مقالات سياسية

تدمير الأوطان بالحزازات الشخصية

أسامة ضي النعيم محمد

الطاقة الايجابية جاءت في رسالة معالي رئيس الوزراء د. عد الله حمدوك – حفظه الله- ، صدع بها رجل الدولة في خطابه الحكمة :(وان الاوطان لا تبني بالحزازات الشخصية والانفعالات العابرة ، بل تبني باحترام القوانين والمؤسسية)، مقروءة رسالة رئيس الوزراء مع موكب اليوم التالي (16/10) ومخرجاته من اعتصامات ودوريات حراسة يقفز العنوان الي الذهن ، الحزازات الشخصية تمسك بالنفوس ولا يخرج عاقل ليخاطب الحشود ويكرر علي مسامعهم حكمة كيف تبني الاوطان ، ( الغبينة ) تأكل النفس وتعميها عن قول الحق وابليس يروح بين قابيل وهابيل والحشود تنتظر أمام القصر في انتظار اذاعة بيان حل الحكومة واستلام الجيش للحكم في ظل أحكام طوارئ ، جيئة وذهابا يحملون الحطب يتناوبون في الخطابة للدفع بالمزيد لتأجيج ألسنة اللهب، التو م هجووجبريل ومناوي وآخرون تعميهم الحزازات الشخصية وتحبسهم عن التفكير الايجابي في بناء الوطن.

بناء الاوطان في دارفور والشرق وجبال النوبة تنتظر جبريل ابراهيم ومناوي والتوم هجو، الترقب والأمل عند أصحاب المصلحة في مناطق السودان المختلفة أن تأتيهم نخبهم من مهاجرها في نيويورك والمانيا وقطرتجر معها اليات حفر الابار وجرارات الزراعة ومكائن الحصاد ، بدلا عن ذلك وقف اشقياء ثمود في 16/10 يتحدثون عن فشل الحكومة وهم أعضاء فيها ، يرقبهم العالم بدهشة اذ بينهم وزير المال وحاكم اقليم دارفور وهو الاقليم الاشهر اليوم في العالم ، يتحدث الرجلان عن الفشل والمطالبة بتغيير الحكومة وهم أصل في أهم وزارتها المفتاحية.

من داخل قصره يراقب القائد عبد الفتاح البرهان جموع حراك 16/10، بذات الهدوء الذي راقب به معركة فض الاعتصام وسير المذابح في يوم الاثنين التاسع والعشرون من شهر رمضان المعظم عام 1440 هجرية (3/6/2019م) ، يهل علينا اليوم الاثنين 12 ربيع الاول1443هجرية لنحتفل فيه بذكري مولد المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام ، فلنجعل تلك المصادفة فأل خير وليكن ايماننا بالله قويا لتحملنا ارادته العزيز القدير الي برالامان ، ننثر في ذكري مولد المصطفي عليه أفضل السلام عباءة الامل وحسن الظن في الله ثم في قادة هذه المرحلة من تأريخ السودان ، أحسب أن المجلس السيادي بكامل هيئته يعكف الان علي مخاطبة الامة السودانية بمناسبة ذكري المولد الشريف ويربط تلك الذكري بمخاض أمة السودان التي ترنو لحسن إدارة حملها من خلافات بعقلانية ، نعم ، فالأوطان تبني باحترام القوانين والمؤسسية لا بمضغ اكباد من يخالفونك الرأي.

الحزازات الشخصية لا تبني الاوطان بل هي أداة تدميرها ، حتما لايفوت علي المجلس السيادي استدعاء التأريخ لتجميع ارادة كافة أهل السودان ، محطات تأريخية كانت في 19/12 / 1955م من داخل قبة البرلمان السوداني لإعلان الاستقلال ثم في أكتوبر1964م و يلحق به تأريخ السادس من ابريل 1985م ثم جمع ارادة ا هل السودان عند الفرصة الرابعة الغالية في ثورة19 ديسمبر2018م وما زالت الثورة تمر بابتلاءات الي حين الاستواء طودا شامخا بإذن الله ، قادة المجلس السيادي وعلي قلب رجل واحد ، أتوسم فيهم كل الخير لاستقبال خارطة الطريق التي رسمها خطاب معالي الدكتور عبد الله حمدوك ، تشابك الايادي وإظهار حسن النوايا وطرح الحزازات الشخصية بعيدا من مطلوبات المرحلة الدقيقة التي نحن في عقبتها وثنية الوداع السودانية محطة في الطريق يطلع منها علي السودان اليسر بعد العسر.

اعلان تكوين المجلس التشريعي ، التعاون مع محكمة الجنايات الدولية وتسليم المطلوبين ، استلام تقريرفض الاعتصام وعقد جلسات المصارحة والحقيقة والاعتراف بالمرارات التي ارتكبت في حق الشعب وجبر الاضرار ، التنادي لإرساء دولة القانون عبر فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ورؤية العدل يتحقق ويفعل ، الاعتراف بالاحتكام الي الوثيقة الدستورية كمرجعية للتوافق وتفسير وجهات النظر، تلك مؤشرات يتوقعها الشعب السوداني في خطاب المجلس السيادي الي أمة السودان وعبرها الي العالم أجمع في ذكري مولد المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام . فلتكن ذكري المولد الشريف موعدا يلتئم فيه شمل المجلس السيادي علي حصة الوطن ليعطي أمة السودان درسا اخرا في وحدة الكلمة وتوافق الرؤي لنعبر بالسودان الي مرافئ الحرية والعدالة والسلام.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..