دكتوراة فخرية فى صناعة البسكويت

د. سيرام كمال

جرت العادة فى كل بقاع الأرض أن يتم تقييم الشخص بما لديه من شهادات علمية و ابحاث  علما ان كثير من أصحاب الدرجات العليا تعتبر انجازاتهم شخصية و لا يوجد أى نوع من الابتكار و الابداع فى حياتهم العملية و اتخذوا العلم مهنة و الجميع يعلم أن  القدرة على الابتكار و الابداع و تقديم ما ينفع الناس و لو فى أبسط الأشياء هو الانجاز الحقيقي الذى لا يقدر بثمن ..

مر على قبل أيام فيديو لسيدة مصرية (ام جني) تقدم لربات المنازل طريقه لعمل بسكويت المكنه و الجميع يعلم أنه اصعب انواع المخبوزات و احبها لقلوب الأسر و أن السيدات يصبن بالرعب عندما يقررن صنعه لما يتطلبه من زمن و جهد كبيير و ذلك لأن تقطيعه يعتمد على مكنه يدوية أو كهربائية أو باستخدام القمع ناهيك عن تكلفة صنعه و ما يتطلبه من مواد و لكن هذه السيدة المبتكرة قدمت طريقة لملايين السيدات لصنع البسكويت ب ٥ مكونات فقط من جملة ٨ مكونات لتقليل التكلفة اضافة الى ابتكارها طريقة بسيطة للغاية لتقطيع البسكويت باستخدام صينية و شوكة لتعطى البسكويت نفس الشكل و لا ينقص طعمه شيئا من روعته ..

عندما شاهدت الفيديو ابتسمت و انحنيت تقديرا و احتراما و إعجابا بها .. وشعرت بانى اتمنى مقابلة هذه السيدة العبقرية لتهنئتها على هذا الفكر المبدع لدرجه رغبت أن تكون هنالك طريقة لمنحها درجة الدكتوراة الفخرية فى صناعه البسكويت فهي لم تصل لهذه النتيجة الا بكثرة الممارسة مما أكسبها قدرة هائلة على الابداع و الابتكار  بعكس ما قد يتراءى لبعض التقليديين  من ذوي الألقاب العلمية الذين يتناولون العلم كمهنة فقط و لديهم جبال من الأوراق العلمية التى تدور فى محاور اقل ما يقال عنها عادية لا تعود بعائد معرفي أو عملي لمجتمعاتهم وما هي الا إنجازات فردية لنفخ السيرة  الذاتية و هو مجرد نوع اخر من الطبخ بمكونات مختلفه بأن ذلك شئ سخيف و لكنه ليس كذلك فالانجاز الحقيقى هو الذى عندما تراه تبتسم و تشعر بالقشعريرة و تعترف بأنك تعلمت شيئا جديدا..

تحياتى للمرأة المصرية الرائعة (ام جنى ) لم اتعلم منك صنع البسكويت فقط و لكن تعلمت منك أن  تراكم الخبرات و طول الممارسة المهنية إذا لم ينتج عنه فكرة مبدعه و خلاقه تساعد الملايين من البشر و لو فى أبسط مجالات الحياة فهذا هو الفشل بعينه و أن الإنسان تقاس مقدراته الحقيقيه بقيمة ما ينفع به الناس و ليس بقيمه ما لديه من شهادات و القاب علمية و ابحاث تقليدية و أن هنالك كثير من ذوى الخبرات من  أصحاب المهن التى يقال عنها هامشية يمتلكون فكر ابداعي خلاق يستحقون عليه درجة الدكتوراة الفخرية.

كل الشكر لك
د. أم جني
[email protected]