مقالات وآراء

مؤتمر باريس الامل المنشود

محمد حسن شوربجي

<[email protected]>

فكلنا امل وتفاءل بمؤتمر باريس الذي عقد خصيصا للسودان.
ومن منا لا يعلق الآمال العراض بذلك المؤتمر الدولي الذي تحتضنه فرنسا وتحضره العديد من الدول العظمي والمؤسسات المالية الدولية ذات الصيت.
ومن منا لا يعلق الآمال العراض بذلك التجمع العالمي الكبير والذي ابدي اهتماما متعاظما بالسودان.
وان كان السودان اخوتي قد اصبح لزمن طويل كذلك النسر الكبير الذي لا يقوى على الطيران.
فكم في حياتنا من  دول و قد حلقت  وملأت السماء.
فليس عيبا اخوتي  أن نتمثل بحالة النسور وما يحدث لها ،
وكفانا شعورا  بالعجز و التراخي  وكفانا ركونا  واستسلاما للفقر والمعاناة.
وحتي يكون الانطلاق نحو معابر الحياة.
فالثروات ولله الحمد تملأ كل  جنبات الوطن الحبيب.
والخيرات  أراضي زراعية  وانهار  وخصوبة وكنوز تنوء بها الجبال.
وشعب طيب وقوى وأمين وهو يعاني.
و عصابات ومافيات تتلاعب بثرواته.
وكان لابد أن تكسر كل تلك المناقير  والمخالب القديمة
وكان لابد من ننتف كل هذا الريش الهزيل .
ولنبدأ و مؤتمر باريس و سودان جديد قد بدأ يظللنا.
وكما تعلمنا من قبل من الغراب كيف نواري سوءاتنا وحين كانت أول جريمة قتل  بشرية  بين ابني أدم (الأخوين قابيل وهابيل)،
يمكن الان أن نتعلم  من النسور كيف نولد من جديد.
فعندما يصل النسر  سن الأربعين يقال انه يشيخ ويفقد منقاره قوته،
وتتقلم أظافره  فيصبح من الصعب عليه الإمساك بالفريسة،
فتصبح أجنحته ثقيلة بسبب ازدياد وزن ريشه،
فلا يتمكن من الطيران الا بصعوبة شديدة .
ولا يبقى له خيار  الا الموت،
او اختيار اجراء عملية تغيير مؤلمة جداً.
فيقوم النسر بالتحليق الى قمة جبل عال.
فيمعن بضرب منقاره بشدة على الصخر حتى ينكسر،
وعندما يبدأ منقاره الجديد بالنمو يقوم بكسر مخالبه كذلك حتى تنمو من جديد،
وبعدها يقوم بنتف ريشه كله وهو في قمة الجبل.
فينمو ريشه الجديد ويقوي جناحه.
ثم يقوم النسر بالتحليق في السماء وكأنه ولد من جديد ليعيش من جديد ثلاثين عاما اخري.
وهكذا نريد ان نكون وان ينطلق السودان من جديد .
وكما تعلمنا من الغراب يمكن ان نتعلم من النسر
فنهدم ذلك السودان القديم ونبني سودانا جديدا .
سودانا موحدا بكل اثنياته وطوائفه.
سودانا خاليا من العنصرية البغيضة.
سودانا يكون انموذجا لكل افريقيا كما قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان،
سودانا ينعم كل بنوه بثرواتهم المهولة.
اللهم احفظ السودان واهله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..