من عواقب شراكتهم له
    فى كل جرائمه ، ومع ذلك لا يتورعون ،
    عن تخويف الشعب بمليشيا حميدتى الإرهابيه !!!
    إن إستمرار هذا الوضع الإستبدادي ،
    القمعي ، الإرتزاقي ، الجاهل ، المتخلف ،
    يمثل أكبر كارثه مأساويه فى تاريخ السودان .
    كأن الدماء التى سفكها المجرم حميدتى فى
    دارفور ، وفى أنحاء السودان ، وفى فض الإعتصام ،
    كأنها لا تعنى شيئاً ، وكأنها حدثت فى عالم الخيال ،
    ولذلك لن تكون هناك حريه ، ولا سلام ، ولا عداله ،
    ولا مستقبل للسودان ، إذا لم نصرف كل تفكيرنا ،
    وكل جهودنا لمواجهة هذه الأولوية القصوى ،
    والتصدى لهذا الخطر المُدَمِّر بكل الوسائل الممكنة .
    ويمكننا بعد ذلك أن نفكر فى حل المشاكل ،
    والأزمات الأخرى ، إذا أمكننا الخلاص
    من هذا الخطر الكارثي _الذى يجب أن تكون له
    الأولوية القصوى _ والذى يجب ألا يصرفنا
    عنه التنظير الوهمي الدائر فى الفراغ .
    لذلك لا تدفنوا رؤوسكم فى الرمال ،
    ولا تسيروا نحو الهاوية دون وعي .
    04/21/2021 .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..