مقالات وآراء سياسية

الدول الطامعة فى ثروات السودان تستهدف تمزيقه بايادى أبنائه .

محمد نور احمد على مسعود

اذا نظرنا إلى واقع السودان ما بعد الثورة وتتبعنا وتفحصنا ما يبث فى الميديا ضد حكومة الثورة القائمة لوجدنا ما يثبط الهمم وما يثير الفتن وما يعكر ويسمم الجو العام ، فبدلا من تقديم النقد البناء وخلق راى عام يخدم القضية الوطنية طفق الجميع فى اتباع سياسة التخوين وتوجيه التهم لأعلى سلطة فى البلد على المستويين السيادى والتنفيذى هذا فضلا عن الهجوم الغير مبرر على وزراء الحكومة الإنتقالية بوصفهم بالفشل والخيانة والعمالة وخدمة مصالح دول اخرى ، واذا ما راجعنا صفحة أى مسؤول فى السيادى أو التنفيذى والتى خصصها لمخاطبة الراى العام لغرض اطلاعهم وتنويرهم بما قام به من نشاطات على المستوى الرسمى فى الداخل أو الخارج إلتزاما بمبدأ الشفافية لوجدنا غثاءا وتهريجا واساءات غير مبررة وردود افعال تزكم الانوف. الكل يعلق ويكتب وفق لمزاجه ولعواطفه وميوله السياسية بدون الإلتزام بمبدأ الاخلاق والحياد فى نقد الآخر. فمهما بذل المسؤول من جهد و عمل مضنى وأبرز تفانبا وتجردا فى حدود ما متاح له من إمكانيات فهو مقصر وغير مؤهل لهذا المنصب وأحيانا يتم إتهامه بالانحياز لفئات معينة .فلول النظام السابق أو بما يسمى بالدولة العميقة تضع المتاريس امام حكومة الثورة وتمارس تدميرا ممنهجا لمرافق الدولة المدنية الحيوية التى تتتمثل فى قطاع الطاقة والكهرباء والمياه هذا بجانب تهريب السلع الرئيسية التى تمس معاش الناس بشكل مباشر مثل دقيق الخبز والوقود والغاز بالاضافة الى تهريب العملة الصعبة بعد شرائها بأسعار عالية بغية تجفيف السوق منها وزيادة الطلب عليها بالاضافة لتزوير العملة وتهريب الذهب مما يؤدى ذلك إلى انهيار قيمة الجنيه السودانى . فالشخصية السودانية شخصية متغيرة المواقف مضطربة المزاج ، تجدها تارة تؤيد موقفا وتتعاطف معه ولكن سرعان ما يتحول هذا التأييد والتعاطف إلى نقد لازع واذا ما اجرينا دراسة لمراجعة وفحص كتابات ومنشورات وتعليقات أى كاتب صحفى أو سياسي أو ناشط فى الميديا لوجدنا هذا الاضطراب والتغير وعدم الاتزان والثبات فى المواقف وهذا ما نحلظه فى كثير من قياداتنا السياسية ذات التأثير الكبير فى الساحة السياسية باستثناء بعض زعاماتنا السياسية الوطنية المخلصة النادرة و التى ظلت منافحة ومحاربة لكل اشكال المستعمر ، منها من قضى نحبه ومنها من مازال على قيد الحياه ولكن بالرغم من التضحيات الجسام التى قدمتها هذه القيادات فى سبيل هذا الوطن العظيم الا انها لم تنجح فى صياغة مشروع وطنى بعقد اجتماعى جديد لتقوية وتعزيز وحدة السودان والخروج به من وهدة التبعية والانعتاق من مخالب نير الاستعمار الخفى بشكله القديم والحديث وذلك لصعوبة تغيير الذهنية السودانية المنكسرة المتقلبة المواقف المنغمسة فى حب الذات المنقادة لمؤثرات خارجية تغازل وتغذى وتقوى غرائزها الذاتية وتهدم فى داخلها وازع الشعور بالتضحية ونكران الذات وحب الوطن مما انعكس ذلك سلبا على كل الادوار والأهداف الوطنية فى كافة الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والدينية وهذا يتبدى لنا واضحا اذا ما أخذنا أى منشط من تلك المناشط كنموذج فانه لم يسلم من هذا التخازل والتهاون وحب مصلحة الذات ولو على حساب انهيار هذا القطاع او ذاك المنشط . موقع السودان الجغرافى المتميز وتمتعه بموارد طبيعية متنوعة هو الذى جعله محط أنظار الدول الطامعة التى درجت على اتباع سياسة نشر بذور الفتن وتأجيج الصراعات بين المكونات الاجتماعية اللسودانية المختلفة بإثارة النعرات العنصرية واستغلال الفوارق الدينية بغية جعل السودان واهنا ضعيفا حتى يخلو الجو لتلك القوى الإقليمية والدولية الشريرة التمدد فى الفضاء السودانى ذو الهشاشة الامنية لنهب وسرقة ثرواته أثناء غفلته فى تيه الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية المصطنعة وللاسف الشديد هذه القوى الشريرة استطاعت أن تجند عناصر سودانية خائنة وعميلة لإثارة الفتن ببن المكونات الاجتماعية فى منطقة دارفور ومناطق أخرى والقيام بأعمال تخريبية تستهدف المنشآت المدنية الخدمية بغية تعطيلها لهدف تهديد الأمن والاستقرار وتعطيل التنمية.
اختتم مقالى بالسؤال التالى أملا ان يحيى الضمير الوطنى ويلهب الحماسة والهبة الوطنية لتجاوز كل المرارات لبناء السودان الجديد بايادبنا وسواعدنا جميعا من أجل الأجيال القادمة : اذا كانت الدول تطمع فى ثرواتنا لتنهض وتصبح دول قوية على اكتافنا فماذا نحن فاعلون، هل نترك السودان هدف وفريسة لتلك الدول الطامعة لتتغذى منه ام نصحى من نومنا العميق وننهض ونقف صفا واحدا لمواجهتها دفاعا عن وطنا العظيم وكرامتنا الانسانية ؟؟؟؟!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..