مقالات وآراء

لماذا عسكرة مجتمع دارفور؟

النذير آدم أبكر

او اذا صح السؤال لماذا ينصب تفكير اطراف  اتفاق جوبا من حركات اثنية محددة علي الجانب العسكري اكثر من تركيزها علي الجوانب التنموية والخدمية.
ولنكن اكثر وضوحآ لماذا حركة تحرير السودان مناوي تحديدآ اكثر ضجيجآ في هذا الملف , ولكي نتعمق في متون هذا السؤال لا بد ان نؤكد اولآ اننا نرفض مبداءآ المهزلة التي تمت في جوبا باسم الضحايا ونعتبر ماتم هو سرقة في وضح النهار لتضحيات الالاف من جماهير شعبنا الذين عانوا الامرين من سياسات النظام البائد من قتل واغتصاب وتهجير ومالم يخطر علي بال بشر.
لذا ليس هناك احد في دارفور له فضل هذه الثورة لوحده فالكل ساهم وعاني ودفع الثمن مثن وثلاث وشعبنا وحده له الحق بان ينعم بالسلام الذي تم رغم علاته والذي سوف يتم رغم انف الرافضين.
نعود الي سؤالنا الاساسي والشي الملاحظ ان هناك حملة شرسة يشنها بعض النشطاء القبليين ممن ينتسبون الي بعض. الحركات الموقعة علي المؤسسة العسكرية السودانية وينصب جل تركيزهم علي هذه المؤسسة دون غيرها رغم ايماننا التام بان الشوائب تصيب جل مؤسسات الدولة السودانية المدنية منها والعسكرية.
مما يجعلنا نعتقد بان هذا الاستهداف نابع من امرين اما لمحدودية المقدرات العلمية والادارية لكوادر هذه الحركات وإعتقادهم بان المؤسسة العسكرية لا تحتاج لمؤهلات علمية ويمكن ان تستوعب علي اساس الكم وليس الكيف او ان خدمة المواطن ليسة اولوية لدي هذه الحركات لاننا لم نسمع انهم ضغطوا الحكومة الاتحادية في هذا الملف.
هذان الامران هي افتراضات نابعة عن تجربة ومعايشة شخصية ف الحركات المسلحة دون استثناء اقصت الكوادر العلمية المؤهلة في مراحل نضالها المختلفة لغصور مفاهيمي لدي قيادة هذه الحركات وبالاخص حركة تحرير السودان قيادة مناوي ونظيرتها قيادة عبدالواحد.
نعود ونسال بدورنا نحن من زرع في مخيلة هؤلاء ان شعب الاقليم قدم نصف مليون شهيد من اجل عدد من الفرق والالوية وصف الضباط داخل المؤسسة العسكرية السودانية في اعتقادي اذا كان الامر كذلك فإنه لم يكن يحتاج لكل هذه الدماء.
ولكنه نضال المصلحة الذي تقلب علي نضال المبادئ فتقزم المطالب من القضايا القومية للقضايا الاقليمية والاستعاضة عنها بقليل من المكاسب القبلية والعشائرية فهذه تسمي مصلحة دون مواربة وسوف تستمر الساقية في الدوران.
لذا يجن ان يعلم شعبا اننا عندما رفضنا جوبا كنا نعلم النوايا من واقع المعاشرة والتجربة وكنا نعلم ان الامور سوف تؤول الي هذا الواقع المزري.
واخيرآ نتساءل ببراءة هل الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في جوبا لمعالجة مشكلة التهميش في دارفور ام في شمال دارفور مجرد سؤال.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..