
الخريف يقترب رويدا رويدا.
وهلاويس سد النهضة الاثيوبي تقترب هي ايضا. والقلق المائي سيكون حاضرا ايضا.
ومع مواسم هطول الامطار الغزيرة علي الهضبة الاثيوبية ستبدأ المشكلة.
واكيد اثيوبيا ستفتح ابواب سدها الجديد ان امتلأ لتنهال علينا المياه بقوة.
وهنا لابد ان نتساءل وحتي نبدد عن انفسنا خطورة القلق القادم.
هل نحن مستعدون للخريف بكل تقلباتة الخطيرة والجديدة؟
فهذا الخريف لن يكون كسابقه بعد دخول سد النهضة في المعادلة المائية.
وبالتأكيد لا اظن اننا سنكون مستعدون لهذا الامر.
فنحن في السودان عايشين رزق اليوم باليوم وليست لدينا خطط مستقبلية خماسية او سداسية او سنوية او حتي وقتيه.
والشواهد امام اعيننا كثيرة حيث التخبط في اتخاذ القرارات.
فقد يخرج علينا المسؤول ليعلنها قرارات في تجمع جماهيري.
ولقد امرنا بشراء باخرتين وقود.
ولقد امرنا بشراء ٣ بواخر دقيق.
وهكذا.
وحقا فنحن في سبات عظيم.
فكيف بالله عليكم بلد بحجم السودان يسير دون تخطيط استراتيجي؟
فما زالت مصارف الخريف في حالها وقد غطتها اكوام النفايات.
والظاهر اننا وكالعادة سنعلنها منكوبة لتلقي معونات الدول من خيم وبطاطين ومواد غذائية تأخذ طريقها الي الاسواق. .
ولي صديق وقد تحدثنا في هذا الامر عن مدننا المتهالكة وما تعانيه مقارنة بمدن العالم التي تشهد الامطار والفيضانات .
وكيف ان تلك المدن تعد نفسها من حيث شبكات الصرف .
وبصراحة حال الخرطوم في كل خريف لا يسر ابدا .
ولعل ما اثار قلقي ايضا إن مهندسا كبيرا قد اشار لخطر بالعاصمة القومية نجهله جميعا وهو خطورة تجمعات المياه بكميات كبيرة في باطن ارض العاصمة .
ومدي خطورة آبار الحمامات القديمة المنتشرة في مختلف انحاء العاصمة.
وان عمارات وابراج قد تتصدع مستقبلا بسبب تلك التجمعات المائية الخطيرة في باطن الارض.
كذلك اشار الرجل لخطورة اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري.
وقال ان العاصمة تفتقر لمجاري الصرف الصحي المتكاملة وان التسرب فيها كبير للغاية.
وان الشبكة الموجودة حاليا تغطي فقط 10 % من مساحة العاصمة .
و ان حوالي 90 % من سكان العاصمه يستعملون بدائل صرف بدائيه جدا.
وهنا تكمن خطورة الامر.
و هذا يتطلب منا حلولا ناجعة وتجهيزات لاقامة شبكات صرف حديثة تجنبنا الغرق وتسربات المياه.
وان كان الأمر صعبا للغاية بعد ان تشابكت مباني العاصمة وانتشرت العشوائيات وتمددت.
وظني ان هناك رسوما مالية قد استحدثت منذ زمن طويل لتصاحب إصدار أي خريطه بناء من الأراضي وذلك لإقامة شبكة صرف للمخططات الجديدة.
وللاسف لم تقام اي مشاريع صرف جديدة في العاصمة ولسنين طويلة .
وظني انها لن تقوم بسهولة لأن بنيات اي صرف صحي يجب أن تقام قبل بناء المدن وليس بعده .
و الحكايه معكوسه في بلادنا وقد تكلفنا الكثير ان قامت اصلا.
وهاهم اخوانا المصريين وقد اقاموا عاصمة ادارية جديدة فوق شبكة مجاري جديدة و حديثة.
وستكون تلك العاصمة بديلة للقاهرة الحاليه والتي تعاني كثيرا كالخرطوم.
واوعدنا يارب في السودان ان يكون مؤتمر باريس فاتحة خير لانطلاق السودان في كل المجالات.
وتفاءلوا بالخير تجدوه.