مقالات وآراء

 التمشيط السياسي وعورة الأوطان

صدام البدوي

(( التمشيط السياسي لا يغطى عورة (الوطن) ، ضُعف الدولة يجعلها عُرضة للأبتزاز السياسي من الدول التي تريد تمرير سياسياتهـا القذرة ،هو حال السياسيين الآن لم يتغيير ، في عهد البشير، وبعد طرد الأيريين الذين اسسوا بنية عسكرية من الصناعات واحدثوا طفرة فيها، تم ّ قطع العلاقات مع ايران ، وساق النظام البائد ارادة الدولة نحو محور الأمارات والسعودية، وكانت حرب اليمن هي ( المهر) ارسل البشير الآف من الجنود الي هوّة الموت والجبال، بينما يآتي الوقود والقمح التالف الي الشعب الذي اصبح سلّة لنفايات السياسيات القذرة ، حرب اليمن هي ليست حرب مقدسة كما روّج لها النظام البائد، ولكنهُ صنع فزّاعة معنوية في نفوس الجنود الذين كانوا يعتــقدون أنهم يحمون السعودية من دولة اليمن الكافرة، هنا لعبت الشرعنة السياسية دورها القذر في تنفيذ اجنداتهــا بأبتزاز نظــام البشير وجعله في حالة خنــوع سياسي« لمحور الشر » سقط البشير ؛لانه لم يبني دولة حقيقية ولا يمتلك ارادة وطنية تجعله يواجه الاعداء في الداخل والخارج؛ بل اصبح ضحية لسياسياته ِ العكسية ..
وبعد ذهاب البشير مازال النظام في لغته السياسية موجوداً، الفساد يتناسل والموارد تبدد بصورة بشعة، جاء الفريق البرهان يحمل نفس جنيات النظام البائد، ولكنه لا يملك السند الشعبي كما كان يملكه الرئيس عمر حسن البشير في استطال عمره الذي جعلته الحركة الأسلامية رئيس يقود شعبه عاطفياً لا غير هي الفزاعة السياسية التي انتجتهــا الحركة الأسلامية في استباح الدولة بكل قبح واستنزافها ورهق شعبها في عجلة الحياة القاسية جداً ….
حكومة الثورة كما يسمونهــا؛ ولكنها لا تشبه واجهة الوطن نهيك ثورة عذراء مُهرت بدماء الأحرار وعرق الشرفاء الذين تحمّلوا رعب الرصاص وابخــرة البمبان، و المؤسف جداً هو امتصاص الثورة بتنازل والتهاون المخزي تجآه ما قامت الثورة لأجله ِ وحتي هذه اللحظة لم نري للثورة شيء ٌ تحقق سوى الكسب الليبرالي لحرية الفرد المتمثلّة في تعري بعض البنات في الشوارع بفزاعة الدولة المدنية، وفي حقيقة لا توجد بيئة لدولة مدنية ، ولكن سماسرة السياسة يريدون تسويق ذلك…وها هي زيارة الفريق السيسي الذي يريد دعم محوره الداخلي في السودان بينما يدفع الشعبين المصري والسوداني ثمن التآمر الي القوي الأجنبية التي تمارس الاحتلال الناعم تجآه الدول العربية والأفريقية، السيسي يدرك مصالحه ِ فهو يريد توصيل رسالة الي اثيوبيا من العمق السوداني في مرمي الحرب الباردة حول سد ( النهضة ) اهداف السيسي بعيدة جداً وعميقة، الرجل يظل يقدم الدعم للحكومة الأنتقالية منذ سقوط النظام البائد، وهذا الدعم هو حرج في خاسرة الوطن وابتزاز لكرامته ِ ، ولأننا لا نملك قرار ولا دولة حقيقية تجعلنا لا نلوي ايدينا لأحد..
ولكن المصالح الأفراد طمست المصلحة العامة لنا، وها هي قرارات حكومة الانتقالية تمشط شعر البلاد في سوق السمسرة السياسي، وتصرفنا عن قضايانا الوطنية وتضعنا امام قضايا خاصة كالتجارة العشوائية من سرق مواردنا من اللحوم والحبوب …الخ، تكسب حكومتنا تصدير اللحوم والحبوب ،بينما تكسب مصر اراضي خصبة ….وشكراً..
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..