مقالات سياسية

بلد واسع وشعب كسلان

بسم الله الرحمن الرحيم

أسامة ضي النعيم محمد

السودان بلد يحتل مساحة واسعة تجري فيها عدة أنهار ، تغذي جميعها أحد أنهار الدنيا الاطول ، في مسيرة النيل العظيم انتظرته مصر القديمة بقرابين جاء ذكرها وتمجيدها في صحفهم و شروحات عن كيف يتم اختيار عروس النيل المحظوظة ويصار الي تزيينها في أحلي حلة لتقدم قربانا للنيل واهب مصر الحياة والنماء ، هي مصر هبة النيل وهكذا تستقبل قدومه بالخير وتمنح القرابين . في مساحة السودان ومع جريان الانهارتلك ، تظل الكثير من الاراضي دون استزراع منذ بدء الخليقة بينما تستهلك مصر أرضها زرعا وتستصلح الصحاري لتوسيع الرقعة الصالحة للزراعة ، وأثيوبيا لا تجد ما يكفي من الاراضي لزراعتها لتقديم الغذاء لأكثر من مائة مليون نسمة ولا يشفع لها توفر المياه وهي أثيوبيا التي من أرضها يحمل النيل الازرق الطمي الذي يجدد خصوبة الارض علي طول النيل وأثيوبيا هي الاجدر بأن تسمي أم النيل اذا كانت مصر ينعتها أهلها هبة النيل.

السودان بلد تبلغ مساحته بعد الانفصال حوالي مليون وثمانمائة وأثنان وثمانون كيلو متر مربع يسكنه ما يقارب اثنان وأربعون مليون نسمه ، تبلغ مساحة مصرمليون وواحد الف كيلومتر مربع بعدد سكان يفوق المائة مليون وأربعة الاف نسمه ، تبلغ مساحة أثيوبيا أكثر من مليون ومائة الف كيلو متر مربع يتوزع في تلك المساحة مائة مليون واثني عشرة الاف نسمة . في نظرة بسيطة نصل الي أن السودان أوسع مساحة وأقل سكانا بين البلدان التي تتشارك في مياه النيل الازرق الرافد الرئيس والأكثر غزارة في المياه والأكرم في تجديد الطمي علي طول مجري النيل شاقا أرض مصر من جنوبها الي حيث ينتهي النيل في مسيرته الي البحر الابيض المتوسط شمالا.

السودان بلد يملك من الاراضي الزراعية ما يحمل أثيوبيا علي التغول ووضع اليد علي أراضي السودان الخصبة ، هو السودان الذي تجري الانهار في أراضيه وتطمح مصر من قديم الزمان ليكون السودان تحت التاج المصري لضمان أن تجري تلك الانهار تحت أقدام الحاكم المصري كما جرت منذ عهد الفراعنة ، مصرالحديثه خاب رجاؤها برغم محاولات عضو مجلس قيادة الثورة المصري الصاغ صلاح سالم ، فعمدت الي احتلال حلايب في عام 1957م ولم يمض عاما واحدا علي استقلال السودان الذي كانت تشترك مصر في استعماره ، لم تقف محاولات مصر فنجحت في الحصول علي اتفاق 1959م وبنت سدها العالي علي أرض سودانية ، لم تسكت أطماع مصر ببناء السد العالي في أرض السودان بل انتظرت السانحة فعاودت احتلال حلايب في عام 1993م ومصرتها شعبا وأرضا.

شعب كسلان، نعت جري به لسان الاعلام المصري بايعاز من المخابرات المصرية التي تملك دائما ملف السودان، ذلك بعد احتلال العراق للكويت وموقف حكومة الانقاذ من الاحتلال ووسمها مع دول الضد، الوصف أريد به احلال العمالة المصرية في موقع العمالة السودانية ولكن اعتبارات توافر الاخلاق المهنية غلب في حكم بعض دول الخليج فأبقت العمالة السودانية لعنوانها الاخلاقي المميز الذي رجح كفتها.

بلد واسع حقيقة، وشعب كسلان فرية أطلقتها المخابرات المصرية ولم تنجح عبرها في مراميها بدول الخليج، سعت حثيثا وكان لها انفصال الجنوب ومن حاخامات فصله كان عمر سليمان، الهدف اضعاف موقف السودان في التحكم بمحادثات اتفاقيات مياه النيل وضمان دولة جنوب السودان الي الجانب المصري لاكمال حفر قناة جونقلي، وما تزال المخابرات المصرية تردد صفة السودان بلد واسع يقطنه شعب كسلان لتسويقها عند حكام الامارات واستخدام الوصف رافعة للوصول الي اتفاق مع أثيوبيا بشأن سد النهضة ، والثمن أراضي السودان الخصبة تستزرعها أثيوبيا مشاركة مع الامارات لتسمح أثيوبيا بحصة أكبر في مياه النيل الازرق ليمد مصر بالخصوبة وغزارة المياه لان مصر هبة النيل.

