الإغتصاب.. يبكينا وجدان وضحى!!! (١)

دنيا دبنقا
نور الدين بريمة
قطعًا إنه لمن المُحْزن والمُخْزي حقًا، إنفطار الأفئدة، وهي قائمةً تصلي لربها في شهر التوبة والغفران، زاكيةً له آناء الليل وأطراف النهار، فما ذنب أعينها المسكينة أن تُصاب بالبكاء والعمى، ولماذا تُصكّ آذانها بالعويل والصراخ، من هول السماع.. كيف لا؟!!! ودواعي الإنفطار، هي فِعالُ أنعامٍ بل هم أضلُّ وسآءَ سبيلًا!!!، حيث إهتزّت بجرائمهم الأرض بما رحُبت، فالإغتصاب قومي، ما زادت قلوبنا إلّا تفطّرًا، وما زادت أوصالنا إلا تقطّعًا إربًا، وما زادت نفوسنا إلا تفطّرًا، فترنحت أفئدتنا أنينًا، وفاضت دموعنا بكاءًا، ولكنّ فاجعة أمهاتنا وآبائنا، هي أشد وأنكى، فالذي جعل السمآء بغير عمدٍ نراها، إنه لأمرٌ جلل وجَدُّ عظيم، يوقف شرايين الرحمة والمودّة، ويجعلها في غاية من الحزن والأسى، ولله درّكم يا من توضأتم بقيم الفضيلة الإنسانية، وأنتم تتضرّعون غُفْرانًا وعَطْفًا!!!.
*في الثاني* من مايو الجاري، عاشت محلية السلام، إحدى محليات ولاية جنوب دارفور، يومًا كئيبًا كسته سحابة من الكآبة، وتبارى فيه- الركّع السجّود- بالسؤال والتضرّع، وهم يتقاطرون صوب مكان الفجيعة من أبي عجورة، وقُراها وبَوادِيها ودُمرِها، من كل فجٍ عميق، جاؤوها غير آبهين ولا مصدّقين لما سمعوا، بما جادت به ألسن المدينة، وهي تخبرهم أن ذئبًا بشريًا ثلاثينيًا كاسرًا، إعتدى على بنت العشرين شهرًا- كما السّباع- التي تهجم على فريستها دون رحمة أو هوادة، ولأنه حسب علم الحيوان، فإن طبائع السِباع في ثقافتها الغذائية- لا يهمها بالطبع- إن كانت فريستها- أرنبًا أم جاموسًا- فالهجمة عندها واحدة، وقضمها للأرنب كما قضمها للجاموس، فكليهما عندها سيان، ولا يهمها إلا إشباع رغبتها، وسد حاجتها ورمقها من الجوع.
*فصبرًا* أعزائي ثم رفقًا بأنفسكم، وأنتم تتلون كتاب الإغتصاب، وتتمعنون سياحته، ربما تعقلوا فداحة سطوره القميئة، فتلاوتكم له، في حاجة ماسة إلى التأنّي والتروّي، لأن القصة حقًا مأساوية، وتتخبّؤ في كنفها وداخلها، رسائل تتطلب التمعّن والإتّعاظ، ثم الأوبة والرجوع إلى خالق الأنام، ولم يكن هذا الإغتصاب هو الأول من نوعه، والناس يتهافتون كل مرةٍ، جيئة وذهابًا- بمجرد سماعهم للخبر- يتجمهرون زرافاتٍ ووحدانا، أمام موقع الفجيعة، ولكنه سرعان ما ينفض سامرهم، دون أن يرتد إليهم طرْف، حيث ظلوا يتجمهرون سنينَ عددًا، لم يشعلوا خلالها فتيلًا لثورة تغيير، كما لم يمعنوا النظر مليًا، ويتفكروا لإيجاد الحل الناجع- للفِعَال الشنيعة- التي سرعان ما تحولت إلى أمراضٍ سِباعية، تستحق التدبّر والتعقّل، حيث صار الإحتشاد كغيره من العادات السيئة، لأننا لم نسمع أنها قد أجبر ولاتَ الأمر، إلى تحقيق العدالة، ومحاسبة الضآلين المُغتصبين، وإيقاع أشد العقوبات لهم.
