يالماشي لباريس جيب لي معاك عريس !

أسامة ضي النعيم محمد
ذلك مقطع من أغنيات البنات في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، تستدعيه الذاكرة مع بشريات مؤتمر باريس علي لسان حال الاف الفتيات من بين أحد عشر مليون لاجئ يقطنون أراضي السودان بصفة دائمة ، لا حيلة لهن كما الرجال من الشباب لبدء مغامرات يضربن فيها أكباد الابل من عمق أراضي السودان ثم عبر الحدود برا الي شواطئ البحر الابيض المتوسط الجنوبية للعبور الي البر الايطالي ، ربما وجدت الفتاة المحظوظة العريس بأية هيئة وليس شرطا من هيئة التدريس ، لا يهم فمجال الاختيار في حالتها مقيد بحالة اللجوء التي عاشتها وأسرتها منذ نزوحهم من بلاد الامهرا أو الغرب الافريقي كما تشاد وجاراتها ولربما هروبا من دولة جنوب السودان من حيث قطع تنظيم الاخوان ما أمر الله به أن يوصل وهو في الاصل معلق بالرحمة والتراحم.
تلك الحالة الانسانية أغفلتها الصحائف الرسمية السودانية وهي تنقل معاناة من يعيش تحت سماء السودان ، يلتحف الارض وربما يسكن المجاري والحفر وأيضا يتساوي في الحق الانساني مع الاخر الذي تطلب له قائمة الاحتياجات و الضروريات للعيش الكريم ، حالة اللجوء تتساوي ليلا ونهارا مع غيرها لما لها من متطلبات الخبز والماء يتقاسم أحد عشر مليون معينات العيش مع سكان يبلغ عددهم ثلاثة وأربعون نسمة ، توفير ضروريات العيش تصبح عند العادين لإجمالي أكثر من واحد وخمسون مليون نسمة بغض النظر عن التصنيف ، الاستثناء الوحيد الذي جادت به طلبات أهل السودان للأخذ في الاعتبار حاجة الفتيات والنساء اللاجئات هو طلب بعض شيوخ الانقاذ من أهل السودان الزواج ببعض النساء السوريات ممن حضرن لجوء لأرض السودان.
الغفلة في صحائف طلبات حكام السودان الي مؤتمر باريس جاءت أيضا بنكران رد الجميل لدولة جنوب السودان وسكانها الاحد عشر مليون أيضا ، لم نبادل دولة جنوب السودان رد التحية بأفضل من عناقهم وهم يعملون علي تحقيق سلام جوبا بين أطياف الاخوة الاعداء من أبناء شمال السودان ، جاء يوم شكر دولة جنوب السودان في مؤتمر باريس لنحمل مشروعات تدخل من العمق السوداني الي واو في الجنوب ، تأهيل خط سكة حديد بابنوسة واو ليحملهم ومنتجاتهم الي بور تسودان ، وتحديث النقل النهري بين كوستي وجوبا ، تنمية منطقة ابيي وإنشاء مراع ثابته وحدائق تستقر فيها الانعام لتجد العناية البيطرية ومكافحة ذبابة تسي تسي وغيرها من منقصات حياة وأعداد الماشية ووضع حد لرحلة العبور صيف شتاء والتي تجلب معها المشاكل ، رد التحية بأفضل منها عرف جبل عليه أهل السودان قبل دخول الاسلام وهي الامتداد التأريخي وجوار لحكم النجاشي في بلاده التي قال عنها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ما معناه ، فيها حاكم لا يظلم عنده أحد.
جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الامريكي أثناء الحرب العالمية الثانية ، قدم في العام 1947 ومن منصة جامعة هارفارد ، مشروع اعادة بناء أوروبا التي دمرتها الحرب ، مشروع مارشال صار اسما وعنوانا أو (هاشتاق ) بلغة شباب اليوم ، حضور دكتور جبريل ابراهيم حرك عندي الرغبة في متابعة حركات وكلمات الرجل القامة ، أتحين الفرصة بين الحين والأخر لأسمع منه اطلاق مشروع لاعمار دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ، ( هاشتاق ) مشروع جبريل لاعمار المناطق المهمشة بتركيز علي دارفور التي جاء ذكرها مرارا علي لسان الضيف الكبير معالي رئيس وزراء فرنسا ماكرون كانت ستجذب الاسماع والأنظار وتثني علي ما تفضل به الضيف صاحب الدار والمنصة ، سقط ذكر مشروع لاعمار المناطق المهمشة يفرده دكتور جبريل ليكون عنوانا تسير به الوفود في حركات الكفاح المسلح الي تجمعات الاصدقاء في أمريكا وأوربا ، فرص تضيع في مؤتمر باريس كانت ستصبح أيقونات كما ابنتنا آلاء صلاح وابننا الطبيب الاصم وربعه وهم يتألقون وربما زاد الالق ببعض الايثار تحمله صحائف السودان الرسمية الي مؤتمر باريس.
جبريل هذا يتبع للمؤتمر الشعبى و يدين بالولاء لسيء الذكر الترابى كما اعلن مراراً و تكراراً منذ قدومه المشؤوم للتوزير.
ثم ان جبريل هذا صرح بأنه ‘اختار’ منصب وزير الخزنة ليتأكد من تمويل حزبه استعداداً للإنتخابات، و نفهم انه ينوى تمويل حزبه (عصابته) من المال العام تماماً كما كان المؤتمر الوطنى و اسلافه.
ما هو رأيك يا استاذ اسامة؟ و الدلائل على ما ذكرت من سيرة جبريل موجود فى الأسافير و نحتفظ بنسخ منها ليوم حسابه مع اربابه كالبرهان و كباشى و الجنجويدى المجرم و خائب عطبرة.