سعت المخابرات المصرية منذ عهد زكريا محي الدين الي عمر سليمان لوضع السودان تحت الوصاية المصرية ونجحت في الاشتراك علي فصل جنوب السودان في العام 2011م، ها هي في عهد رئيس المخابرات عباس كامل وبتوصية دحلان تحاول احاطة السودان وحدوده بدول خليجية بينها اسرائيل في محاكاة لنموذج مصر وحدودها كما في صفقة القرن . المخابرات عموما تسعي وراء الهدف لتحقيق خسرانه وتعطيله وهو ما تقوم به المخابرات المصرية في ملف السودان الذي بين أياديها حتي قبل قيام مصر الحديثة ، المخابرات اليوم تستفيد في تحقيق أهدافها بعقوق بعض أبناء السودان الذين خانوا الامانة ومن داخل القصر الجمهوري قدموا مصالح دول أخري. صلاح الحال وعودة العلاقات المصرية السودانية لحالة الند والشريك كما بين ومصر وبقية دول العالم لا تستقيم الا برفع يد المخابرات المصرية والتي يقودها اليوم ومن وراء ستار دحلان يساعده عباس كامل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد —- 12 /05 /2021م
[email protected]

تعليق واحد

  1. الأخ أسامه تحياتى و إحترامى الكثير.
    قبل التعليق أود لفت نظرك إلى شئ بسيط هو الرجاء الإهتمام بكتابه الأرقام ( مساحات الأراضى و عدد السكان) بطريقه أوضح مما ورد فى المقال و إقتراحى هو كتابتها بالإنجليزيه أفضل و أوضح و أسهل للفهم.
    العوده للمقال تدفعنى بقوه للتعليق على مقوله الشعب السودانى كسلان و المصريين هم من يقف وراء الكلام ده بغرض السيطره على أراضى السودان بأموال أماراتيه. الكلام ده ما بيدخل العقل وهدام و لا يساعد على تغيير الوضع. من تجاربى المحزنه فى أوروبا ان عرفت كمان الالمان و الإنجليز و الروس و الرومان و الامريكن عندهم نفس الرأى العند العرب عن السعب السودانى. السؤال ليه كده ؟ الإجابه الناس دى شايفه كل شئ متوفر للزراعه ولاكن مافى حد بيزرع إنتهى الموضوع.
    الاخ أسامه النظره العميقه للواقع تدل على انو الشعب السودانى ما كسلان الشعب السودانى قنوع بما لديه و روح التغيير و الإبتكار و حتى التجربه ضعيفه فى تكوينه الفكرى و النفسى و الوضع ده أدى للمعرفه الضيقه الضعيفه لإمكانياته و أصبح فى متاهه دائمه فى محاولاته البدائيه للتعرف على ما يسعده فى هذه الحياه المتحركه حوله. بجمله بسيطه ( السودانى ما عارف قيمه الفى يدو و ما عارف البيسعدوا شنو )
    دعنى أحكى ليك موقفين فى سياق الموضوع ،أحد الالمان عاش فى السودان لعده سنين و رجع لبلده تقابلنا و أصبحنا أصدقاء من مقولاته اللطيفه كان بيقول لى السودانى ده IBM ما نافع معاى قلت ليه كلامك ده معناه شنو IBM قال لى أن شاء الله بكره معليشINSHAALA BUKRA MALEESH.
    الموقف الثانى فى قناه الجزيره قبل حوالى نصف عام قدموا تقرير عن مزارع الذره و إستعانه أصحاب المشاريع بعمال من الجنوب فى أعمال الحصاد . أشار صاحب المشروع ألى كوم على الارض من قناديل الزره
    بعصاه و هو لابس جلابيه و طاقيه فى قمه البياض و قال إستعنا بالعماله الجنوبيه لانو الحبش بعد المشاكل دى ما جو لموسم الحصاد ؟؟؟ و نحنا الزراعه الآليه ما نافعه معانا لانو لو جبت مكن يقطع القناديل ديل برضو محتاج لى عماله عشان يطلعوا الحبوب من القندول و يعبوهوا فى الشوالات. كل هذا الكلام تم مع مشاهده ثلاث من الجنوبيين يقطعون القناديل بى سكينه و يرموها على الكوم المشار اليه بالعصا من صاحب الجلابيه الناصعه البياض اللتى لا تعرف شئ عن حداثه الزراعه الآليه حيث يوجد آلات تحصد و تفصل الحب من القندول و تنظف من الشوائب و تعبيه فى شوال و تخيطه و تدعمه بالدباجه خلال دقيقه واحده للشوال. الأكثر ضرر للبلد فى الحكايه دى كلها أنو ابو جلابيه قال الحبش بقو مابيجو للحصاد عشان كده جاب الجنوبيين ده ضرر مركب أقله الكسل الذى يراه الآخرين فينا و نحن فى عمى البصر و البصيره.
    السؤال من تسبب فى الوضع ده لا توجد إجابه له سوى السياسيين مدنيين و عساكر فكل من تولى أمر قياده البلد دى ده مخاض سياساته الرعناء القصيره الافق فالنظر لتاريخ الاحزاب السودانيه المنوط عليها خلق الإنسان الحر و مده بالدعم (الأقتصاد الناجح) لكى يبدع و يبتكر و ينتج أصبحت عصابات أكثر من أحزاب بل أصبحوا عسكر فكلهم شارك فى إنقلابات عسكريه بالفكر الهدام و بقوى حامله للسلاح و دعموا حريات تحمى قواعدهم و دهسوا أخرى تعدل فى حق الغير هنا اسؤال ماهو الفرق بينهم و العسكر ؟
    الأخ أسامه أعيب عليك النظره البسيطه لموضوع سميته كسل السودانيين و قوف مصر الامارات و الحبش وراء هذا الامر بغرض الاستفاده و أعيب عليك إنعدام المنطق السليم فى تقديم البراهين فمصر بنت سدها العالى بعد أن وافق السودان على إغراق حلفا و تهجير أهلها الطيبن الى حلفا جديده و يقال كان الامر مقابل 5 مليون دولار فمن هو المتهم الاول مصر أم عبود ؟؟ أما موضوع التهجم على حلايب و أرض الفشقه فسببه المجرم البشير و رئيس مخابراته نافع على نافع بمحاولتهم الغبيه قتل مبارك.
    نتمنى للبلد كل الخير و نحنا ما كسالى نحنا ادينا الرسن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..