مقالات وآراء سياسية

في سد النهضة حلايب هي الحل..

عبدالعزيز عبدالباسط

من حق اثيوبيا ان تبني ما تشاء من سدود وان تتصرف كما تريد في ارضها وان تماطل وتعاند وتستفز السودان ومصر بالطريقة التي تحلو لها خاصة وقد امتلكت وثيقة من ذهب بحسن نية او بغباء هذا لا يهم الان فقد فات وقت العتاب والندم لكن بالمقابل ايضا من حقنا نحن السودان ومصر ان نتصرف بذات المنطق الاثيوبي كما يحلو لنا في ارضنا بما يتوافق مع مصالحنا الوطنية فان كانت اثيوبيا قد قامت ببناء سد يضر بمصالحنا فعلينا ان نرد عليها ببناء سد سعته التخزينية اضعاف سعة سدها العدائي يتسع لابتلاع سدها وبحيرتها معا.
نحن في السودان والاهل في مصر تمكنا في الماضي من بناء اهرمات وحضارة صمدت 7000 سنة وحتي يومنا هذا ويمكننا بتفاهمات ملزمة بين السودان ومصر ان نقوم ببناء سد سوداني مصري يستطيع الصمود الي يوم القيامة والامر ليس صعب فقط يحتاج الي قرار سياسي صادق وقوي يعقبه تاجيل كل المشاريع التنموية في السودان وفي جمهورية مصر العربية بما في ذلك وقف العمل بالعاصمة الادارية الجديدة في جمهورية مصر العربية لان كل ما يقوم به الرئيس السيسي اليوم من مشاريع تنموية سوف تذهب جدواها ادراج الرياح اذا ما جف نيل مصر التي عرفت عبر التاريخ بانها هبة النيل فماذا اذا تم ملء هذا السد؟.
النتيجة ستكون كارثية فيها معاناة للسودان وخراب لمصر وسنكون نحن قد ساعدنا بايدينا اليهود علي تحقيق النبوئات التوراتية الكاذبة ..
الامر ليس صعب فقط يتتطلب ان يتوافق رئيس مجلس السيادة في السودان السيد عبد الفتاح البرهان والرئيس عبدالفتاح السيسي وبعدها يصدر الرئيسان قرارات ملزمة بان تتوجه كل آليات الدولتين وجميع مقاولي البلدين وكافة شركات ومهندسي الدولتين لتحديد الموقع المناسب لبناء سدنا الوقائي وفي زمن يحدده الرئيسان البرهان والسيسي وان يوصى بالسرعة في الانجاز والدقة في التنفيذ ..
سدنا الوقائي الذي اتوقع ان يتسع الي 500 مليار متر مكعب من المياه سوف يغمر اجزاء كبيرة من مدن وقرى السودان في منطقة النيل الازرق واقليم بني شنقول واجزاء من بحيرة تانا وسوف يترتب عليه ترحيل الملايين من المواطنين في السودان الذين يجب توطينهم بمنطقة حلايب السودانية وبذلك نكون قد قمنا بحل مذدوج يثلج صدور الشعبين في وادي النيل ويرفع الحرج عن الحكومة المصرية حين تقوم باعادة مثلث حلايب للسودان ليمارس حقه وسيادته عليه دون ان يتهم الشعب المصري حكومته بالتفريط ..
فقط حين الاعلان عن بناء هذا السد ستصبح الحكومة الاثيوبية امام خيارين لا ثالث لهم ..اما ان تجلس وتوافق علي كل الشروط السودانية المصرية واما تواجه كارثة ضياع اموالها واحلامها وتكون قد “جنت على نفسها براقش” وعلي حكام اثيوبيا ان يعلموا ان اهون ما يقدر عليه ابناء عمومتنا في مصر هو الحفر والردم فمنذ زمن الفراعنة والي يومنا هذا وهم يمارسون هذه الهواية دون ملل وعليهم ان يعلموا من انه اذا امر رئيس مجلس السيادة في السودان والرئيس المصري بهذا فسوف ترى اثوبيا اياما سوداء وحينها لن سد نهضتها ولن ينفعها المحرضون..

