
تثبت الأيام المشربة بطعم الموت و الدم أن ” وهم” الشراكة بين أصحاب الزناد و الرصاص و أصحاب المبادئ و الحق خطل و إسراف في التمني … و بأبي لئام اللجنة الأمنية “للمخلوع” إلا أن يمارسوا أحب الأعمال الي قلوبهم المعطوبة ألا وهي قتل الفرحة في النفوس، إن وجدت، قبل كل عيد يطل.
لم تكفهم حالة الضنك التي يعيشها المواطن، و عدم القدرة علي توفير أبسط معينات الحياة.. لم يكفهم الإنقطاع شبه الدائم للكهرباء و إنعدام الماء الصالح للشرب أو لأي غرض آخر .. لم تكفهم شلالات الدم الطاهر التي سالت، و ارتال الشهداء التي صعدت الي بارئها فقرروا أن يضيفوا الي موبقاتهم و جرائمهم جريمة أخري… تلك هي سيرتهم و صيرورتهم و لن يتخذوا دونها بديلآ.
إن الدعوة للتظاهر أمام القيادة العامة حيث حصدت آلة الغدر و الخيانة، قبل عامين، أرواح طاهرة، هي دعوة مشروعة و واجبة و أقل ما يمكن أن يقوم به الثوار وفاءآ لدماء سالت في سبيل الله و الوطن… و هي مسيرة كان ينبغي أن تحرسها و تؤمنها الشرطة و أن يتقدمها رئيس الوزراء “المدني” السيد عبد الله حمدوك .. و ليته فعل !
إن كراهية أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع للثورة و الثوار لا تحتاج الي بيان او تبيان، فهي بادية في كل جملة و حركة و سكنة.. و موثقة في كل موقف وتصريح.. و تشي بها أعينهم و تنطق بها ألسنتهم… و هي كراهية تنوء بحملها مواعين الثورة و لا تحتملها قلوب الثوار الطاهرة.
إن الحديث عن أنها شراكة من أجل مستقبل الوطن يتضح كل يوم زيفها و عوارها و عارها… فمتي كانت هناك شراكة بين الحق و الباطل، و متي كان الجراد حارسآ للسنابل.. و هل يعقل أن يؤتمن القتلة و السفلة و قطاع الطرق علي شرف الأمة و مستقبل أجيالها؟.
إن الرصاص الذي ” لعلع ” بالأمس حاصدآ المزيد من الشهداء و المصابين سبة في جبين المكون المدني… و البيان الهزيل الذي خرج من مكتب رئيس الوزراء لا يطفئ نيران الغضب المضطرم في كل وجدان حر… لقد بلغ السيل الزبي و فاض كأس الأسي و تبعثرت كلمات التأسي.. و ينتظر الناس فعلآ يعيد الأمور الي نصابها و الي غسل جسد الثورة من أدران و اوساخ النظام المقبور من أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع.
أقول،
لقد أثبت الثوار بالأمس بأن الثورة حية رغم جهد أعدائها في وأدها.. و إن إستهداف الموكب بهذا العنف ينم عن هلع الأبالسة من إحساسهم بل يقينهم بأن الشباب ما زال قابضآ علي زمام ثورته و أن الشارع ما زال سيد الموقف، والشوارع لا تبيع قضيتها و لا تخون..
علي قوي الثورة الأمينة الصادقة، التجمع و الإصطفاف مرة أخري لإعادة تنظيم صفوفها، و أخذ العبر و الدروس مما حدث منذ سقوط الطاغية.. و فرز مجاميعها و تنقية جسدها من ما علق به من الارزقية و الخونة و أصحاب المصلحة الخاصة.. علينا أن نعلي من شأن القضية الوطنية و الشأن العام فإن ما يجمعنا أكبر و أسمي مما يفرقنا.. و أن نسير بالثورة نحو غاياتها المرجوة، في خلق دولة مدنية كاملة الدسم يحرسها جيش وطني ” واحد ” تحت قيادة موحدة تؤمن بالوطن و الثورة.. دولة لا يسمح فيها بوجود مليشيات مسلحة قوامها قطاع الطرق و الرجرجة و الدهماء و السابلة.. و أن يعود العسكر الي أداء دورهم في الدفاع عن الوطن و وحدة أراضيه.
إن ما بيننا و بين أعداء الثورة دم و ثأر.



