مقالات وآراء سياسية

يتوالي الخذلان … يا حمدوك !!

علي محجوب النضيف

الثورات عملية جدلية متناسقة هدفها إحداث تغيير حقيقي يحمل اَمال وتطلعات الشعوب في حلمهم بواقع جديد. شعبنا أستلهم تجاربه السابقة وراكم فعله المجرب وإستنهض كل فئاته للمشاركة في صناعة الثورة من أجل تطبيق أحلامهم التي لا تستثني طموحات أحد. وقد كانت ثورة، مثلت جموع شعوب السودان، حملت في أحشائها بصمات صانعيها، مشعلها الوعي، والدقة في تحديد المطالب والأهداف.
مهر شعبنا ثورته بالغالي والنفيس، قدم شهداء، من منّ كان شعلتها، منظمها وملهم الاَخرين. شعبنا يعلم جيداً قيمة الحرية والسلام والعدالة، فرفع شعار الثورة لم يكن اعتباطاً، ولكنه أمتداد طبيعي لنضالاته المتواصلة لتحقيقها. فالشهداء كانوا في الاستقلال، أكتوبر، مارس – أبريل ملحقاً بديسمبر. رغم أختلاف هبات وثورات شعبنا في الزمن إلا أنها إلتقت وكان لديهما وجوه تشابه عدة في الحشد الجماهيري للقوي السياسية والمدنية، ودور الشهداء البارز فيها. الرمزية والأعمال البطولية والبذل الذي قدمه هؤلاء الشهداء تحول الي بصمة مهمة في تاريخ شعبنا. تطور الأحداث في مسار الثورة وتواريخ استشهادهم جسد عظمتهم والمعرفة بأحداث الثورة عبر تدرجها وتمرحلها أسهاماً في إنتاج الحقيقة حتي أصبحت سيرتهم تعظيم وأمنية كل مناضل يصبو الي الإسهام في تقويم مسار شعبنا.
الشعوب تجسد وتشكل رموز وهوية شهدائها بصورة جماعية، تحكي الروايات وتصمم التماثيل، وتوضع بعناية في أمكان أستشهادهم وفي المواقع الرمزية في تجمعات العامة لتناسب الصورة البطولية التي تعكس القيم الثورية التي من أجلها تم استشهادهم. تعظيم شهدائنا احتراماً لنا شعب يعي معني الحياة بكرامة زناضل من أجل ذلك ومجد ابطالنا بروايات تحمل الكثير من القيم الإنسانية، اصبحت إرثاً يتناقل بين الأجيال.
كان من المأمول والطبيعي أن نري قوي الحرية والتغيير وأولوياء نعمة الثوار والشهداء في مجلس الوزراء والمجلس السيادي ومجلس شركاء الدم الترتيب الي إحياء ذكري شهداء مجزرة القيادة العامة بدعوة أسر الشهداء ولجان المقاومة والقوي الحية التي انجزت الثورة الي التحضير بصورة تليق بعظمة الحدث. وكان من الطبيعي أن يري شعبنا ساحة القيادة العامة تعج بالحركة كخلية النحل، يتناثر حولها المبدعين بين منطقة الجداريات ، والفنانين وإعادة تجسيد ساحة الإعتصام والخيم لإحياء ذكري حية بمشاهدها وذكراها وبطعم حلاوة انتصار الشعب.
فماذا كان المشهد؟!! الإنقاذ بلحمها وشحمها ودمها كانت حاضرة، ببقاياها وشخوص أشد شراسة للحفاظ عليها تحت ستار حكومة الثورة. فالجريمة ارتكابها جميعهم وليس العسكر حصراً بل ارباب المحور وسدنة الهبوط الناعم. الثورة مستمرة والمشهد القادم رؤيتكم أمام محكمة الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..