أخبار السودان

تهديدات مدير أمن البشير.. (تهويش) أم مخطط حقيقي ؟

تهديدات واضحة العبارة أطلقها مدير جهاز الأمن الأسبق في النظام البائد الفريق محمد عطا تجاه حكومة الثورة وبشر بما اسماه بفجر الخلاص بحدوث انقلاب وشيك وقال من مقر اقامته بدولة تركيا وفق صحيفة (الديمقراطي) عبر بيان اصدره للتعزية في وفاة الزبير أحمد الحسن أمين الحركة الاسلامية قال ( إن دولة الظلم والبغي والطغيان لن تدوم إلا ساعة زمان واضاف هي ماضية عن قريب بإذن الله وعونه وبجهد المخلصين المجاهدين الصادقين الصابرين، فابشروا وأبشروا فإن الفجر آتٍ آت، وهو قريب).

تهويش أم مخطط حقيقي ؟
ربما إذا جاء هذا التصريح من أي من سياسيي ورموز النظام المباد لم يكن يلتف إليه أحد أو يتوقف حوله المراقبون والمحللون السياسيون باعتبار أن التهديد جاء من رجل كان يتربع على سدة جهاز أمني عتديد كان ممسكاً بكل مفاصل الدولة السودانية متغلغلاً في كافة المؤسسات العامة والخاصة والنقابات والاحزاب السياسية والكيانات الأهلية وموظفي الدولة المدينيين منهم والعسكريين، من هنا تأتي أهمية تصريحه الذي توعد به الحكومة المدنية الانتقالية مبشراً انصاره بخلاص قريب .

ويبدو أن بيان العطا ليس معزولاً عن الأوضاع الداخلية التي تشهدها البلاد فدائماً يقفز الانقلابيون على السلطة بحجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية مقدمين أنفسهم كرسل خلاص للبلاد والجماهير من براثن الظلم والطغيان كما أشار مدير أمن النظام السابق الذي في عهده شهدت الحريات تعدياً سافراً من اعتقالات وتحجيم للحريات الصحفية وإيقاف الصحف والصحفيين .

بيد أن السؤال هو هل من ناحية الأوضاع العسكرية والتأمينية للبلاد أن ينجح الانقلاب ؟ الفريق محمد بشير في حديث لـ(الانتباهة) قال ان عوامل الانقلاب في السودان متوفرة ولكن نسب نجاحه ضئيلة جداً لجهة ان البيئة السياسية على مستوى المجتمع الدولي والاقليمي ترفض اي اتجاه لاحداث انقلاب، ولكن بالامكان قيام ثورة اخرى لان العوامل متوفرة، واشار بشير الى ان محمد عطا يتحدث عن اشواق لتضرره من السلطة القائمة الآن وهذا الامر جزء من الحرب النفسية واشارة الى عدم استقرار البلاد، واضاف اذا تحدثنا عن الواقع الحالي فهو في أسوأ حالاته من حيث الصراع السياسي القائم الآن والإقصاء الموجود بجانب الازمة الاقتصادية التي خصمت من الثورة ٩٠٪، اضافة الى فشل اتفاقية السلام والدولة السودانية الان اصبحت دولة هشة اضعفتها ما جاءت به اتفاقية السلام من قضايا المسارات وعدم استيعاب كافة الحركات المسلحة وتحديداً فشل اتفاقية السلام لان ظاهرها فيه بعض العيوب وعدم ايفاء المجتمع الدولي بالمطلوبات المالية لانفاذ الاتفاقية، والدولة الآن قائمة على محاور لها علاقات دولية واصبحت تدار بمنهج ومشروع غير وطني، وطالما ان الصراع قائم بين النظامين البائد والحالي والذي لم يقرأ المشهد بقراءات سليمة لانه يؤسس لكيان يدير الصراعات ويستهدف الشريعة ونجد هذا الرفض لدى المواطن العادي الذي يرى استهدافاً لدينه وعقيدته وهذا الامر الذي بنى عليه محمد عطا قراءاته التي اراد ان يرمي بها حجراً يرضي به بعض اشواقه، ويواصل بشير ان احد اسباب الانقلاب هي استهداف القوات المسلحة والاجهزة النظامية ومحاولة اضعافها، واضاف بان الجيش وصل إلى قناعة ان السودان لا يحكم الا ديمقراطياً ولكن من حظ بلادنا قيام ثورة شعبية يتولاها الشعب ويديرها الجيش).

موقف المقاومة الشعبية
بعد أن دحر نظام جعفر نميري بواسطة ثورة ابريل 1985 توافقت القوى السياسية عدا الجبهة الاسلامية بالتوقيع على ميثاق حماية الديمقراطية بيد انه عندما انقضت الجبهة الاسلامية على النظام الديمقراطي في الثلاثين من يونيو 1989 بغرض تكريس حكم استبدادي يتعلق باهداف الدين الظاهرية، تقوقعت التيارات السياسية واحجمت عن المقاومة وآثرت كوادرها الدخول تحت الأرض ثم بعد ذلك بدأوا في عمل المقاومة السرية بدلاً من الاصطفاف العلني لكافة قواهم وحشد الجماهير لمقاومة الانقلاب .

ويبدو أن قوى النظام القديم قد بدأت بالفعل في لملمة صفوفها سيما في ظل المناخ السياسي والاقتصادي الحالي وتصدع أو ضعف التيارات السياسية بل حتى التيار الذي قاد ونظم الحراك الجماهيري لثورة ديسمبر (تجمع المهنيين) انشق إلى قسمين كما أن لجان المقاومة قد تعرضت إلى استقطابات أدت إلى فرز صفوفها فكل هذه العوامل لعلها شكلت دافعاً لتشجيع قوى النظام السابق الذي عبر عنه مدير مخابرات أمنه الفريق محمد عطا في تصريحه المشار إليه.

غير أن مراقبين يرون أنه رغم الخلافات في الساحة السياسية ولجان المقاومة بيد أن عودة النظام القديم لن تكون مجرد نزهة يصعد من خلالها الانقلابيون إلى سدة الحكم حتى وإن تحالفوا مع قوى مؤثرة الآن داخل منظومة الحكم إذ أن رفض الجماهير سيما الشباب الذي ضحى بارواحه مهراً لتفجير الثورة سينتفض بقوة في وجه أي قوى غاشمة تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وسيكون تدافعاً عفوياً يحركه العقل الجمعي الذي ناصب نظام الاستبداد العداء بشدة .
الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. حمدوك قاعد زي ابو القدح، مفترض إستدعاء السفير التركي وتخييره بتسليم اخو ود هدية اللص وكل الكيزان الموجودين في تركيا أو قطع العلاقات مع تركيا فوراً، ولكن نقول شنو في ناس رمم جو بعد ناس ارمم منهم.

  2. ما تمشو بعد في التحليل كده…. كلامو عبارة عن صرخة سخنت معاهو القطع المنزوعة، انتو موش قلتو سيصرخون

    حتى إفطار هيئة العمليات في الساحة الخضراء،، كان صرخة،، انت تدق زول وتمنعو انو اصرخ

    دعو الأشجار تصرخ فضرب الفرار صعب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..