
أين أختفى كل الذين أولئك كانوا يهتفون بحياة الرئيس ويمجدون رموز النظام ؟ أين وعودهم بالدفاع عن النظام بالغالي والنفيس ؟ كان ضجيجهم يحجب الحقيقة. كثير من البسطاء اعتقدوا أن الأمر يتعلق بالمبادئ السامية . لكن العقلاء كانوا يعرفون منذ وقت طويل إن الأمر برمته يتعلق بالمال. وأن الصخب يخفي مطامع الدنيا وإن تدثرت بالدين.
في عام 1977 انشق تنظيم الإخوان المسلمين في السودان. بقى شيخ الصادق عبدالله عبد الماجد وشيخ الحبر يوسف نور الدائم ومعهما مجموعة من الزاهدين المتمسكين بالمبادئ التي قامت عليها الجماعة.للغرابة فإن المنشقين عن التنظيم كانوا هم الأغلبية. وهو أمر عجيب أن تغادر الأغلبية حضن الجماعة الزاهدة التي تدعو للحق والفضيلة . لكن اذا عرف السبب بطل العجب. كان السبب الرئيسي لمغادرون للجماعة هو رغبتهم في السلطة. السلطة تؤمن المال. شارك المنشقون في الحكم مع نميري بما سمي حينها بالمصالحة. كان ذلك هو بداية التمكين الحقيقي للإسلامويين. اتجهوا من فورهم لمراكز المال . البنوك والخارحية ومنظمات الإغاثة وغيرها. تلقوا الدعم الخليجي السخي بصفتهم اصحاب الحق الشرعي. الوحيدون آنذاك الذين يذودون عن الاسلام في السودان وأفريقيا. يعرف المعاصرون ان أسوأ سنوات مايو هي التي شارك فيها الإسلامويين في السلطة. بتمكينهم في إدارة البنوك دخلوا سماسرة في السوق واشتروا الذرة. سنتها كانوا يعرفون اكثر من غيرهم فشل الموسم الزراعي . دخلوا بأموال البنوك فاشتروا المحصول وتسببوا في مجاعة1983بفضيحة بنوك العيش .بعد سقوط مايو في1985 وخلال فترة ديمقراطية هشة لم تطالهم محاسبة. بدون حياء اشتركوا في السلطة مع نفس الشرفاء الذين كانوا السبب في تشريدهم وتعذيبهم ومطاردتهم أثناء مشاركتهم في الحكم .في1986 اسقط الشعب شيخهم في انتخابات حرة فلم يدخل البرلمان. أضمرها الشيخ للشعب وبد ثلاث أعوام و في سنة1989نفذ الإسلامويون إنقلابهم المشئوم. نصب الشيخ نفسه رئيسا للبرلمان بقوة الجيش. شرع الإنقلابيون في نهب ثروات السودان. تسببوا في ضرر بليغ بالاقتصاد و التنمية وعلاقات السودان بالمجتمع الدولي. تم تدمير الخدمة المدنية وبيعت مؤسسات الدولة ومشاريعها للمحاسيب وبأموال الشعب. تصور شخصأ يأخذ قرضا من مصرف و يشتري به المصرف نفسه. كانوا لا يثقون ببعضهم فتح اروع في كل شئ. أرتفع الدولار مقابل الجنيه ورفع معه كل الأسعار وازدادت حدة الفقر.