‫2 تعليقات

  1. أمانة للحق والصواب لست أدري متي (ضربت سجارتك) يا أستاذ .. أم أنًك معلم في السياسة والحلول الشاملة .. أمر طبيعي في الإحتفاظ لأثيوبيا بحقها أن تنشئ منشآتها وتتصرًف فيها كيفما تريد طالما أن ذلك يتم داخل أراضيها ومن حق مصر أيضا أن تضمن وصول الماء الي أراضيها .. لكن المؤسف أن السودان هو المتضرر من كلا الجانبين حيث وجد نفسه بين مطرقة مصر وسندان أثيوبيا .. مصر تحتل حلايب وتستخدم السودان ضد أثيوبيا لإيجاد أرضية مشتركة من أجل الوصول لإتفاق يضمن لهما إدارة سد النهضة وفق مصالحما أو بالأحرى وفق مصلحة مصر .. ولا يستطيع السودان أن يستثمر هذه الفرصة على الأقل في إسترداد أرضه المغتصبة في حلايب, والتى لا تعترف مصر بتبعيتها للسودان, والمساومة بها لأجل إستعادة حلايب دون تبعات عسكرية أو حتى دبلوماسية, بدلاً من بيعها مرة أخري إلي الأشقاء والجيران مقابل بعض الإغاثات المنتهية الصلاحية والأفران الحديدية والتي ستتآكل بمرور الزمن بفعل الصدأ وعوامل المناخ .. أثيوبيا كانت تحتل الفشقة والتي تم تحريرها من قبضة الشفتة الأتيوبيين والموقف الأثيوبي يختلف عن المصري كونة يعترف ضمنياً بملكية السودان للفشقة وإن كان الموقف المتعنت الذي تبدية في المفاوضات ماهو إلا رفض للإملآت المصرية للجانب السوداني والتحركات الواضحة بالتهديد والمتمثل في المناورات والتدريبات الجوية التي تجريها مصر داخل أراضي السودان والتي تنكرها حكومة جمهورية السودان بإعتبار أنها غير موجهه لأحد رغم صراحتها العملية دون حياء أو وجل. مصر سوف تحصل على مياه النيل دون أن يجف نهر النيل, حيث يمكن الإتفاق على فتح مزيد من البوبابات من على السد على أن تكون ثلاثه أو أربعة بوابات على سبيل المثال وفق تقدير الجهات المختصة لا سيما أن النيل الأزرق من الأنهار الدائمة الجريان وأن عملية الملأ الثاني ستتم في زمن الفيضان ووقت إشتداد هطول الأمطار الذي سوف يستمر حتى نهاية أكتوبر كأقل تقدير .. الشيء الثاني وهو الأهم أن مصر تُخزّن أضعاف المياه التي يمكن سد النهضة أن يخزنها والتي تقدّر بعشرات المرات بغض النظر عن عملية الملأ الثاني والتي يمكن أن تصل إلي أقل من ربع مخزون سد النهضه آخذين في الإعتبار فتح مزيد من البوابات ومياه النيل الأبيض وروافده وذلك النهر يغرق مدينة كسلا كل عام والعطبراوي وستيت فضلاٍ عن هطول الأمطار الغزيرة داخل السودان والتي تغذي النيل الأزرق ولا تدخل في الأصل ضمن إتفاقية تقاسم مياه النيل بين مصر والسودان .. ثالثاً : أن أثيوبيا لا تستطيع أن تمنع مياه النيل عن مصر أو السودان إلا في حالة توقف الأمطار تماماً أو توقف بحيرة تانا عن إنباع الماء.
    هنالك موقف واحد فقط لا ينساه الشعب السوداني للحكومة الأثيوبية الحالية, وإن نسته حكومتنا الإنتقالية, وهو موقف يعبر بصدق عن مراعاة الجارة الشقيقة لمصلحة السودان والذي يتمثل في الوساطة الناجحة التي قادها وزير الخارجية الأثيوبي لأجل التوفيق بين المجلس العسكري و ثوار ثورة ديسمبر المجيدة .. كما لا ينسى الشعب السوداني تلك الدمعات الحارة التي سالت من عيون وزير الخارجية الأثيوبي فرحاً بعودة الوحدة والوفاق بين مكوني الثورة السودانية والتي تعبر بصورة كبيرة عن حب الشعب الأثيوبي للسودان وللشعب السوداني في الوقت الذي غاب فيه المصريون تماماً عن المشهد.
    هنالك مشهد آخر لا بد من أخذه في الإعتبار لإرتباطه الوثيق بصدق المواقف وإمكانية تطورها إلي التضحية من أجل الآخرين وهو موقف مشابه لوزير خارجية أبي أحمد والمتمثل في موقف رئيس وزراء أثيوبيا, ملس زيناوي, في الإحتفال الذي أقيم في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان على شرف الإستقلال .. أن الشعب السوداني تألم على إنفصال جزء من جسمه لكنه إلتزم الصمت بإعتبار أن ذلك أرادة شعب الجنوب الذي أُرغم على ذلك بإعتبار الأنفصال أفضل السيئين .. لكن الرئيس الأثيوبي ظهر ألمه رغم عنه ولم يخف على أحد, في أنه لم يستطع الإستمرار في مخاطبة الإحتفال ولم يزد على بضع كلمات تعد على أصابع اليد الواحده قالها بالأمهرية .. بعدها نزل إلي أرض الإحتفال من المنصّه وحاله يعبّر عن الألم الذي يعتصره بسبب هذا الإنفصال.
    تواجد المصريون بالتأكيد في حرم الإحتفال ومن الأوائل إلي جانب إسرائيل في التودد إلي الحكومة الجديدة في الجنوب قبل الإحتفال وفي بداية أعلان الإنفصال.
    في إعتقادي الجازم أن للسودان فرصة للإستفادة من سد النهضه الإستفادة القصوى و إسترداد أرضة المغتصبة في حلايب إذا أحسنت الدبلوماسية السودانية عملها وسخّرت جهودها بإتجاه العمل المحايد ,مع مراعاة حقوقه الدائمه في مياه النيل, والإعترف بحق أثيوبيا في ملأ سد النهضه وفق مصالح الدول الثلاث دون الإنجرار وراء طرف دون الآخر.
    لا بد أن نأخذ في الإعتبار أيضاً أن تواجد المزارعون الأمهره والتقراي في الفشقة لم يك تواجد نتج عن إحتلال بقوة السلاح, بل هو تواجد نشأ عن تنازل حكومة عمر بشير عنها لصالح الأحباش لغرض يضمرونه في نفوسهم و يجب أن نؤكِد بأنه ليس الأمهره لوحدهم هو الذين كانوا يستغلون أراضي الفشقه بل أن التقراي أيضاً كانوا يقاسمونهم أرض الفشقة الكبرى أو يحتلونها بأكملها .. ومدينة (بريخت) التي لم يتم إستردادها إلي الآن هي واحدة من مستعمراتهم ويدلل الإسم على ذلك وهو مأخوذ من لغة (التجرينجا) ويجاور إقليمهم إقليم التجراي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..