أخبار السودان

بعد مخاطبة مجلس الأمن ..موقف السودان بشأن سد النهضة… اللجوء للخطة (ب) ..!!

يبدو أن الحكومة قد وصلت الى قناعة تامه بأن المفاوضات والوساطات لن تجدي نفعاً في الفكاك من أزمة سد النهضة ، لذلك أتجهت الى الخطة “ب” وهي مطالبة مجلس الامن الدولي بالتدخل في القضية ، واعتبرت وزيرة الخارجية مريم الصادق الخطط الإثيوبية لملء بحيرة «سد النهضة» اعتداء على البلاد، وهدماً لأسس حسن الجوار القائمة بين البلدين، وتهديداً لأكثر من 20 مليون سوداني، وانتهاكاً صارخاً للأمن القومي ، ودعت مجلس الأمن الدولي، للتدخل الفعال من أجل حلول ودية ووقف الملء الثاني «لسد النهضة»، ووقف التهديد المحدق بالسلم والأمن الإقليميين، والعودة فوراً للتفاوض وإبرام اتفاق شامل ونهائي.
وبعثت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي بخطاب إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي، تضمنت شرحا لموقف الخرطوم من التطورات المتصلة بمفاوضات سد النهضة، وقالت وزيرة الخارجية في خطابها الذي تضمن تفصيلا للمبادرة التي تبناها السودان لحل القضية منذ بداية المفاوضات الى اخر جولة في “كنساشا” التي لم تسفر عن أي تقدم فيما يتعلق بأزمة سد النهضة ، وكذلك العملية التي قادها الاتحاد الإفريقي والتي بدأت في يونيو من العام 2020 لم تحرز أي تقدم يذكر وذلك لانعدام حسن النوايا لاستكشاف الوسائل الفعالة. حيث ظلت إثيوبيا ترفض جميع الخيارات البديلة المقترحة من قبل السودان، لإعطاء الشركاء الدوليين الفرصة للقيام بدور فعال، بما في ذلك الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، لتسهيل المفاوضات والوساطة بين الأطراف الثلاثة، أو تحديد جدول زمني لانهاء وحل القضايا الفنية والقانونية، والتي لا تزيد عن 10% من مجمل الاتفاقية.

ونقلت وزيرة الخارجية في الخطاب رغبة السودان في أن يقوم مجلس الامن بالتدخل في قضية سد النهضة تدخلاً فاعلاً لازالة الجمود وفتح الفرص والأفق أمام الحلول الودية ، وأن يضع في الإعتبار أن المفاوضات المتوقفة وفشلها والتي كانت برعاية الاتحاد الإفريقي، وعلى ضوء إعلان إثيوبيا عزمها على الملء الثاني للسد في يوليو 2021، دون الوصول إلى اتفاق بين الأطراف، سيؤدي ذلك بالتأكيد إلى تعميق الأزمة، وفقدان الفرص للوصول إلى حلول ودية، فضلاً عن حث الأطراف الثلاثة على عدم اتخاذ إجراءات فردية، بما في ذلك الملء الثاني للسد دون الوصول إلى اتفاق، أو أي إجراءات أخرى تعرض أمن وسلامة المنطقة للخطر ، بالاضافة الى دعم جهود جمهورية السودان الداعية إلى عملية وساطة، والتي تشجعها دولة مصر العربية المتحدة، للتفاوض حول اتفاق على ملء وتشغيل السد، والاستئناف الفوري للمفاوضات بحسن نية لحل القضايا العالقة والوصول إلى اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن.
في غضون ذلك، سعت القاهرة إلى حشد دعم أفريقي لموقفها في الأزمة، إذ بدأ وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جولة أفريقية موسعة لـ5 من دول القارة «حاملاً رسائل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أشقائه، رؤساء وقادة هذه الدول، حول تطورات ملف سد النهضة وموقف بلاده في هذا الشأن»، وفق ما أفاد بيان رسمي مصري. وبدأ شكري، جولته ، بالتوجّه إلى العاصمة الكينية نيروبي، ومن المقرر أن يزور كذلك كلاً من «جزر القُمُر، وجنوب أفريقيا، والكونغو الديمقراطية، والسنغال، وتونس». وحذرت مصر من وضع سيزداد سوءا مع استمرار سياسة فرض الأمر الواقع من قبل إثيوبيا.

وفي تصريحات أمس الأول دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديمقي موكنن أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى حث مصر والسودان على العودة إلى المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، واحترام المسار الذي يقوده الاتحاد الأفريقي، في حين اتهمت مصر إثيوبيا بالمغالطة وانتهاج سياسة الأمر الواقع. وقال في رسالة إلى الرئيس الحالي للمجلس إن هذا المسار حظي بالدعم الكامل من مجلس الأمن على أساس مبادئ التكامل، لإيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية. واتهم موكنن مصر والسودان بأنهما لا يتفاوضان بحسن نية، وليسا مستعدين لتقديم التنازلات اللازمة للوصول إلى نتيجة مربحة للجانبين. وأضاف أن البلدين اختارا “إفشال” المفاوضات و”تدويل” القضية لممارسة ضغط لا داعي له على إثيوبيا، حسب تعبيره.

وبينما تصر إثيوبيا على ملء ثان لسد النهضة حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد مع مصر والسودان، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق حول الملء والتشغيل يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

ويري المحلل السياسي هجو عبد القادر أن قضية سد النهضة اصبح عامل الزمن فيها يلعب دوراً كبيراً ، وقال في حديثه لـ(الانتباهة) لذلك بدأت الحكومة في اتخاذ خطوات تصعدية وطلبت من مجلس الامن التدخل في القضية ، لجهة أن الموعد الذي ضربته اثيوبيا للملء الثاني لسد النهضة قد اقترب ، وأضاف قائلاً لذلك الحكومة طلبت من مجلس الامن التدخل السريع والعاجل للحيلولة دون أن تذهب اثيوبيا للملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق بين الاطراف الثلاثة .

وأكد هجو أن الحكومة السودانية وصلت الى قناعة أن المفاوضات مع اثيوبيا لن تفضي الى حل ، لذلك صعد القضية باللجوء الى مجلس الامن ، وتوقع هجو أن يفلح مجلس الامن في الضغط على اثيوبيا وايقاف الملء الثاني للسد قبل توصل الأطراف لاتفاق .

ومن جانبه يؤكد المحلل السياسي الزبير عبد الرحمن أن لجؤء السودان لمجلس الامن لوحده موقف ضعيف ، وتسأل في حديثه لــ(الانتباهة) لماذا لم تتخذ مصر هذه الخطوة وهي تعتبر اكثر ضراراً من السودان ، وقال في الآونة الاخيرة السودان اصبح اكثر اهتماماً بسد النهضة من مصر على عكس بداية الازمة بين الاطراف الثلاثة ، وتوقع ان يفلح مجلس الامن حال تدخله في حل الازمة والاستجابة لرغبة السودان ، وان يجعل الاطراف تصل الى اتفاق في اقرب فرصة ، وقال اذا لم يفلح مجلس الامن الدولي في حل ازمة سد النهضة المعقدة ، اتوقع أن تدق طبول الحرب.
الانتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..