مقالات وآراء سياسية

في انتظار الانتخابات – قاعدين ساي ..

أسامة ضي النعيم محمد

هو حال المكونات السياسية فيما بعد ثورة ديسمبر2018م ، مثلها الطالب الفاشل الذي يستعد للاختبارات في الليلة السابقة فقط، الفوز كان أكيدا في دوائر دارفور مثل أم كدادة وزالنجي غرب وكسلا أو بالتزكية في الدندر وبعض نظارات أخري في كردفان وديار الكبابيش والبطانة ، ذاك تأريخ بعيد يعود للانتخابات في خمسينات وستينات القرن الماضي ، اشارة السيدين من أم درمان وبحري كانت تحدد تقديم المرشحين للدوائر وتضمن الفور أيضا.
قاعدين ساي ، هو حال أحزابنا التقليدية والمنشطرة منها والقادم الجديد من حركات الكفاح المسلح وتكوينات سياسية أخري ، زبد جاء مع طوفان ثورة ديسمبر، يمارسون جميعهم ذات الاتكاءة في انتظار قسمة الثروة للاستعداد للانتخابات وحكم السودان كما الاماني عند دكتور جبريل، أحزاب السادة تمارس بعضها أعمال اضاعة الوقت كما هو حالها بعد ثورة ابريل1985م ، يضع حزب الامة أولويته في تعويضات دائرة المهدي وهي المحطة التي غرقت فيها مراكب الحزب ، ثم السادة المراغنة وأحزابهم المتشظية يمارسون أيضا لعبة السفرالي مصروهو بروتكول لم يتغيرمن عهد الاستعمار الي يوم الناس هذا.
الحزب الشيوعي هو في الحكم ولكن بعقلية المعارض ، أدبيات توارثها منذ عهد (الاساتذة) الاول . الاخوان هم فرس الرهان كما في صحفهم القديمة التي ورثوها وفيها التمكين لعضويتهم في الارض ، حققوه استلابا واغتصابا لأرض السودان ومال البترول تجنيبا ، والانتخابات عند الاخوان أموالا تبذل ببيع بعض الاراضي المنهوبة واستدعاء بعض حصائل الصادر في موعد الانتخابات ثم توزيع تلك الموارد وتسخير أبواق معروفة من علي المنابرلعودة التمكين بفهم اقتلاع جذور شباب الثورة الذين سخرهم الله لنزع الحكم من بين قبضة الاخوان الحديدية ، حديدية قذرة كانت تلك القبضة لأنها جاءت بوظائف المغتصب وذلك الحارق بالنار أو من يدق بالمسمار قتلا في بيوت الاشباح وزنازين ألانتظار. وظائف ابتدعوها في خدمة السودان العامة خلت منها أرقام الوظائف في مجلدات وكتب المستعمر الكافر، عفة وحسن طوية.
في انتظار الانتخابات عند أمم وشعوب أخري فترات لعمل اجتماعي وإنساني ، تدريب القيادات الواعدة لإبراز حسها الوطني والعمل علي استقرار النازحين في معسكرات دارفور، استقطاب العون الخارجي لبناء المستشفيات والمدارس ، انشاء مبرات خيرية ربما سميت بأسماء زعماء الاحزاب والطوائف الذين رحلوا عن دنيانا وتخلد أحزابهم ذكراهم في أعمال الخيرتأسيا كما عند كارتر وأوبرا وينفري ، تبني المدارس وتحفر الابار في شرق السودان وتحارب أمراض السل وتشق قنوات المياه لسقيا بورتسودان.
الي حين موعد الانتخابات يصبح (قاعدين ساي ) نداء مزعج في القرن الحادي والعشرين ، هو نداء ضمنيا للأمم المتحدة ودعوة لمزيد من التنظيمات تنشرها بغرض مساعدة السكان وانقاذ السودان من قبضة نخبة فاسدة ، ربما ابتدعت الامم المتحدة فصلا جديدا يضاف للفصلين السادس والسابع يسمح بتدخل بعثات خاصة للأمم المتحدة لتعليم الاحزاب والمكونات السياسية كيفية الاستعداد للانتخابات والمهام التي تمارسها وتشتغل بها الاحزاب والمكونات السودانية خلال الفترة الانتقالية وتنعت في صحف الامم المتحدة ب (الحالة السودانية) ، تبذل فيها النصح والإرشاد لتلك الاحزاب لتفوز بنسب في مقاعد البرلمان القادم عبر انتخابات حرة ونزيهة لتكسر حلقة فراغ انتظار موعد الانتخابات بدلا عن الجلوس في محطة (قاعدين ساي).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..