في 1999 عندما بدات أموال البترول تتدفق على الخزينة العامة إنشق الإسلاميون بما عرف بالمفاصلة. لاحظ الانشقاق الأول في 1977 كان بسبب رغبة بعض الشيوخ في السلطة من أجل المال. الإنشقاق الثاني كان بسبب تدفق أموال البترول. ذهبت أموال البترول مع انفصال الجنوب. ظهرت أموال الذهب فكان لابد من إقصاء آخرين لتزيد أنصبة البعض. في السنوات الأخيرة إستأثرت قلة معدودة بالمراكز التي لها صلة بالأموال. ثم قلت الثقة حتى صارت قلة فقط تتحكم في السلطة والثروة.هذه الفئة المتسلطة تفاوض وتشتري وتقرب لتظل مصادر المال في يدها . بسبب الظلم الفادح ثار الشعب. سقط النظام الفاسد في أبريل 2919. اختفى كل الذين ولغوا في المال العام لسنوات طويلة. لم يحملوا سيوفهم ويدافعوا عن نظامهم ولا رموزهم. لم يهتفوا بأسماء شيوخهم ويتظاهروا لحمايتهم . السبب بسيط. الأمر لم يكن أبدا بسبب المبادئ السامية التي يرفعون شعاراتها. الأمر كان يخص جني الأموال الطائلة لتحقيق مصالح شخصية. السلطة هي أقوى وسيلة للإستيلاء على أموال الشعوب. صراخ الذين يدعون خوفهم على الإسلام ضجيج لإخفاء جرائم الفساد. لكن ما لا يريد أن يعترف به تجار الدين هو الأخطر عليهم. صراخهم هو هروب من ذواتهم وكبت لصوت الحق بدواخلهم. مغالبة النفس هو الجهاد الأكبر . لكن كثير من الإسلامويين يعاقبون أنفسهم في غيرهم. يبررون قمع الشعب وسرقة أمواله بالغيرة على الدين. لا يختلفون كثيرا عن الذي يتقاعس عن أداء فروضه. ثم يذهب ليقوم بتفجيرات تقتل مسلمين أبرياء بدل دعوتهم بالحكمة والتي هي أحسن . عندما يكذب المرء على نفسه متعمدا يكون في مرحلة نفسية حرجة. هذا غالبا ما يقوده لشراء الدنيا بالدين وليس العكس . ويزيد الأمر سوءا بالبحث عن ضعيف يعاقبه على خطئه هو . ثورة ديسمبر 2019جاءت لصالح الاسلامويين قبل الثوار. أوقفت تراكم أوزارهم. منحتهم فرصة نادرة للإستفاقة من الغفلة وسانحة ثمينة لبداية جديدة . إن لم تكن هنالك طريقة لتصحيح الخطأ فالتوقف عنه هو أفضل ما يمكن فعله.
نسأل الله السلامة والسداد.
في عام 1977 انشق تنظيم الإخوان المسلمين في السودان. بقى شيخ الصادق عبدالله عبد الماجد وشيخ الحبر يوسف نور الدائم ومعهما مجموعة من الزاهدين المتمسكين بالمبادئ التي قامت عليها الجماعة.للغرابة فإن المنشقين عن التنظيم كانوا هم الأغلبية. وهو أمر عجيب أن تغادر الأغلبية حضن الجماعة الزاهدة التي تدعو للحق والفضيلة . لكن اذا عرف السبب بطل العجب. كان السبب الرئيسي لمغادرون للجماعة هو رغبتهم في السلطة. السلطة تؤمن المال. شارك المنشقون في الحكم مع نميري بما سمي حينها بالمصالحة. كان ذلك هو بداية التمكين الحقيقي للإسلامويين. اتجهوا من فورهم لمراكز المال . البنوك والخارحية ومنظمات الإغاثة وغيرها. تلقوا الدعم الخليجي السخي بصفتهم اصحاب الحق الشرعي. الوحيدون آنذاك الذين يذودون عن الاسلام في السودان وأفريقيا. يعرف المعاصرون ان أسوأ سنوات مايو هي التي شارك فيها الإسلامويين في السلطة. بتمكينهم في إدارة البنوك دخلوا سماسرة في السوق واشتروا الذرة. سنتها كانوا يعرفون اكثر من غيرهم فشل الموسم الزراعي . دخلوا بأموال البنوك فاشتروا المحصول وتسببوا في مجاعة1983بفضيحة بنوك العيش .بعد سقوط مايو في1985 وخلال فترة ديمقراطية هشة لم تطالهم محاسبة. بدون حياء اشتركوا في السلطة مع نفس الشرفاء الذين كانوا السبب في تشريدهم وتعذيبهم ومطاردتهم أثناء مشاركتهم في الحكم .في1986 اسقط الشعب شيخهم في انتخابات حرة فلم يدخل البرلمان. أضمرها الشيخ للشعب وبد ثلاث أعوام و في سنة1989نفذ الإسلامويون إنقلابهم المشئوم. نصب الشيخ نفسه رئيسا للبرلمان بقوة الجيش. شرع الإنقلابيون في نهب ثروات السودان. تسببوا في ضرر بليغ بالاقتصاد و التنمية وعلاقات السودان بالمجتمع الدولي. تم تدمير الخدمة المدنية وبيعت مؤسسات الدولة ومشاريعها للمحاسيب وبأموال الشعب. تصور شخصأ يأخذ قرضا من مصرف و يشتري به المصرف نفسه. كانوا لا يثقون ببعضهم فتح اروع في كل شئ. أرتفع الدولار مقابل الجنيه ورفع معه كل الأسعار وازدادت حدة الفقر.
