مقالات وآراء

بلاد تتحقق فيها الاحلام وأوطان فيها تموت.

أسامة ضي النعيم محمد

بلاد العم سام يخرج منها الكاتب الكبير اليكس هيلي لينيخ مطاياه عند سواحل أفريقية الغربية ، يضرب في قلب أفريقيا باحثا عن مسيرة الاجداد (كنتي كنتي) وبقية شجرة العائلة ، الاسرة الكبيرة حملتها المراكب مع شحنة العبيد الي أمريكا ، القصة يعرفها القاصي والداني ويتحقق الحلم ويصبح الحفيد كاتبا عالميا . أيضا يتحقق الحلم عند أوباما الي أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة وهو ابن المهاجر الافريقي الذي ما زالت بقية أسرته تعيش في قري أفريقية يكابد أهلها في الحصول علي شربة ماء نظيف. بلاد لا يظلم فيها من كان صاحب همة عالية وطموح يطلب الثريا وأحلام تتحقق .
وطن الاباء يعود الي حضنه الطفل عثمان بدر الدين وهو يحمل الجنسية البريطانية ، الحلم عند عثمان أن تبدأ رحلته مع السودان الوطن منذ الصغر لتصبح كالنقش في الحجر ، لا يحتاج بعدها الي رحلة العودة وهو في خريف العمر ليكتشف الجذور و أن الاباء والأجداد نشأوا علي دين الاسلام ، فضل الصبي أن يتحقق حلمه علي أرض الاباء وربما ساعد الجواز البريطاني في سرعة التنقل ، اختار ابننا عثمان علوم الطب لتصبح مهنته تخفيف الالام وعلاج الامراض باذن الشافي من كل الاسقام ، رحلة تحقيق الحلم من داخل الاوطان هي قمة الابداع حيث الاوتاد جذور شجرة العائلة تضرب بعيدا في التاريخ . الحلم بأن يمارس الفتي مهنة الطب من قلب لندن ويذيع صيته كما بعضا من أسلافه أطباء السودان في مهجري الجزيرة البريطانية والقارة الامريكية ، ربما يقرأ عن مسيرة النطاسي البارع بروفسير مصطفي خوجلي ليجد أثر بصماته في مستشفي طب المناطق الحارة بلندن أو عند ( قور استريت ) ليحذو حذوه ، أو ربما سار علي نهج بروفسير مقبول متنقلا بين مستشفيات السعودية وجامعة الخرطوم والجزيرة ومستشفيا ت ايوا العسكرية الامريكية يمنح العلم والمعرفة و سهمه في صناعة أدوات التنويم والتخدير في علوم الطب تسير بذكره الدوريات.
قبل مولد عثمان كان السودان وطنا تتحقق فيه الاحلام ، أرسي الاعمار البريطاني بحملته قواعد السلوك المدني ، التعليم الزامي ومجانا ، بقوة القانون ينتزع الاطفال في سن الدراسة من بين مضارب الابل والأغنام في ديار الكبابيش ونجوع دارفور ويلحقون بفصول الدراسة ، يمنحهم عامر الديار المأوي والأكل والشرب مجانا وفي برد الشتاء ربما زاد علي الدثار بطانيتين لاتقاء البرد ، بعض الصبية من أسر فقيرة يمنحهم الحاكم الاجنبي مصروفات وربما ملابس .هكذا صارعندنا علي الحاج وعلي عثمان وحاج ساطور ونافع حكاما في السودان وتحقق حلمهم بأن سخر الله لهم حاكما لا يحسد ولا يحقد ولا يقوم حزبه علي الغبن والحسد ولا يظلم عنده أحدا.
قابلوا معروف الاوطان بمنع العصبة الاخوانية مجانية التعليم ، تجبر الحاج ساطور في قولته المشهورة وأعلن بما معناه ( الماعندو قروش ما في داعي يعلم أولاده ) أو كما قال باسم تنظيم الاخوان وحكم الانقاذ ، تنظيم الاخوان لبس الحسد دثارا والحقد قفطانا وتحقيق أحلام الفنيان والصبايا فقط لمن في عزوتهم وتنظيمهم أولمن يملك أهله المال ، الامن وفروه لخاصة تنظيمهم وأصبحت لهم مليشيات تحمي دورهم وكتائب ظل تمنع عنهم أذي الاخرين تلحق بها عصابات (نيقرز) رعوها وهي بلا سند لتروع المواطنين لزوم التخويف والترهيب كما في مسليل (توم اند جيري).
الامن في الاوطان صار عند الاخوان حلما بعيد المنال ، عثمان وأترابه ترصدتهم فئات حاقدة حزبها لمصلحته تنظيم الاخوان وغذاها حسدا علي كل ما هو نظيف وناصع البياض عند الاخرين . نسأل الله العلي القدير أن يتقبل ابنينا عثمان بدرالدين ومدثر الشفيع شهداء من أجل السودان الوطن الذي حلمه العيش في حرية وسلام وعدالة ، هما وبقية الشهداء مهروا بدمائهم الطاهرة السجادة الحمراء يسير عليها أبناء السودان لتحقيق حلمهم لرفعة الوطن من بين حدوده لا هربا الي الخارج لتحقيقه عبر البحار في بريطانيا وأمريكا.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..