*فالذين* لا توعظهم القيم الروحانية، بالطبع ستوقظهم القوانين السلطانية، لابد من أدوارٍ فاعلة لمنظمات المجتمع المدني، حتى تدفع السلطة إلى محاسبة المعتدين، علاوة على العمل معها أيضًا لمعالجة الظاهرة، طالما ظلت تنخر في قيمنا النبيلة، ويشير علماء النفس الإجتماعي، إلى خطورة الصمت المُطبق، مع هذه الظواهر، وضعف المجتمعات في التعامل، وخسِة الحكومات في التعاطي معها، سيما وأن دوافع الغرائز الجنسية، هي المسيطر على عقلية الكثيرين، بإعتبارها أم الدوافع، التي لها تأثيرها على الشرائح الضعيفة، إذا لم تُكبح دوافع جماح الفاسدين، بالوعي والإدراك، أو بالسبل التي جعلها الله لنا علاجًا، وشِرعةً ومِنهاجًا، وأمرنا بالسير والبحث عن الزواج، لتحصين الأنفس من النزوات الجنسية، مثلما ينبغي على جميع قطاعات المجتمع، السعي لدكّ حصون الظاهرة، بالتربية القويمة للناشئة، والتوعية المستمرة للفاجرة، وكشف فضائحها الغرائزية الشيطانية، وتنوير المجتمعات بمآلاتها.
*وما لا* يصدقه أو يتصوره العقل، أن ضحية اليوم هي بنت العشرين شهرًا، التي فاضت روحها إلى بارئها، راضية مرضية لله رب العالمين، لأن (وِجْدانًا) لم تكن هي الفريسة الأولى، التي لقيت حتفها وهي تئن تحت رحمة مفترسها (السِباع البشري)، فقبلها كانت (ضُحَى) بنت الست عقود، التي لقيت هي الأخرى حتفها، في حي تكساس بنيالا، بتاريخ (١٧/٥/٢٠١٧)، كغيرها من الأطفال، أرسلوها إلى الدكان،
إلا أن الأم قد أعياها الإنتظار، لأن وِجْدانًا لم تعد إلى حضنها ثانيةً، مما أشعرها أن إبنتها قد تأخرت كثيرًا، غير أنها لم تفقد أمل العودة، فهمّت إليها بالبحث والسؤال، وهي لا تدري أن القدر قد أوقع محبوبتها، على يد ذئبٍ بشري، ظنّوه جارًا حاملًا لقيم النخوة، حنونًا وحاميًا للعُشرة.
*الدكان* كان هو مبتدأ البحث الأول، لكنهم وجدوه مقفلًا، في مواعيد لم يألفوا قفله، ولم يعتادوا عليها- إلا لأمرٍ- جلل، ولمّا دنا الباحثون نحو الباب، تأكد لهم أنه- فعلًا مُقفل- من الداخل، فغلبت عليهم شِقْوتُهم شكًا وظنًا، ثم تدافعوا جميعًا، وشكّلوا سياجًا جماهيريًا أمام الدكان، ثمّ تقاطرت عليهم جموعٌ بشريّة، من شتى إتجاهات المدينة، وتفكّروا ثم تدبّروا أمرهم مليًا، بضرورة فعل شيئٍ ما، لولا مجيئ القوات النظامية، وتدافعها إلى موقع الحدث، لتعمل على إبطال فاعلية تزايد حركة المتزمجرين، وقطع نيّتهم في فتح الباب عُنوة وإقتدارًا، مما أجبرت الذئب إلى- الإستجابة- وفتح الباب، خائفًا يترقّب ما ينتظره من الحضور، تتطاير عينيه من الهلوسة، وهو شاهرًا سكينه، يردّد: (ضُحى معَاي)، داسًا إيّاها داخل جوالٍ، حاشيًا فمها بالورق، منعًا لها من، إسماع أنينها وصراخها وطلب النجدة من المارّين على الطريق، ما أدى إلى كتمان أنفاسها، وزوال روحها الطاهرة إلى بارئها، ولمّا كان مهلوسًا، ومشهرًا سكّينه، ظنّ أنه ربما ستحميانه من غضب الثائرات والثائرين، وربما تغفر له ما إرتكب من جُرمٍ وخطيئة.
سنواصل…
اذا لم يتم تطبيق عقوبة الإعدام فيما يتعلق بلاغتصاب فسوف لن تزول هذه المأساة وبجب إعدام المغتصب مهما كانت دوافعه او حالته الصحية وهؤلاء الذئاب قطعا من متعاطيه المخدرات وانا أرى حتى هؤلا في علاجهم او تقويمهمء يجب اعدامهم والا تخسر الدولة عليهم مليما واحدا لانه لا خير يرتجى من مثلهم.