في 1999 عندما بدات أموال البترول تتدفق على الخزينة العامة إنشق الإسلاميون بما عرف بالمفاصلة. لاحظ الانشقاق الأول في 1977 كان بسبب رغبة بعض الشيوخ في السلطة من أجل المال. الإنشقاق الثاني كان بسبب تدفق أموال البترول. ذهبت أموال البترول مع انفصال الجنوب. ظهرت أموال الذهب فكان لابد من إقصاء آخرين لتزيد أنصبة البعض. في السنوات الأخيرة إستأثرت قلة معدودة بالمراكز التي لها صلة بالأموال. ثم قلت الثقة حتى صارت قلة فقط تتحكم في السلطة والثروة.هذه الفئة المتسلطة تفاوض وتشتري وتقرب لتظل مصادر المال في يدها . بسبب الظلم الفادح ثار الشعب. سقط النظام الفاسد في أبريل 2919. اختفى كل الذين ولغوا في المال العام لسنوات طويلة. لم يحملوا سيوفهم ويدافعوا عن نظامهم ولا رموزهم. لم يهتفوا بأسماء شيوخهم ويتظاهروا لحمايتهم . السبب بسيط. الأمر لم يكن أبدا بسبب المبادئ السامية التي يرفعون شعاراتها. الأمر كان يخص جني الأموال الطائلة لتحقيق مصالح شخصية. السلطة هي أقوى وسيلة للإستيلاء على أموال الشعوب. صراخ الذين يدعون خوفهم على الإسلام ضجيج لإخفاء جرائم الفساد. لكن ما لا يريد أن يعترف به تجار الدين هو الأخطر عليهم. صراخهم هو هروب من ذواتهم وكبت لصوت الحق بدواخلهم. مغالبة النفس هو الجهاد الأكبر . لكن كثير من الإسلامويين يعاقبون أنفسهم في غيرهم. يبررون قمع الشعب وسرقة أمواله بالغيرة على الدين. لا يختلفون كثيرا عن الذي يتقاعس عن أداء فروضه. ثم يذهب ليقوم بتفجيرات تقتل مسلمين أبرياء بدل دعوتهم بالحكمة والتي هي أحسن . عندما يكذب المرء على نفسه متعمدا يكون في مرحلة نفسية حرجة. هذا غالبا ما يقوده لشراء الدنيا بالدين وليس العكس . ويزيد الأمر سوءا بالبحث عن ضعيف يعاقبه على خطئه هو . ثورة ديسمبر 2019جاءت لصالح الاسلامويين قبل الثوار. أوقفت تراكم أوزارهم. منحتهم فرصة نادرة للإستفاقة من الغفلة وسانحة ثمينة لبداية جديدة . إن لم تكن هنالك طريقة لتصحيح الخطأ فالتوقف عنه هو أفضل ما يمكن فعله.
نسأل الله السلامة والسداد.