عقلية إرضاع الكبير!ا

تراسيم

عبدالباقى الظافر
[email protected]

عقلية إرضاع الكبير!!

عندما قرر المشير البشير المشاركة في مؤتمر القمة العربية المنعقد بدوحة العرب.. ساد ترقب وقلق في كثير من الأوساط الشعبية والرسمية.. تلك كانت أولى الرحلات الخارجية لسيادة الرئيس بعد صدور قرار الجنائية الدولية المسيء للسودان.. لم يكسر ذلك الوجوم إلا فتوى رسمية تمنع سفر الرئيس.. حسناً فعل الرئيس وتجاهل هذه الرؤية المتشددة.. لم يكن ذلك التجاهل خروجاً عن قطعيات الدين؛ بل إدانة صريحة للفتاوى التي تصدر بأمر تحرك .
إن كان شعب السودان يستدعي الفتاوي فغيرنا له مسارب غريبة.. شيخ كبير أفتى بجواز أن ترضع المرأة زميلها في العمل خشية الاختلاء به.. ولكن آخر تدخل بغرض تصحيح هذا الاجتهاد، وقال في مثل هذه الحالة يجوز حلب المرأة بما يكفي لإشباع الغريب.. بعد الإشباع هذا يصبح الرجل وصاحبته إخوان بالرضاعة .
إدارة المرور زادت من قيمة المخالفات المرورية.. وأرادت أن تستظل بفتوى دينية في مسعاها هذا.. فجاءت بشيخ جليل ليخرج لها فتاوى تحت الطلب.. بهذا المنطق أصبحت السرعة الزائدة مخالفة دينية ودنيوية.. القتل الخطأ الذي تعرفه محاكمنا أصبح شبه عمد في فتوى مولانا .
ليس إدارة المرور وحدها التي تستدعي الفتاوى.. برلماننا السابق مرر قرضاً ربوياً لبناء مشروع تنموى بناءً على فتوى دينية عدت ذاك القرض من باب الضرورات التي تبيح المحظورات .
أمس الأول تقدّم صندوق رعاية الطلاب بمشروع رائد لتسليف الطلاب قروضاً تعينهم في تعليمهم.. المشروع يلج إليه الصندوق ومصرف الإدخار ببعض تردد.. التردد يجعل الفئة التجريبية نحو ألفي طالب فقط من نحو نصف مليون في جامعاتنا.. التوجس سببه أنّ هذه الأموال تأتي تحت بند قرض حسن.. وبما أنّ المصارف ليست مؤسسات خيرية.. تصبح فكرة الإقراض (ببلاش) ضرباً من ضروب الترف الفلسفي، الذي ربما يصيب الجهاز المصرفي في مقتل إن توسعوا في هذا المشروع بغير هدى رشيد ..
إن سمح لنا مشايخنا الأجلاء أن نلج أطراف ميدانهم.. يمكن أن نستخدم فقه القياس.. الآن بمقدورك أيّها الشيخ الكريم أن تشتري عربة بأقساط مريحة من البنك.. مدير المصرف سيبتسم في وجهك.. وربما يطلب لك فنجان قهوة.. لأنّه ببساطة ينظر إلى جيبك.. كل ما يفعله المصرفي الأنيق أنّه سيشتري العربة من السوق ثمّ يعود ويبيعها لك قبل أن يرتد طرفك .
الفكرة التي نطرحها على استحياء: أن ينظر علماؤنا إلى الخدمة التعليمية كسلعة لها عرض وطلب.. يشتري بنك فيصل الإسلامي كل فرص الصيدلة بجامعة التقانة.. وينقد الجامعة حقها حاضراً.. ثم يطرح هذه السلع لمن طلبها بعد أن يعيد تسعيرها.
هذه الفكرة ستخفف المعاناة عن ظهور ولاة الأمور.. وستجعل الجامعات تنصرف إلى عملها بتوفير عائد مجزي لبضاعتها المعروضة في السوق .
أعظم ما في هذا الدين أنّه واسع وفيه متّسع.. المشكلة في عقلية إرضاع الكبير التي تبذل الفتوى في غير موضعها .

التيار

تعليق واحد

  1. اتعجب لهذا الزمان الغابر وهؤلاءالذين عادوا بنا لزمن الجاهلية ، ولم يعلموا من الإسلام شىء ،، ولم يفهموا ما اتى به القران ،،، كيف لهؤلاء ليفتوا ،،، من هم ومن اين اتوا العلم إذا كانت هذه هي عقليتهم بئس المسلمون ،، لو تولى كل مسلم ودرس دينه لما إحتاج لهؤلاء الجهلة والمحاالين على الدين

  2. كل سنه وانتو طيبين
    دعهم يفتوا كما يحلو لهم نسوا ان هنالك رب عزيز له علم مسبق بالنوايا وكل شئ استفتى قلبك او عالم ليس له علاقه بسلطان
    عيد سعيد اخوتى فى الراكوبه والراكوبات المجاوره
    …………….تصبحوا على وطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..