
يعتقد البعض أن قبيلة الرئيس ديبي في السودان متحيزة بشكل قبلي على موت إدريس ديبي، لكنهم نسوا أن العالم كله أبدى حزنه العميق على فقدان إدريس ديبي. حتي الأمم المتحدة نفسها شاركت هذا الخبر المؤلم ولوحت بأعلامها في مختلف مقارها ، لذلك من الطبيعي جدا أن تشارك قبيلة إدريس ديبي هذا الحزن والأسى مع باقي مكونات الشعب التشادي ، ولأنه خرجت من رحم هذه القبيلة. لكن يجب على الجميع أن ينظر من الإطار الواسع بعيدًا عن الأطر السطحية الضيقة لفهم أهمية هذا الرجل لأفريقيا.
هناك عدة أسباب لدعم إدريس ديبي شخصيًا ، فهو زعيم مثالي دعم الاستقرار في إفريقيا وساهم بجيشه في محاربة الإرهاب في غرب إفريقيا ، وكان يخوض الحروب بنفسه للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة.
فضلا عن مساهماته في استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في دول الجوار ومنها السودان المستفيد الاول من السياسة ادريس ديبي في منطقة خاصة وان ديبي توسط عدة مرات في تقارب وجهات النظر بين السودانيين واستضاف عدة محادثات سلام لإنهاء الحرب في جارتها السودان.
يدرك العالم أن استقرار تشاد مهم جدًا لاستقرار شمال وغرب إفريقيا ودول المنطقة ، وعلى الرغم من بقاء ديبي في السلطة لعقود من الزمان ، إلا أنه لم يقتل شعبه كما فعلت الأنظمة الديكتاتورية الأخرى ، بل حارب من أجل الأمن والاستقرار في بلاده ووحدتها، لذلك تفضل الأمم المتحدة إبقائه في السلطة لانه لم يحرجه، بالإضافة إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يضع قضايا الأمن والاستقرار على رأس أولوياتها.
سبب مهم آخر هو أن الجماعات المسلحة التشادية القادمة من ليبيا ليس لديها برنامج سياسي واضح وتتحرك لتنفيذ الأجندات السياسية للدول التي لها مصالح في الإطاحة بالنظام الحاكم ، حيث لها صلات بجماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش وبالتعاون مع دول الإقليمية بهدف زعزعة استقرار تشاد. وعندما جاءت هذه الجماعات إلى شمال تشاد ، قتلت مواطنين لدوافع عرقية في مناطق زوراكي ، ما دفع القبيلة التي ينتمي إليها إدريس ديبي إلى التمسك بالنظام والدفاع عنه أكثر من الأول.
الرئيس الراحل إدريس ديبي رجل ذو رؤية شغوفة لمستقبل إفريقيا ، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي المضطربة ، حيث دافع عنها بقوة وعمل على استقرارها، فهو يرى ما لا يراه الآخرون ، ولديه رؤية مهمة للغاية للتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة ، وهي سمة يفتقر إليها القادة العرب والأفارقة بالمنطقة ، وبوفاته ترك فراغاً كبيراً في الحفاظ على أمن المنطقة ، وهذا ما يقلق الإفريقيا والدول العالم وفرنسا على وجه الخصوص ، لذلك فهي مضطرّة لدعم محمد إدريس ديبي مهما كلف الثمن ولن يترك المنطقة للفوضى والإرهاب.