حقا لقد فشلنا في حكم بلادنا

يقول الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار (Gaston Bachelard): «الحقيقة العلمية هي خطأ تم تصحيحه.
فكم من اخطاء كارثية نقع فيها ولا نصححها.
وكم من قرارات خاطئة قد مررت ودمرت الوطن ولم يصححها احد.
وكم من اخطاء ادمنتها حكوماتنا والنخب ولم نصححها وعادت بنا الي الوراء تخلفا.
والكارثة اننا وعلى مدى ٦٠ عاما قد فشلنا فشلا ذريعا في حكم السودان.
وفشلنا في بناء ديمقراطية وتداول سلطة
وفشلنا في توزيع ثروة وتقليص فوارق طبقية. وفشلنا في إنهاء عنصرية بغيضة ظلت تأكل مجتمعاتنا.
وفشلنا في تحقيق المساواة بين مختلف القبائل والاثنيات.
وفشلنا في فهم معنى التنوع والاختلاف واحترام الآخر.
و فشلنا في تجنيب البلاد مآسي الحروب وضمان السلم وحسن الجوار وحلّ النزاعات .
وفشلنا في محاربة الامية و الجهل والخرافة وأسباب التخلف في الأذهان والسلوكيات.
وفشلنا في محاربة الرشوة والفساد.
وفشلنا في إقامة دولة ناهضة وناجحة تنمويا.
وفشلنا في تقديم نموذج ناجح من داخل ثقافته وأصالته الحضارية.
وفشلنا في وضع أسس وطنية للبحث العلمي. .
وفشلنا في إعطاء صورة مشرفة عن الإسلام سلوكيا وقيميا.
وفشلنا في تربية الأجيال على احترام البيئة ونظافة المدن ومحاربة رمي النفايات والأوساخ.
وفشلنا في بناء وعي مواطن يخدم الصالح العام وينبذ الأنانية والجشع الفردي.
وفشلنا في خلق أجواء الطمأنينة الاجتماعية المنتجة.
وفشلنا في فهم أسس قيام الدولة الحديثة وقد اخترعنا مفردات وكيانات مجتمعية ضارة مثل الكوزنة و الإخوانية والسلفية والدواعش.
وفشلنا في حلّ كل هذه القضايا المصيرية،
وعندما بلغ بنا الفشل مداه استعضناه بالعمامة الدينية فغرقنا.
وحتي يومنا لا نقر بفشلنا الكبير والخطير.
فهناك من يريد تكرار نفس الفشل دون تصحيحه.
والمصيبة اننا وحتي الآن نكابر ولا نقر بكل هذا الفشل الذي يلازمنا طويلا.
وكأننا راضون كل الرضي بوضع بلادنا المزري وتخلفها .

محمد حسن شوربجي