بقلم محمد نور احمد على
باختصار شديد هدف إسرائيل إلى إقامة علاقات مع السودان هدف اقتصادى بحت لعدة أسباب هى : ان السودان تربطه علاقة جوار بسبعة دول وهذه الميزة تمكن اسرائيل من ايصال منتجاتها لتلك الدول عبر ميناء بورتسودان ومن ثم انتقالها عن طريق البر وتخطط إسرائيل لبناء طرق تربط السودان بتلك الدول وهى تريد أن تدخل فى شراكة اقتصادية مع السودان بحكم ان السودان تتوفر فيه موارد طبيعية متعددة لا تتوفر فى اى دولة أخرى ولكن التعامل مع إسرائيل فى المجال الاقتصادى والاستثمار يتطلب الذكاء والدهاء حتى لا تتكرر تجربة مصر مع إسرائيل فى الغاز الذى بدلا ان كانت مصر مصدرة له إلى اسرائيل اصبحت مستوردة له من تلك الدولة المغتصبة للاراضى الفلسطينية وقد سبق أن دفعت مصر تعويضات لإسرائيل بلغت المليارات بسبب عدم أيفائها بتعاقداتها التى تتصل بتصدير الغاز إلى إسرائيل وهذا ما نخشاه ونحذر منه ولذلك فإن أمر تطبيع العلاقات مع اسرائيل أمر ليس بالساهل يحتاج لذكاء ودهاء وصبر وتروى ودراسة عميقة ولا يمكن أن يتم ذلك الا عبر حكومة منتخبة . إسرائيل لها قدرة وذكاء فى إبرام العقود الاقتصادية لتوريط الدول وسرقة مقدراتها الاقتصادية بالحيل القانونية ونحن ليس باذكى من المصريين ولذلك اطالب باصدار قانون يمنع إبرام أى تعاقدات اقتصادية مع إسرائيل فى الفترة الانتقالية حتى لا نتفاجأ بعد انتهاء الفترة الانتقالية بان إسرائيل قد استأجرت اراضى زراعية من السودان لمدة مائة عام وفى حالة التاميم يتم دفع المليارات من الدولارات كتعويضات لاسرائيل أو الاستمرار فى إستغلال الأرض حتى انقضاء مدة عقد ايجار الارض . الحذر ثم الحذر ثم الحذر من التورط فى إبرام أى عقود اقتصادية طويلة المدى مع اسرائيل ولا حتى عبر حكومة منتخبة .انا لا أستبعد أن المخابرات الإسرائيلية لها دور فى تدهور الوضع الاقتصادى فى السودان لأن إسرائيل تخلق الأزمات فى الدول لاضعافها اقتصاديا بهدف فرض شروطها على تلك الدول لانقاذ اقتصادياتها فهى تظهر فى صورة المنقذ الاقتصادى لتلك الدول المستهدفة بعد أن تصل لدرجة من الانهاك والتدهور الاقتصادى والسودان اقرب مثال لذلك.
